مبارك: لا قيود على مشاركة البرادعي في الحياة السياسية بمصر

قال إن مصر ليست بحاجة لبطل قومي.. فالشعب المصري كله بطل قومي

الرئيس المصري حسنى مبارك خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس (أ.ف.ب)
TT

قال الرئيس المصري حسنى مبارك إنه ليست هناك قيود على مشاركة الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الحياة السياسية في مصر وفقا للدستور، والانضمام إلى أي حزب سياسي يشاء.

جاء ذلك ردا على سؤال لصحافية ألمانية خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مبارك أمس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في إطار زيارة لألمانيا تستغرق بضعة أيام يجري خلالها فحوصات طبية. وسألت الصحافية الرئيس مبارك إن كانت مصر تعامل البرادعي كبطل قومي، فرد عليها مبارك قائلا إن «مصر ليست بحاجة إلى بطل قومي، لأن الشعب المصري بأكمله هو البطل القومي».

واستعرض الرئيس مبارك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وسبل توسيع التعاون بين مصر وألمانيا في مختلف المجالات. وقال الرئيس مبارك إنه بحث مع ميركل بتركيز خاص جهود إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والأفكار المطروحة لكسر جمود عملية السلام عبر مفاوضات غير مباشرة تستمر لأربعة أشهر، كما أطلعها أيضا على ما تجريه مصر من اتصالات مع كلا الجانبين، وعلى الساحة العربية وأطراف الرباعية الدولية.

وأعاد مبارك التأكيد على خطورة استمرار الوضع الحالي، وضرورة استئناف مفاوضات الحل النهائي دون مزيد من إضاعة الوقت. كما أكد أن تهيئة الأجواء المواتية تقتضى توقف إسرائيل عن الاستيطان، بما في ذلك في القدس الشرقية، والتخلي أيضا عن ممارساتها بالأراضي المحتلة وقطاع غزة. ويقتضى أيضا رجوع إسرائيل عن إجراءاتها لتهويد القدس وفى محيط المسجد الأقصى، ومراجعة قراراتها الاستفزازية الأخيرة بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال لقائمة التراث اليهودي، وغير ذلك مما يعرقل جهود السلام.

ويرافق مبارك وفد يضم وزير الإعلام أنس الفقي، ورئيس جهاز المخابرات الوزير عمر سليمان، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي.

وبعد اللقاءات السياسية سيجري الرئيس مبارك بعض الفحوص الطبية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن الرئيس مبارك سيتوجه ظهر اليوم إلى مدينة هايدلبرغ لإجراء بعض الفحوصات الطبية بمركزها الطبي، وذلك لمتابعة شكوى متكررة من آلام بالحوصلة المرارية.

وكان الرئيس مبارك قد أجرى عملية جراحية هناك في 20 يونيو (حزيران) 2004، نتيجة إصابته بانزلاق غضروفي.

وتأتي زيارة مبارك لألمانيا بعد يوم واحد من منح وسام الاستحقاق الألماني في برلين للدكتور البرادعي الذي يزور العاصمة الألمانية حاليا والمرشح المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر العام المقبل.

وتربط مصر بألمانيا علاقات وثيقة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، إذ تبلغ المعاملات المصرية الألمانية 93.9 مليار يورو. وهناك تعاون إنمائي من جانب ألمانيا لمصر في صورة مساعدات تقدمها ألمانيا لمصر منذ عام 1963، لتطوير قطاعات المياه والطاقة المتجددة وحماية البيئة، إضافة إلى علاقات ثقافية متميزة بين البلدين، حيث تم اختيار ألمانيا أول ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2006.

وكانت مصر ضيف شرف في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004. وتعددت المعارض المصرية للآثار الفرعونية في ألمانيا في إطار التبادل الثقافي بين البلدين. وشهد عام 2007 تبادلا علميا مصريا ألمانيا ملموسا، وفي عام 2008 تأسس صندوق الأبحاث المصري الألماني لدعم البحوث العلمية بين الجانبين.

وتوجد في مصر 19 مدرسة ألمانية إلى جانب معهد جوته لتعليم اللغة الألمانية. كما تعد الجامعة الألمانية بالقاهرة التي تم افتتاحها في أكتوبر (تشرين الأول) 2003 جسرا للتعاون الثقافي المصري الألماني. ويجري معهد الآثار الألماني بالقاهرة الكثير من الدراسات المختصة بالتاريخ الفرعوني والروماني والإسلامي.