مرشحة عن حي الأعظمية: ركزت حملتي على القرى النائية.. فالمدن محجوزة لرؤساء الكتل

ورقاء لـ«الشرق الأوسط»: أتجول مع محرم.. وندخل الأحياء الساخنة من دون علم قوات الأمن

المرشحة ورقاء الدليمي («الشرق الأوسط»)
TT

واحدة من أكثر مناطق العراق سخونة وأكثرها تجاذبا في ما بين الكتل السياسية الكبيرة، خاصة السنية منها، وهي منطقة الأعظمية في بغداد التي تضم مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان، شهدت بروز كثيرات من المرشحات للمشاركة في الانتخابات.

ورقاء أحمد شيحان الدليمي، التي لم تتجاوز من العمر 32 عاما، وهي مرشحة عن جبهة التوافق العراقية عن التجمع الوطني - مؤتمر أهل العراق بزعامة عدنان الدليمي (رقم القائمة 338 وتسلسلها 87)، بينت أنها لم تقم بأي دعايات انتخابية عبر وسائل الإعلام واكتفت فقط بإجراء جولات على بعض مناطق بغداد، خاصة عوائل الأرامل والأيتام وبعض المدارس.

وقالت ورقاء لـ«الشرق الأوسط» لقد: «حاولت إيصال صوتي إلى مناطق القرى والأرياف والمناطق النائية مثل التاجي والطارمية وسبع البور وهور الباشا وهفوف، وهي مناطق بعيدة لا يصل إليها المرشحون من الرجال، إضافة إلى مناطق الأعظمية كونها منطقتي»، وتعتبر هذه من المناطق الساخنة في العراق. وأشارت إلى أن لقاءاتها لا تقتصر على النساء فقط، بل شملت الرجال؛ ومنهم شيوخ عشائر ومديرو مدارس وعوائل معتقلين. وبينت ورقاء أن «أهم ما ركزت عليه هو إطلاق سراح المعتقلين والقضاء على البطالة والتركيز على مشكلات النساء مثل المطلقات والأرامل». وعن حظوظها بالفوز في الانتخابات، قالت ورقاء: «لدي مخاوف من الانتخابات، لأن الناس يركزون على الرجال من المرشحين أكثر من النساء، وكأن المرأة لا تستطيع تقديم أي دور، ويقولون: إذا لم يقدم الرجال شيئا فكيف الحال مع النساء»، وأضافت: «نحن مجتمع شرقي وقد تنجرف المرأة وراء رغبة زوجها أو أبيها وترشح ما يريده هو وليس ما تريده هي، وهنا ركزت خلال لقاءاتي على توعية المرأة بأن يكون لها دورها واختيارها وأن تعطي صوتها لمن يستحقه، والاهم أني أوصلت فكرة أن المرأة في البرلمان تستطيع إنجاز شيء حالها حال الرجل وربما أكثر إن صح التعبير». ورقاء موظفة وعملت في مجال الإعلام في السنوات الماضية، والآن لديها مهام عملها وبيتها أيضا، وحاليا مهتمة بالدعاية الانتخابية بصحبة زوجها، وقد كلفت بعض المقربين للقيام بتعليق اللافتات وحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات. وتقول ورقاء لقد: «لاحظت أن أغلب المواطنين لا يرغبون في المشاركة كونهم محبطين جراء عدم تقديم شيء من البرلمان السابق».

وأشارت ورقاء إلى أنها في جولاتها للترويج لدعايتها الانتخابية تصطحب «عددا من النساء ومحرما مثل زوجي أو أحد إخواني، ولا نستطيع تأمين حمايتنا بأنفسنا كما أننا لا نبلغ الأجهزة الأمنية بأنني مرشحة في الانتخابات، بل ندخل المنطقة بحجة زيارة أحد أقاربنا، مثلا، الذي يتولى مهام تجوالنا وتأمين حمايتنا، وأرى ذلك أسلوبا أكثر أمنا، ولا أملك ما يمكنني من تعيين حماية، وحمايتي هي رحمة ربنا فقط».

وعن المضايقات التي تتعرض لها، قالت ورقاء إن قوات «الصحوات في مناطق الأعظمية سمحوا فقط لدعايات رؤساء الكيانات ومنعوا المرشحين الآخرين حتى مزقوا دعايتهم ولا نعلم الأسباب، وحتى سيطرات الجيش تمنع تعليق بوسترات المرشحين غير المعروفين إعلاميا».

وأنهت ورقاء حديثها قائلة إنها تتمنى أن «تتغير الوجوه التي هيمنت على الدولة طيلة السنوات السبع الماضية، والقضاء على المفسدين بشكل تام، وأن يضطلع بمهام الحكومة أشخاص غير طائفيين ولا علاقة لهم بحزب أو جهة سياسية بل يمثلون العراق ككل».