سورية أمام الوكالة الدولية للطاقة: قدمنا كل ما يمكن تقديمه من معلومات

المندوب السوري اتهم إسرائيل بنشر جزيئات اليورانيوم في الأراضي السورية عند غارتها على موقع «الكبر»

TT

أكدت سورية أمس أنها قدمت للوكالة الدولية للطاقة الذرية كل ما يمكن أن تقدمه من معلومات، في تلميح بإغلاق الباب أمام أي تعاون جديد مع الوكالة التي لا تزال تطالب بتوفير أجوبة لتفسير آثار جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها المفتشون الدوليون بعد تحليل عينات من ركام مفاعل «الكبر» بمنطقة دير الزور الذي هدمته إسرائيل. كما تطالب الوكالة بتفسيرات لآثار جزيئات من اليورانيوم اكتشفها المفتشون في زيارة روتينية لمفاعل بحثي بالقرب من دمشق.

وقال المندوب السوري لدى الوكالة السفير بسام الصباغ، في بيان ألقاه أمس أمام اجتماع محافظي الوكالة: «قدمنا كل ما يمكن تقديمه من معلومات وبيانات في إطار اتفاقات الضمان الموقعة مع الوكالة»، مبينا أن «الوكالة كثيرا ما تسعى لإلزام سورية بملزمات تقع في إطار البروتوكول الإضافي علما بأن سورية غير موقعة على هذا البروتوكول»، الذي يمنح الوكالة صلاحيات مطلقة للقيام بطلعات وعمليات تفتيش فجائية، وهو ما فسرته بعض المصادر بأنه إغلاق لباب التعاون أمام مزيد من التعاون مع الوكالة. وألقى المندوب السوري اللّوم على الوكالة بشأن تعاملها مع المعلومات التي تقدمها سورية ويتم تسريبها لوسائل الإعلام، مطالبا بـ«التكتم» على التقارير التي يرفعها المدير العام. واتهم الصباغ إسرائيل من جهة ثانية بأنها قامت بإسقاط جزيئات اليورانيوم على الأراضي السورية من الجو بعد الضربة الجوية لجعل الأمر يبدو كما لو كان مصنعا سريا للأسلحة النووية. بدوره لم يتخلف المندوب الإيراني السفير علي أصغر سلطانية عن الإدلاء ببيان خاص عن سورية ألقاه بالجلسة متهما الوكالة بتركيز اهتمامها وشغل أعضائها بقضية وصفها بأنها ثانوية فنية تقنية بدلا من الاهتمام بالموضوع الأهم وهو «إقدام النظام الصهيوني بالاعتداء على سورية مما يعتبر تعديا على ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف: «ليس ذلك فحسب بل استمرار ذات الدولة المعتدية وحلفائها في محاولة خنق سورية داخل سيناريو لا نهاية له بالاتهامات والدعاوى الكاذبة المضللة فيما إسرائيل نفسها تمضي دون مساءلة متجاهلة لأي التزامات تفرضها الوكالة». محذرا سورية وناصحا لها أن تعتبر بما وصفه بالتجربة الإيرانية المرة التي تعيشها بلاده مع الوكالة وذلك قبل أن تلزم سورية نفسها بأي التزامات توقعها مع الوكالة.

في سياق آخر أبدى المندوب الإسباني عند حديثه بشأن قضية الملف النووي السوري إنابة عن دول المجموعة الأوروبية، أسفه أن سورية لا تزال تتعسف في التعامل مع الوكالة من حيث الشفافية والتعاون بشكل كاملا وذلك رغم ما وصفه بالتأكيدات القوية والضمانات التي قدمتها الوكالة لسورية حرصا على سرية وحصانة المواقع التي تتحجج سورية بكونها مواقع عسكرية.

مشددا على أهمية أن تمكن سورية الوكالة من إجراء المزيد من التحريات عبر مزيد من الزيارات وذلك حتى تتمكن الوكالة من التيقن والتثبت من حقيقة أصل ما اكتشفته من تلوث خاصة أن سورية ما فتئت تغير وتعدل مرة بعد أخرى من التفسيرات التي تقدمها كمسببات لهذا التلوث. معلنا عن تأييد دول الكتلة الأوروبية الموسعة التي يتحدث باسمها للطلب الذي تقدم به المدير العام لسورية للتوقيع على البروتوكول الإضافي الذي يمنح الوكالة صلاحيات مطلقة للقيام بطلعات وعمليات تفتيش فجائية وللحديث مع مختلف المسؤولين وللحصول على مطلق المعلومات.