مرشحا الرئاسة يستهجنان سلوك الإعلام المحلي

خلال ندوة حول قضايا الإعلام السوداني عقدت في لندن

TT

اتفق مرشحا رئاسة الجمهورية في السودان، ياسر عرمان (عن الحركة الشعبية) وحاتم سر الختم (عن الحزب الاتحادي الديمقراطي)، في القول باستئثار مرشح المؤتمر الوطني، عمر حسن البشير، بمعظم الوقت المخصص لطرح وجهات نظر المرشحين المنافسين له، إلى جانب خضوع الكلمات التي يقدمها المرشح المنافس لتقييم الأجهزة وفرض عدم البث المباشر للجمهور.

وقال عرمان، الذي تحدث عبر الهاتف إلى ندوة حول الإعلام وقضايا السلام والتحول الديمقراطي، عقدها ملتقى الإعلاميين السودانيين بالمملكة المتحدة، مساء أول من أمس في لندن، إن جميع أجهزة الإعلام في السودان مسيطر عليها من قبل المؤتمر الوطني، الذي حدد لمرشحي الرئاسة المنافسين للرئيس 20 دقيقة فقط كل أسبوعين لكل منهم، فيما استأثر المرشح عمر البشير بـ23 ساعة و40 دقيقة، مبينا أن الحركة الشعبية قاطعت تلك الأجهزة من هذا المنطلق، واتخذت بدائل لمخاطبة الناخبين كالندوات واللقاءات عبر الشباب المتطوعين.

فيما حمل المرشح حاتم سر الختم على الإعلام المحلي، الذي قال إنه فقد حياده في تنوير الرأي العام، مبينا أن كل الأجهزة بدأت بداية معقولة، حيث كانت تنشر مادة واحدة لمرشح منافس، وتحيطها بعشر مواد داعمة للمرشح عمر البشير، أما التلفزيون فإنه يعمل وفق خط واضح لا يعرف الحياد، خصص 20 دقيقة كل أسبوعين لخطابات مسجلة للمنافسين في أوقات ضعيفة. وأشار إلى الاستعانة بالإعلام الخارجي بعد أن أضحت الصحف المحلية تعيش «فوبيا» التهديد من قبل أجهزة المؤتمر الوطني بمنعها من الإعلانات.

وكشف سر الختم عن جملة من الشائعات التي تطلقها أجهزة حزب المؤتمر الوطني، مثل دعايات الانسحاب لصالح مرشحين، ودعم زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي للمرشح البشير للتأثير على الناخبين. وقال إن مجموعة من المحامين رفعوا دعاوى قضائية ضد الجهات الإعلامية التي تروج لمثل تلك الادعاءات.

من جهته، قال الدكتور مكرم خوري، أستاذ الدراسات الإعلامية في لندن، إن سيطرة السلطات الحاكمة على أجهزة الإعلام وإدارتها لصالحها أمر ليس بالجديد، وقد بدأ منذ عهد محمد علي باشا الذي صدرت فيه صحيفة «الوقائع» لخدمة مصالحه في السودان ومصر.

وتحدث الدكتور عبد الوهاب الأفندي، الكاتب الصحافي والأكاديمي، عن صعوبة التغيير بواسطة الانتخابات والعملية السلمية، ووافقه عدد من الحضور في صعوبة الأمر بالنظر إلى قبضة الحزب الحاكم على وسائل الإعلام المحلية، مشيرين إلى منع المرشح الصادق المهدي من إلقاء خطاب عبر الإذاعة السودانية لحمله جملة من الأمور المتعارضة مع المرشح عمر البشير.