استقبل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي يزور البلاد لالتقاء القيادة السياسية بهدف بحث العلاقات الثنائية وعدد من الملفات الإقليمية.
وجرت للحريري صباح أمس مراسم استقبال رسمية في قصر السيف حيث استقبله رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد، الذي اجتمع معه بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، كما التقى لاحقا رئيس البرلمان جاسم الخرافي، واستقبل مساء قياديي الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
ومن جهته، أكد رئيس الوزراء اللبناني أن زيارته للبلاد تهدف إلى «التنسيق بين البلدين وتكثيف الاجتماعات التنسيقية بهدف تحسين أداء البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والأعمال». وأضاف بعد التقائه رئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي أن لقاءه بأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تخلله «حديث حول الشؤون السياسية في المنطقة والاعتداءات الإسرائيلية وغيرها من الأمور التي تهم البلدين، كما بحثنا سبل مواجهة التحديات التي يواجهها لبنان والكويت وعموم المنطقة».
أما عن لقائه رئيس البرلمان فقد «تناولنا خلاله سبل تفعيل التعاون بين البرلمانين الكويتي واللبناني، كما أصر الرئيس الخرافي على ضرورة المتابعة المستمرة لأعمال اللجان المشتركة بينهما لا سيما أن ذلك يأتي في مصلحة البلدين».
وأشاد الحريري بدعم الكويت لبلاده و«بوقوفها ودعمها القضايا كافة التي تخص البلدين الشقيقين ومؤازرتها للشعب اللبناني لمواجهة الأزمات لا سيما العدوان الإسرائيلي، حيث أسهمت في بلسمة الجراح، لذا نحن نحضر دائما إلى الكويت لنشكرهم على مواقفهم التاريخية تجاهنا ووقوفهم إلى جانب بلدنا وشعبنا».
وتطرق الحريري إلى ما تخللته مباحثاته مع المسؤولين الكويتيين مشيرا إلى أنها اشتملت على «دور الصناديق الاستثمارية التابعة للصندوق الكويتي للتنمية العربية التي تُطرح دائما المشروعات التي يحتاجها لبنان، حيث الدعم الكويتي للبنان دائم وكبير جدا ويشمل مشروعات للمياه والكهرباء والجسور والطرق والمستشفيات وغيرها من المشروعات».
وحول التقرير الأولي للمحكمة الدولية في شأن التحقيق في اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري علق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بأن «المحكمة تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى نعرف الحقيقة، ومن هذا المنطلق فإن علينا كدولة وكشعب لبناني أن ننتظر ما ستقوله المحكمة، فاغتيال الحريري جريمة كبيرة لا تخص اللبنانيين وحدهم، وإنما خسارة وطنية كبيرة للأمة العربية بشكل عام».
أما رئيس البرلمان جاسم الخرافي فقد أشاد بعمق العلاقات الأخوية التي تربط الكويت ولبنان، ووصف اللقاء الذي جمعه بالرئيس الحريري بأنه «إيجابي، ونأمل في المزيد من مثل هذه العلاقات التي تجسد العلاقة المتميزة بين الأشقاء، وتطرقنا خلال اللقاء إلى الأوضاع بين البلدين، كما بحثنا تعزيز العلاقات البرلمانية بما ينعكس إيجابا على مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب اللبناني».
يُذكر أن رئيس الوزراء سعد الحريري وصل إلى البلاد مساء أول من أمس على رأس وفد رسمي، يضم الوزراء عدنان القصار وميشال فرعون وفادي عبود ووائل أبو فاعور، والنائب السابق باسم السبع والسيد نادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود وفادي فواز، كما سيلتقي بعد القيادة السياسية في البلاد أبناء الجالية اللبنانية بالإضافة إلى رجال أعمال كويتيين.
وكان الحريري قد أدلى بتصريحات لوسائل إعلام محلية نهاية الأسبوع الماضي ضمّنها تطلعاته إلى زيارة الكويت التي توقع أن تسهم في تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها وتفعيلها بشكل أكبر وأفضل.
وتشمل زيارة الحريري لقاءات تهدف لدعم فرص الاستثمار الكويتي في لبنان، حيث سيلتقي قيادات في القطاع الخاص الكويتي لعرض الشراكة في مشروعات استثمارية تنوي الحكومة اللبنانية طرحها مستقبلا.
ومن جانبها اعتبرت وزارة التجارة والصناعة الكويتية زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري «فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين».