العراقيون يتحدون التفجيرات ويتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع

مقتل 38 شخصا وإصابة العشرات في لهجمات وقعت غالبيتها في مناطق العرب السنة

عراقيتان تريان إصبعيهما المخضبين بالحبر الانتخابي بعد اقتراعهما في الانتخابات ببغداد أمس (أ.ب)
TT

شهدت العاصمة العراقية بغداد وبقية مدن العراق إقبالا واسعا على صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية واختيار حكومة جديدة للبلاد على الرغم من أن العاصمة وبقية المدن استيقظت، وفي ساعات مبكرة من الصباح، على دوي انفجارات متعددة كتحذير للمواطنين من التوجه إلى صناديق الاقتراع.

وقتل ما لا يقل عن 38 شخصا وأصيب العشرات بجروح بسقوط قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وسقط 25 قتيلا وأصيب 19 آخرون إثر انهيار مبنى سكني جراء انفجار في حي «أور» في شمال شرقي بغداد. وأكدت مصادر أمنية عدم وجود أي مركز انتخابي قرب مكان التفجير، مشيرة إلى أن الانهيار ناجم عن استخدام مادة تي إن تي. وفي نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حي العامل جنوب غربي بغداد، قتل أربعة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون بجروح في انهيار مبنى سكني جراء عملية تفجير مماثلة. وفي منطقة الحرية شمال غربي بغداد، أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل أربعة وجرح ستة آخرين، وفقا للمصادر. وفي حي الخضراء غرب بغداد، أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين. وفي حي الجهاد (غرب) أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين. وجرح خمسة آخرين. كما أصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار آخر. وفي المنصور (غرب) أصيب ثلاثة أشخاص، بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات. أما في منطقة الكريعات (شمال)، فقد أصيب عشرة أشخاص بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا، في حين جرح شخصان في المدائن (20 كلم جنوب) في انفجار عبوة ناسفة. وفي منطقة جرف الصخر (60 كلم جنوب غربي بغداد)، أعلن مصدر في الشرطة أن «سبع قذائف هاون سقطت قرب مركز انتخابي دون وقوع إصابات».

وسقطت أربع قذائف في المنطقة الخضراء (وسط) وانفجرت عبوتان ناسفتان في الأعظمية والقاهرة (شمال). وإجمالا، سقط أكثر من خمسين قذيفة هاون في بغداد وضواحيها فضلا عن الانفجارات. وغالبية المناطق المستهدفة يسكنها العرب السنة.

كما انفجرت خمس عبوات ناسفة قرب خمسة مراكز انتخابية في وقت واحد في بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) وسقطت قذائف في الفلوجة دون إصابات. وفي محافظة صلاح الدين، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح في انفجار في بلدة يثرب. كما انفجرت عبوة في الحمزة جنوب تكريت. وفككت قوات الأمن سيارة مفخخة أمام أحد المراكز الانتخابية وسقطت خمس قذائف هاون قرب مكتب للاقتراع في بيجي. من جهته، أعلن المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا رفع الحظر المفروض على حركة السيارات الصغيرة فقط.

وما إن هدأت أصوات التفجيرات حتى بدأ الناخبون يتوجهون بكثافة إلى مراكز الاقتراع.

وقال قاسم العبودي، عضو مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات، إن الإقبال كان واسعا في جميع مدن العراق، مؤكدا أن من لم يجد اسمه في مراكز الاقتراع وفي سجل الناخبين لا يحق له المشاركة، لكنه عاد وأكد خلال مؤتمر صحافي أمس بأن من الممكن اتخاذ قرار سريع من قبل المفوضية حول هذا الأمر. وكان عدد من العراقيين قد شكوا من عدم وجود أسمائهم في سجلات الناخبين في عدة مراكز للاقتراع في بغداد والمحافظات.

وفي محافظة نينوى أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» حصول «إقبال منقطع النظير» على صناديق الاقتراع، وقال عبد الخالق أحمد الدباغ مدير المفوضية في المحافظة التي مركزها الموصل إن عدد الناخبين الذين شاركوا ولغاية قبل ساعتين من انتهاء الاقتراع بلغ أكثر من مليون شخص، مؤكدا أن أهالي نينوى «اعتبروا هذا اليوم عرسا جديدا ينشدون فيه أغنية التغيير»، علما بأن عدد الناخبين في المحافظة يبلغ مليون وستمائة ناخب.

وفي محافظة ديالى، وعلى الرغم من سقوط أكثر من 15 قذيفة هاون أدت إلى تفجير عدد من المراكز الانتخابية فإن الإقبال كان شديدا أيضا، حسبما أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، بعد أن تم استبدال المراكز التي تعرضت للتفجير فورا، وتشير أولى التوقعات بأن القائمة العراقية وقائمة التوافق والائتلاف الوطني العراقي وقائمة دولة القانون هي المتنافسة في هذه المدينة، وحسب عامر لطيف مدير مفوضية محافظة ديالى شمال شرقي بغداد.

وفي محافظة صلاح الدين، التي مركزها تكريت، أكد قاسم البرزنجي نائب المحافظ أن الإقبال كان شديدا أيضا وأنه لا يقارن بانتخابات عام 2005 وفي الأنبار غرب العراق وعلى الرغم من شدة القذائف التي سقطت على مدينتي الفلوجة والرمادي فإنها لم تمنع الناخبين من التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع.

إلى ذلك، وصف مراقبون توافد الناخبين على صناديق الاقتراع في محافظات الفرات الأوسط بالجيد بسبب مرونة الإجراءات الأمنية، إضافة إلى دعوة المرجعية الدينية الناخبين للمشاركة الكبيرة في الانتخابات. وأكد محافظ النجف عدنان الزرفي لـ«الشرق الأوسط» أن «محافظة النجف لم تطبق حظر التجوال في جميع مناطقها مما سهل سير العملية الانتخابية بشكل سلس، وعدم حدوث أي مشكلات لدى الناخبين». ووصل مدينة النجف وفد من الجامعة العربية برئاسة أحمد الغيش الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية الاقتراع تسير بشكل جيد في محافظة النجف حسب ما اطلعنا عليه في مراكز اقتراع المدينة». لكن حسنين الشرقي رئيس شبكة شمس لمراقبة الانتخابات في النجف قال إن الشبكة «سجلت كثيرا من الخروقات». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «شبكة شمس أصدرت نداء إلى مكاتب مفوضية الانتخابات في مناطق الفرات الأوسط للسماح بدخول المراقبين إلى مراكز الاقتراع والاطلاع على سير العملية الانتخابية».