هيلاري كلينتون تدعو لضمان «حرية الإنترنت»

خبير أميركي لـ«الشرق الأوسط»: لا بد من تنسيق دولي لمنع التخريب الإلكتروني

TT

مع ازدياد عمليات الاختراق الإلكتروني في الإنترنت، دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، إلى وضع نظام دولي مشابه لميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينص على أن أي اعتداء على شبكة إلكترونية في أي دولة يجب أن يعتبر اعتداء على شبكات كل الدول.

لكن ستيوارت بيكر، خبير في الأمن الإلكتروني الذي عمل مساعدا لوزير الأمن الأميركي، قال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس سهلا تنظيف الفضاء الإلكتروني من المخربين والمغامرين. لا بد من تنسيق دولي. ربما يفضل أن نبدأ من الصفر؛ إذ إن كل دولة تقدر على تأسيس نظام نظيف بهدف مواجهة الكومبيوترات المخربة، ثم تطلب من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص فيها الالتزام بهذا النظام». وكانت هيلاري كلينتون قد ألقت الشهر الماضي، خطابا في مؤتمر عالمي عن حرية الإنترنت، وذلك بعد ورود أخبار بأن شركة «غوغل» تعرضت لحملات تخريب بدأت في الصين، غير أن حكومة الصين نفت ذلك. وقالت كلينتون: «صار الفضاء الإلكتروني جزءا من حرية التعبير، ومكان تجمع عالمي للتخاطب والتواصل». وناشدت المجتمع الدولي تأسيس قواعد لضمان «نظم تصرفات مضمونة ومحمية» في هذا المجال. وأضافت، في إشارة منها إلى ميثاق حلف «الناتو»: «يجب اعتبار أي هجوم على شبكات إنترنت في أي دولة، هجوما على شبكات كل الدول»، وأن «كل دولة وكل شخص يشترك في تخريب اتصالات الإنترنت يجب أن يواجه نتائج قاسية وإدانات من المجتمع الدولي». غير أن جاك غولدسميث، أستاذ القانون في جامعة هارفارد، قال: «يظل صعبا تنقية أجواء الإنترنت في وقت غزت فيه الفيروسات كثيرا من أجهزة الكومبيوتر. ويظل صعبا التخلص من كل فيروس في كل كومبيوتر». وفي إشارة إلى الكومبيوترات المستعبدة التي يستولي عليها المخربون من دون علم أصحابها التي توجه في هجمات التخريب، تساءل: «هل نغلق هذه الكومبيوترات أو الشبكات المخربة؟ من الذي يعطينا الإذن لنفعل ذلك؟».

في الشهر الماضي، بدأت شركة «كومسات» الإلكترونية ومقرها فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، إبلاغ زبائنها بأنها لاحظت وجود فيروسات في أجهزة الكومبيوتر التي يملكونها أو يستعملونها. وقالت الشركة إن هدفها هو «أن نبدأ من مكان ما، ومن نقطة ما. لنتخلص من الفيروسات الفردية، ثم نتجه نحو شبكات التخريب». وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «ماكفي» ومقرها سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، أن إحصاءات الربع الأخير من السنة الماضية أوضحت أن أكثر هجمات التسلل والاختراق الإلكتروني وقعت في الولايات المتحدة والصين. وقالت إن كل متسلل يعمل بكومبيوتر مستعبد، وذلك لأنه يسيطر على كومبيوتر من صاحبه الأصلي، ثم يستخدمه لإرسال رسائل فيروسية لتخريب مزيد من الكومبيوترات. كانت شركة «ماكفي» أصدرت تقريرا عن تخريب الإنترنت في السنة الماضية، اعتمادا على مراقبتها لأكثر من 100 مليون كومبيوتر في 120 دولة. وأوضح التقرير أن عدد الكومبيوترات التي خربت خلال الربع الأخير من السنة الماضية بلغ مليونا في كل من الولايات المتحدة والصين، وأقل من ذلك في دول أخرى.