الجيش الإسرائيلي يقتل 4 فلسطينيين في نابلس والسلطة الفلسطينية تدين «القتل اليومي»

محمود الزهار: إطلاق الصواريخ من غزة أمر مشبوه

محمود الزهار
TT

قتل الجيش الإسرائيلي أمس فلسطينيين في نابلس، شمال الضفة الغربية، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قضوا خلال 24 ساعة في المدينة برصاص الإسرائيليين إلى 4، وذلك في أحدث تصعيد من نوعه، دانته السلطة الفلسطينية بشدة.

وقتل الجنود الإسرائيليون مزارعين كانا في طريقهما إلى أرضهما جنوب نابلس، وهما محمد فيصل قواريق (19 عاما)، وصلاح كامل قواريق (19 عاما) من قرية عورتا قرب نابلس.

وفيما قالت مصادر أمنية فلسطينية إنهما كانا يحملان أدوات زراعية ومواد لرش الأعشاب،عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهما بالقرب من مستوطنة إيتمار جنوب شرق نابلس، قال الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين حاولا مهاجمة وطعن جنود عند نقطة تفتيش إسرائيلية. وقال الراديو الإسرائيلي إن قوة من الجيش كانت تقوم بدورية في المنطقة الواقعة بين قرية بيت فوريك ومستوطنة إيتمار، لاحظت فلسطينيين يحمل أحدهما مذراة (شوكة) والثاني زجاجة مكسورة، حاولا طعن الجنود، فأطلقوا عليهما النار مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، توفيا متأثرين بها. ولم يصب أي من الجنود بأذى.

وكان الجيش الإسرائيلي قتل السبت فتى فلسطينيا في مواجهات في قرية عراق بورين، جنوب نابلس، وهو محمد قادوس (16 عاما) بينما أصيب أسيد قادوس (16 عاما) برصاصة في الرأس، توفي على أثرها أمس، ليرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل في نابلس إلى 4.

ويأتي ذلك في وقت تواصلت فيه المواجهات في الضفة الغربية في مناطق مختلفة مثل مخيم شعفاط في القدس، والخليل، وبيت لحم.

واستنكرت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي، وقتل الفلسطينيين بشكل يومي. وقالت الرئاسة إن هذا التصعيد يأتي لمنع تحقيق أي تقدم على صعيد عملية السلام، وهو «رسالة الحكومة الإسرائيلية الحالية للفلسطينيين والعرب وللجهود الأميركية، ورد على بيان اللجنة الرباعية».

وبينما اتهم المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، السلطة بالتخاذل وعدم القيام بأي دور في توفير الأمن والحماية للفلسطينيين، وطالب بإطلاق يد المقاومة في الضفة، داعيًا أهلها إلى «كسر القيد وتصعيد الهبَّة الجماهيرية ضد جرائم الاحتلال الصهيوني»، اتهم اللواء عدنان الضميري، المفوض السياسي للسلطة، إسرائيل وحماس بالتناغم في شن حملة تشويه للسلطة الوطنية، لإطلاق انتفاضة ثالثة.

وقال الضميري: «إسرائيل تسعى إلى تفجير الأوضاع للتهرب من استحقاقات السلام، وحماس تسعى لجر المنطقة إلى انتفاضه جديدة تأتي على الأخضر واليابس، بينما تقاوم في غزة بالخطب النارية فقط». ولا تريد السلطة فقدان السيطرة مجددا على المناطق التي تخضع لها، ويعتقد كبار المسؤولين في رام الله أن من شأن انتفاضة ثالثة إشاعة الفوضى من جديد، وتمكين حماس من استعادة قوتها في الضفة الغربية.

وقال الضميري، لـ«الشرق الأوسط»: إن حرية التعبير مكفولة في مناطق السلطة بالقانون، لكن إشاعة الفوضى والاعتداء على الممتلكات واستخدام النار ممنوع».

وأوضح الضميري أن السلطة تتبنى النضال الشعبي وسيلة للتعبير، وهي لن تسمح بإرجاع عجلة التاريخ للوراء.

وفيما يخص التنسيق الأمني، قال الضميري إنه ليس سرا وهو يأتي أولا لمصلحة شعبنا، وليس مصلحة أي أحد آخر.

إلى ذلك وصف محمود الزهار، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية بأنه «عمل مشبوه» يهدف إلى إفساح المجال أمام الاحتلال للاستفادة من ذلك إعلاميا، وصرف الأنظار عن جرائمه في الأراضي المحتلة، مؤكدا أن مؤتمر الرباعية في موسكو لن يعدو كونه ظاهرة إعلامية.

وقال الزهار، في تصريح خاص لقناة «العالم» الإخبارية، أول من أمس: «إن العدو يريد من خلال الرد على الصواريخ من قطاع غزة، إظهار مظلوميته على أساس الدفاع عن النفس، في وقت يتعرض لانتقادات شديدية من قبل اللجنة الرباعية».

زاد الزهار قائلا: «إن ادعاء عناصر من فتح بإطلاق صواريخ على كيان الاحتلال يتناقض مع مواقف الحركة على الأرض في الضفة أو القطاع»، مشيرا إلى أن هناك أطرافا تريد إفساح المجال أمام الاحتلال ليصرف أنظار الإعلام عن كل ما يجري في القدس من جرائم وتواطؤ، وإعطاء زخم لموقف الرباعية.