الباحثة البريطانية ريفكيند لـ«الشرق الأوسط»: المعلم كان جادا وواضحا في طرحه عن الانسحاب التدريجي.. وقلت سأكتب ولم يعترض

المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لـ «الشرق الأوسط»: لا ندير المفاوضات عبر وسائل الإعلام

الباحثة البريطانية غابرييل ريفكيند
TT

رد ناطق باسم مكتب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الرؤية السورية ومدى استعدادهم للانسحاب إلى خط 4 يونيو (حزيران)، وفقا للرؤية السورية للسلام، فقال: «إننا لا ندير المفاوضات عبر وسائل الإعلام والصحافة».

من جانبها، أكدت الباحثة البريطانية غابرييل ريفكيند التي كتبت مقالا في صحيفة الـ«غارديان» نقلت فيه عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد دمشق قبول انسحاب إسرائيل «على مراحل» من الجولان مقابل تطبيع العلاقات، وأن المعلم كان «واضحا وجادا» في طرحه هذا.

وأشارت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المعلم أرادها أن تنقل الحديث الذي دار بينهما، وقالت: «كانت المحادثة واضحة. لقد أشرت إليه أنني سأكتب مقالا وهو لم يعترض، لو اعترض لما كنت كتبت المقال». وأكدت ريفكيند أن المعلم كان «جادا» في طرحه، وقالت: «أعتقد أن السوريين جادون جدا في قضية السلام مع إسرائيل، ولكن علينا أن نهيئ الأوضاع المناسبة لها، ولذلك تحدثت عن الأمر».

وترى ريفكيند، رئيسة وحدة الأمن في الشرق الأوسط في مجموعة «أكسفورد» للأبحاث، أن الوقت مناسب الآن لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل، إلا أنها تشدد على أن لا يتم ذلك على حساب عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، بل بموازاتها.

وكانت الباحثة البريطانية قد ذكرت في مقال نشرته في الـ«غارديان» قبل عدة أيام أنها التقت المعلم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال لها حينها: «لكي يتحقق السلام، على إسرائيل أن تكون مستعدة كي تعترف أن لسورية الحق بكل إنش من الجولان، ولكن نحن نرغب في المفاوضات. بالنسبة لنا الأرض مقدسة، وهي مسألة شرف». وأضافت أن المعلم أوحى بأن سورية مستعدة للتفكير في مقاربة الانسحاب من الجولان على مراحل، وقال: «يمكن أن يكون هناك مراحل من الانسحاب، وفي خلال هذا الوقت يحصل نوع من التطبيع. (إعادة) نصف الجولان يمكن أن يؤدي إلى إنهاء العداء... انسحاب كامل قد يسمح بفتح سفارة سورية في إسرائيل». وأضاف أن قضايا أخرى أساسية، مثل دعم سورية لحماس وحزب الله وسياستها تجاه إيران، «سيتم النقاش فيها بعد الانسحاب».

وكرر المعلم أمام ريفكيند أن سورية تفضل المفاوضات غير المباشرة عبر الوساطة التركية. وقال إن المرحلة التالية «تستتبع مفاوضات مباشرة مع أميركا للحديث عن المخاوف الأمنية. المسألة الأساسية هنا هي الطيران الأميركي فوق الجولان لتأمين الأمن».

وتتمسك سورية بالوساطة التركية في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، على اعتبار أنها وسيط نزيه، إلا أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل توترت في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد حرب غزة العام الماضي، وهذا ما يدفع إسرائيل إلى التشكيك في نوايا تركيا الصادقة في وساطتها مع سورية. كما أن شروط سورية حول عدم التطرق إلى علاقتها مع حماس وحزب الله وإيران، إلا حتى ما بعد الانسحاب، أمر من الصعب على إسرائيل تقبله. إلا أن ريفكيند أشارت في مقالتها إلى أن سورية يمكنها أن تعلب دور الوسيط بين إسرائيل من جهة، وحماس وحزب الله من جهة أخرى، وهو ما سيمهد الطريق إلى هدنة مؤقتة، أو حتى دائمة. ورأت أنه من دون أي تقدم الآن، فإن المنطقة معرضة إلى تصاعد العنف، ما قد يؤدي إلى صراع.