البوسنة وصربيا تتسابقان بأدلتهما إلى القضاء البريطاني بشأن قضية غانيتش

بلغراد أعدت 600 صفحة ضد الموقوف بتهمة جرائم حرب وسراييفو تدحض الاتهامات

TT

تتسابق كل من صربيا والبوسنة، لإقناع القضاء البريطاني بشأن صحة أدلتها التي تورط أو تبرئ الأكاديمي البوسني الدكتور أيوب غانيتش، الذي وُقِّف في مطار هيثرو بلندن، الأسبوع الماضي، بناء على مذكرة توقيف صربية تعود إلى فبراير (شباط) 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وتتهم المذكرة غانيتش بالتحريض على مهاجمة جنود صرب كانوا يحاصرون سراييفو في بداية الحرب سنة 1992. وقدمت صربيا، أمس، 600 صفحة كأدلة على دعواها ضد غانيتش، الذي كان عضوا في مجلس الرئاسة البوسني، أثناء الحرب، ثم رئيسا للفيدرالية بعد توقيع اتفاقية دايتون للسلام سنة 1995. وقال وكيل وزارة العدل الصربي، سلوبودان هومن: «أعددنا أكثر من 600 صفحة كانت تحتاج للترجمة إلى الإنجليزية، وهذا العمل تم إنجازه». وكان على صربيا تقديم أدلتها، أول من أمس، إلى القضاء البريطاني الذي سينظر يوم الخميس القادم في قضية غانيتش، وما إذا كان سيبقى في السجن، إلى حين البت في مسألة تسليمه من عدمه. وقال هومن إن غانيتش يحمل الجنسية الصربية، إلى جانب الجنسية البوسنية، حيث ولد في نوفي بازار، عاصمة السنجق التي تهيمن عليها صربيا حاليا.

لكن عائلة غانيتش والمقربين منه نفوا بشدة حمله الجنسية الصربية، وقالوا إنه كان مقيما في الولايات المتحدة الأميركية، وعاد إلى البوسنة للدفاع عن شعبها وقت الحرب. ومن جهته، قال دامير أرناؤط، مدير مكتب الرئيس البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش، وأحد فريق الدفاع عن غانيتش، الذي عاد من لندن، أمس، على وجه السرعة إلى سراييفو، لإحضار أدلة براءة غانيتش من التهم التي تنسبها إليه الجهات الصربية: «سأعود إلى لندن الأسبوع القادم ومعي أدلة براءة الدكتور غانيتش». وتابع: «القانون البريطاني لا يسمح بتسليم الدكتور غانيتش إلى صربيا، وفق ما تزعم السلطات الصربية أنه أدلة». وأعرب عن أمله في رفض السلطات القضائية البريطانية لطلب صربيا «لأنها مجرد كميات من الورق لا أدلة حقيقية فيها».

وكان كريس باريان، مدير الشؤون الأوروبية في الخارجية البريطانية، قد صرح أن «اعتقال غانيتش لا علاقة له بالسياسة الحكومية البريطانية السابقة في غرب البلقان»، وأن «القضاء في بريطانيا مستقل تماما عن الحكومة، ويمارس سلطاته بحرية»، وأن «بريطانيا تدعم انضمام البوسنة إلى الاتحاد الأوروبي». يشار إلى أن حالة من الغضب والقلق تسود الساحة السياسية والشعبية في البوسنة، بعد اعتقال غانيتش الذي يعد من أهم رجالات التاريخ البوسني بعد الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش.