مهندسون عسكريون يمنيون يدخلون مدينة صعدة لنزع الألغام بعد انسحاب المتمردين

رئيس لجنة محور صعدة لـ «الشرق الأوسط» : الحوثيون غادروا المدينة القديمة غير مقنعين أو ملثمين

TT

دخل مهندسون عسكريون يمنيون معقلا للمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية لتطهير المنطقة من الألغام بعدما انسحب الحوثيون من مدينة صعدة في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المسماة بالحرب السادسة.

وقالت وزارة الدفاع في موقع تابع لها على الإنترنت أمس: «عقب عملية الإخلاء تحركت فرق خاصة من دائرة الهندسة العسكرية وقامت بعملية مسح لأحياء المدينة، وللعديد من شوارعها ومبانيها لانتزاع أي ألغام زرعت من قبل الحوثيين». كما يقوم المهندسون بإزالة الذخائر التي لم تنفجر. وقالت إن عددا من سكان المدينة النازحين بدأوا العودة لتفقد منازلهم في صعدة. وشرد الصراع في شمال اليمن 250 ألف شخص.

أنهى المسلحون الحوثيون، أمس، تمركزهم في مدينة صعدة القديمة، وقال شهود عيان إن أكثر من 150 مسلحا حوثيا غادروا البلدة القديمة إلى وجهة غير معروفة، وذلك في ضوء اتفاق وقف الحرب المبرم بين الحكومة والمتمردين الحوثيين.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن عدد المسلحين الذين كانوا يتحصنون في البلدة القديمة، عندما اندلعت النسخة السادسة من الحرب، لم يكن يتجاوز 15 مسلحا، غير أن أعدادهم تضاعفت كثيرا خلال الأشهر الستة للحرب. وترجع المصادر الخاصة ذلك إلى تعامل أجهزة الأمن اليمنية مع ملف المسلحين منذ البداية، أي مع اندلاع الحرب، حيث رفضت تلك الأجهزة، وبحسب المصادر، السماح للمدنيين الذين غادروا أحياء البلدة القديمة بأخذ أمتعتهم ومواد غذائية وأشياء أخرى، وسمحت لهم بالمغادرة بملابسهم فقط.

وحول ما تردد عن خروج المسلحين الحوثيين من المدينة القديمة وهم ملثمون، قال رئيس لجنة محور صعدة، النائب علي أبو حليقة، لـ«الشرق الأوسط» إنه عندما التقت بهم اللجنة قبل خروجهم وجدهم أعضاء اللجنة مقنعين، مؤكدا أنهم عندما خرجوا «لم يكن أحد منهم مقنعا أو ملثما». أما بشأن الجهة التي توجهوا إليها، فقال إن قرابة 12 حافلة أقلتهم إلى «قراهم ومناطقهم، ليعيشوا كمواطنين مسالمين».

وكشف مصدر في صعدة، رفض الكشف عن هويته، أن المسلحين الحوثيين في صعدة القديمة كانوا يتمركزون في 3 إلى 4 أحياء فقط، من أصل نحو 20 حيا، وأرجع المصدر تزايد أعدادهم إلى «السياسة الخاطئة» في التعامل معهم، ورفض «أسلوب الحوار والتفاوض والوساطة» لإنهاء تمترسهم، واللجوء إلى الخيار العسكري والأمني، رغم خطورته وتأثيراته على الطابع المعماري التاريخي للمدينة، والذي أكدت مصادر محلية أنه تضرر كثيرا جراء العمليات العسكرية.

وحول كيفية تأمين الغذاء للمسلحين الحوثيين بصعدة القديمة طوال 6 أشهر من المعارك والحصار، قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن معظم - إن لم تكن جميع - بيوت المدينة توجد بها مخازن للحبوب وكافة أنواع الأغذية القابلة للحفظ لفترات طويلة، إضافة إلى آبار مياه، وإن أي منزل لا يخلو من وجود قطعة سلاح واحدة على الأقل، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر، مشيرة إلى أن هذا المخزون، الذي «حرمت الأسر النازحة» من المدينة من أخذه أو أجزاء منه، شكل رصيدا كافيا للمسلحين الحوثيين، ومكنهم من التمترس طوال الأشهر الماضية.

في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر محلية أن بعض الأسر النازحة بدأت في العودة إلى المدينة القديمة بعد إخلائها أمس، فقد شهدت تلك الأحياء القديمة، ذات الأزقة الضيقة، مواجهات بين قوات الأمن والجيش طوال 6 أشهر، ولم تستطع خلالها القوات الحكومية التقدم، وذلك بسبب استخدام المسلحين الحوثيين، الذين يعتقد أن جميعهم كانوا من أبناء تلك الأحياء، أسلوب القنص الذي أودى بحياة العديد من الضباط والجنود الذين حاولوا اقتحام البلدة، والتي تولى ملفها اللواء محمد عبد الله القوسي، وكيل أول وزارة الداخلية.