أجواء أمنية هادئة ترافق الانتخابات في كردستان.. والمفوضية تؤكد: لا شكاوى

طالباني: لا تغيير في الخارطة السياسية العراقية > برهم صالح: ستكون هناك تحالفات قوية

كردية ترفع ابنتها لتسقط ورقتها الانتخابية في صندوق اقتراع بالسليمانية أمس (أ.ب)
TT

انتهت عملية الاقتراع لانتخابات مجلس النواب العراقي الجديد في عموم محافظات كردستان من دون خروقات، حسبما أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الإقليم.

وقال هندرين محمد صالح، رئيس المفوضية في أربيل، لـ« الشرق الأوسط»، إن العملية سارت بنجاح منقطع النظير، وكان الإقبال كثيفا، ولم تتلق المفوضية أي شكاوى أو اعتراضات من قبل الكيانات السياسية، بما فيها كتلة التغيير المعارضة التي أكد ممثلها في مركز مدرسة مريوان الابتدائية في مدينة أربيل، شاخوان شيرزاد: «العملية سارت بسلام، ولم نرصد أي خروقات أو مخالفات، والإقبال كان بنسبة 75%. نحن راضون عن أداء المفوضية والسلطات الأمنية».

وكان لـ«الشرق الأوسط» طوال يوم أمس جولة ميدانية، شملت كلا من محافظات السليمانية وكركوك ودهوك وأربيل، لتغطية الانتخابات، ففي السليمانية أدلى الرئيس العراقي جلال طالباني وعقيلته بصوتيهما في أحد المراكز الانتخابية. أشار طالباني في تصريح لوسائل الإعلام المحلية عقب ذلك إلى أن «الفائز في هذه الانتخابات هو الشعب العراقي بجميع مكوناته، وأتمنى أن تسير العملية بهدوء وسلام، وأن يرضى الجميع بنتائجها»، معربا عن اعتقاده بأن الخارطة السياسية للعراق بعد الانتخابات لن تتغير، وقال: «لا أعتقد أن الخارطة السياسية ستتغير بهذه الانتخابات، قد تحصل بعض التغييرات، ولكن الأحزاب التي سيطرت على السلطة ستكون هي نفسها، ومن الممكن أن تدخل قوى جديدة للمعادلة السياسية، ولكن على العموم لن تتأثر الخارطة السياسية في العراق بهذه الانتخابات».

من جهته، أدلى رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، بصوته في أحد المراكز الانتخابية في مصيف صلاح الدين، في حضور القنصل الروسي وعضو من مجلس الشيوخ الأميركي، اللذين جاءا إلى ذلك المركز كمراقبين دوليين، ولكنه رفض الإدلاء بأي تصريحات صحافية بهذه المناسبة.

وكان رئيس حكومة إقليم كردستان، برهم صالح، قد أدلى هو وزوجته بصوتيهما في مركز إعدادية شيرين للبنات، في مدينة السليمانية، وصرح قائلا: «إن الناخب الكردي بتصويته المكثف في هذه الانتخابات سيدشن لمرحلة جديدة من النضال المدني»، داعيا «أبناء كردستان إلى الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع»، مؤكدا أن «هذه الانتخابات مصيرية، وعلى كل فرد كردي أن يشارك فيها»، مشيرا إلى أن «نجاح العملية الانتخابية مهم جدا، ولكن الأهم من ذلك هو قبول نتائجها، وعلى جميع الأطراف العراقية والكردستانية أن تتقبل تلك النتائج بروح رياضية». وأعرب صالح عن اعتقاده أنه «بعد الانتخابات ستنشأ تحالفات قوية، وأن العراق بهذه الانتخابات يسير نحو مرحلة تاريخية جديدة». وكانت لـ«الشرق الأوسط» جولة في مراكز انتخابية بالسليمانية، والتقت مدير مركز إعدادية بابان، آزاد أحمد محمد، الذي أكد أن «العملية تسير بسلام، وتراقب مجموعة من ممثلي الكيانات السياسية العملية». وبدوره، قال ممثل كتلة التغيير: «في المركز أن العملية لا شائبة فيها، ونحن نراقبها بكل دقة، ولم نلحظ أي ضغوطات أو خروقات». وأشار ممثل التحالف الكردستاني إلى أن «عملية المراقبة جيدة، ولكن لم نجد أي مراقب دولي كما أكدت المفوضية وجودهم».

وفي كركوك سارت العملية على أكمل وجه، فقد رصدت «الشرق الأوسط» إجراءات أمنية مشددة من خلال تحركات لمروحيات أميركية فوق كركوك على مدار ساعات الإدلاء بالأصوات، إلى جانب فرض طوق أمني محكم حول كركوك من قبل القوات المشتركة، الأميركية والعراقية والبيشمركة، إلى جانب تسيير دوريات الشرطة في أنحاء المدينة. وفي اتصال مع مصدر في محافظة كركوك أكد أن «الأجواء هادئة إلى حد غير متوقع، فعلى الرغم من التهديدات التي أطلقتها الجماعات الإرهابية ضد الانتخابات، فإنه والحمد لله لم تقع أي حوادث أثناء سير العملية، وهذا يعود إلى تفاني القوات الأمنية في أداء واجباتها». وفي دهوك، أفاد مدير شرطة المحافظة أن «العملية سارت بشكل منتظم وسلس، من دون أي خروقات أو اعتراضات من قبل الكيانات السياسية، وأن الوضع الأمني مستتب، والحمد لله لم نرصد أي تحركات غير طبيعية».

أما في الموصل، فقد نقلت مصادر كردية أن «الوضع هناك غير آمن، وأن المواطنين الكرد غير قادرين على الوصول إلى مراكزهم الانتخابية، وهم متخوفون كثيرا، حيث إن المجاميع المسلحة التي تسيطر على مركز مدينة الموصل تهدد الناخبين من التوجه إلى صناديق الاقتراع، خصوصا من غير العرب، وهذا أثار رعب السكان الكرد، وفيما عدا المناطق الخارجة عن المدينة كالأطراف، ليس هناك أي إقبال واضح على صناديق الاقتراع».