ملتقى دولي في مراكش يبحث النموذج التاريخي المغربي للتعايش بين اليهود والمسلمين

17 إسرائيليا يشاركون في رحلة الهوية إلى جنوب المغرب

TT

شارك عشرات من اليهود المغاربة قدموا من مختلف أنحاء العالم في الملتقى الدولي الثاني لليهود المغاربة الذي التأم، أمس، في مراكش، وهو الملتقى الذي تنظمه كل سنة جمعية «ديمومة» اليهودية المغربية، التي يوجد مقرها في باريس، وذلك بشراكة مع 13 هيئة وجمعية ومركز بحث متخصصا في اليهودية المغربية من فرنسا، وإسبانيا، والمغرب، وإسرائيل.

ويشارك في الملتقى باحثون متخصصون في مجال التاريخ والثقافة اليهودية المغربية جاءوا من أميركا، وكندا، وهولندا، وفرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، وإسرائيل.

وعلى هامش الملتقى سيتم تنظيم الدورة الثانية من التظاهرة السياحية «رحلة الهوية إلى الجنوب المغربي»، تدوم أسبوعين، ويشارك فيها 100 من الشخصيات المشاركة في الملتقى، ضمنهم 17 من إسرائيل. وهي رحلة استكشاف للآثار اليهودية في الجنوب المغربي، تنطلق من مراكش في اتجاه أطلال مدينة تيليلا اليهودية التاريخية الموجودة على طريق القوافل في الصحراء المغربية، مرورا بجبال الأطلس، وورزازات، ودمنات، وقلعة مكونة، وتنغير، وكلميمة.

وقال جاكي كادوش، رئيس مجلس الطوائف اليهودية في مدينتي مراكش والصويرة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المغرب عرف تجربة تاريخية فريدة في مجال التعايش بين اليهود والمسلمين، مشيرا إلى أن الملتقى يهدف إلى التعريف بهذه التجربة وطرحها كنموذج.

وأضاف كادوش: «نريد أن نقول لليهود والمسلمين في الشرق إن التعايش في سلام شيء ممكن، وأنهم إذا عزموا على ذلك فإن بإمكانهم أن يجدوا الحل».

واختار عريك ديلويا، رئيس جمعية «استمرار» اليهودية المغربية، وأستاذ علم الاجتماع في جامعة باريس، مدينة مراكش لتنظيم هذا الملتقى السنوي لليهود المغاربة عبر العالم لأسباب عاطفية، نظرا لكونه ولد في مراكش من عائلة يهودية أندلسية عريقة استوطنت في المدينة منذ طردها من إسبانيا سنة 1492.

ولا يزال ديلويا يسهر على كنيس «صلاة العزامة»، التي بناها جده إسحاق ديلويا في الحي اليهودي العتيق في مراكش عندما حل بها سنة 1492، وهو الآن واحد من بين آخر 3 معابد يهودية لا تزال وظيفية في مراكش، ويتعلق الأمر بمعبد «بنحاس كوهين» في المدينة العتيقة، ومعبد «بيت إل»، ومعناه بالعبرية بيت الله، الذي شيده هنري كادوش، في حي كيليز العصري عقب استقلال المغرب في 1956.

وإذا كان كنيس «صلاة العزامة» يكتسي أهمية رمزية نظرا لارتباطه باستقبال المغرب اليهود المطرودين من إسبانيا الكاثوليكية سنة 1942، فإن كنيس «بيت إل» يؤرخ بدوره لمرحلة أخرى تتمثل في استقلال المغرب، الذي رفع الحيف الذي كان اليهود المغاربة يعانون منه تحت الاحتلال الفرنسي.

وقال جاكي كادوش، الرئيس الحالي لمجلس الطوائف اليهودية في مراكش، ونجل هنري كادوش: «خلال الاستعمار الفرنسي للمغرب كان ممنوعا على يهود مراكش الاقتراب من الحي الأوروبي الجديد في كيليز. وكان على اليهودي عندما يكون لديه عمل لدى أحد الأوروبيين القاطنين في كيليز، أن يخلع نعليه، ويمشي حافيا حالما يتجاوز أسوار المدينة القديمة ويدخل إلى حي كيليز. لذلك ما أن حصل المغرب على استقلاله حتى بادر هنري كادوش، الذي كان آنذاك رئيسا للطائفة اليهودية في مراكش، إلى اقتناء الأرض وبناء المعبد احتفاء بالاستقلال الوطني، ورفع الحيف الذي طال اليهود المغاربة خلال الاستعمار الفرنسي».

إلى ذلك، أثارت مشاركة إسرائيليين في الملتقى عدة ردود فعل في المغرب. ونظمت مجموعة العمل المغربية لمساندة العراق، أمس وقفة احتجاجية، مساء أمس، في مراكش احتجاجا على تنظيم الملتقى الذي اعتبرت أنه يدخل في خانة التطبيع مع إسرائيل.

وكانت المجموعة قد أصدرت في وقت سابق بيانا تندد فيه بحضور شخصيات إسرائيلية في الملتقى، وذلك على إثر نشر بعض الصحف المغربية أخبارا تفيد باحتمال مشاركة إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، وتسيبي ليفني، زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي (معارضة)، في الملتقى. إلا أن الجمعية المنظمة أصدرت بيانا ينفي هذه الأخبار، ونشرت تكذيبا في الصحف.