«الأمة» يحرّض سكان دارفور ضد «المؤتمر الوطني» ويدعو لإسقاطه

قمة مرتقبة تجمع الرئيسين البشير ومبارك لدعم وحدة السودان

TT

حرّض حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي سكان دارفور ضد حزب المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة الرئيس عمر البشير، ودعا إلى إسقاطه في الانتخابات المقبلة. وقال قيادي بارز في حزب الأمة في لقاء حاشد في جنوب دارفور: «لا تقربوا هذه الشجرة»، في إشارة إلى حزب البشير، الذي اختار الشجرة رمزا له في الانتخابات المقرر لها أبريل (نيسان) المقبل. وشبّه نائب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر حكم البشير بالحكم التركي للسودان في القرن التاسع عشر في التركيز على الضرائب والغلظة في جمعها، ووصف قادة الإنقاذ بـ«مصاصي الدماء». وجاء اللقاء في إطار تدشين حزب الأمة حملته الانتخابية في دارفور. وتوعد ناصر حزب المؤتمر الوطني بهزيمة ساحقة في الانتخابات المقبلة وتحقيق «الاستقلال الثالث».

واتهم برمة حكم البشير بإعادة الاستعمار مستدلا بوجود 36 ألف جندي أجنبي مقابل 4000 إبان الاستعمار الإنجليزي. وحذر من انفصال محتمل للجنوب العام المقبل جراء سياسات النظام، وعدم الوفاء باستحقاقات الاتفاقية.

وقال الصحافيون الذين تابعوا تدشين حملة الأمة في جنوب دارفور إن الآلاف هُرعوا لاستقبال وفد حزب الأمة القومي بمطار مدينة نيالا، قبل أن يسيروا موكبا طاف شوارع المدينة الرئيسية انتهاء بدار الحزب.

وبخس برمة من حديث الحكومة بتحقيق التنمية، وقال إن معظم المشروعات ديون باهظة مرحلة للأجيال المقبلة، وحرض برمة ناخبي الولاية على إسقاط المؤتمر الوطني مستعيرا النص القرآني «وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ»، في إشارة إلى الرمز الانتخابي لحزب الوطني وقطع بأن الإنقاذ ستكتشف أنها بلا مؤيدين. وتساءل: «هل سيصوت المفصولون أم النازحون أم مهجرو الشمال للإنقاذ؟». وأكد برمة أن حزب الأمة تعرض لحملات تشويه واسعة، وتابع: «أيادينا بيضاء من دماء الشعب وجيوبنا خالية من أمواله»، وقال إن مساعي الدوحة لا تزال ناقصة لتغيب فصائل مسلحة عنها، قبل أن يكشف عن اتصالات لحزبه بهم.

وتعهد مرشح الأمة لوالي جنوب دارفور موسى مهدي برد استحقاقات أهل دارفور في السلطة بما يتوافق وحجم السكان مع التمييز الإيجابي وتعويض النازحين فرديا وجماعيا ومحاكمة المتورطين في جرائم دارفور وتوفيق أوضاع المعاشيين والمفصولين جراء سياسة التمكين. وقال إن أولوياته ستركز على التعليم والصحة والأمن والرعاية الاجتماعية والمرأة. وأضاف: «الإنقاذ كالنار أن ذهبت حرقت»، ووجه الدعوة إلى أنصاره للاحتفال بفوزه منتصف أبريل المقبل.

إلى ذلك، كشفت مصادر مصرية وسودانية أن الفترة المقبلة ستشهد تحركا مصريا قد يكون الأخير، من أجل دعم وحدة السودان. وأشارت المصادر إلى أن مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط سيزوران الخرطوم وجوبا قريبا لهذا الغرض، لتوجيه الدعوة إلى كل من الرئيس البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير لزيارة القاهرة.

وستعقب هذه التحركات زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لكل من الخرطوم وجوبا، في وقت أعلن رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت أنها ستخضع لتأجيل الانتخابات في حال إجماع القوى السياسية على ذلك.

وترى المصادر أن القاهرة تخشى أن يكون للانتخابات التي وضعت شريكي الحكم والأطراف السودانية في مفترق طرق، تأثير سيئ على مستقبل السودان ووحدته في ظل الأوضاع الحالية المحتقنة، وتعكس التحركات المصرية قلقها البالغ من أن يتم استنزاف الجهود داخل السودان وإهدار ما بقي من وقت في الفترة الانتقالية، وعدم استغلال الفرصة الأخيرة المتاحة للشعب السوداني في بناء استقراره وسلامته ووحدته. من جانبه قال مسؤول الاستخبارات الخارجية في الجيش الشعبي السابق ومرشحها في ولاية الخرطوم أدورد لينو لـ«الشرق الأوسط» إن مصر موقفها محدد بضرورة وحدة السودان وإنها ترفض انفصال الجنوب، وأضاف: «القاهرة تعلم أن الجنوبيين إذا اتجهوا إلى الانفصال فإن السودان لا محالة سيتفتت لأن أطرافا أخرى ستطالب بحقوقها في ظل استمرار سياسات المؤتمر الوطني الفاشلة».