أعلنت حركة «إيتا» الانفصالية في إقليم الباسك الإسباني أمس استعدادها لاتخاذ خطوات نحو التغيير السياسي في الإقليم، لكنها امتنعت عن الدعوة لإنهاء الكفاح المسلح. وقالت الحركة في بيان نشرته صحيفة «غارا» الباسكية إنها «مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة» نحو التغيير السياسي لكنها «لن تتوقف حتى تحقق الحرية». ويأتي البيان بعد شهر من تصريح روفينو اكسبيريا العضو القيادي في حزب باتاسونا المحظور، وهو الجناح السياسي لـ«إيتا» أنه ينبغي للانفصاليين التوقف عن أعمال العنف.
وقال البيان، في إشارة واضحة إلى دعوة اكسبيريا لوقف العنف، إن «(إيتا) تحترم من حاولوا في الأشهر الأخيرة إرساء أسس حركية جديدة لبلاد الباسك» مضيفة أنها مستعدة للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق يقوم على التوافق. ويخشى اكسبيريا وأعضاء آخرون في حزب باتاسونا من تراجع التأييد للنزعة الانفصالية في إقليم الباسك ويريدون العودة إلى ساحة العمل السياسي الشرعي في الوقت المناسب لخوض الانتخابات البلدية في 2011. وكان أرنالدو أوتيغي المتحدث السابق باسم باتاسونا المسجون حاليا، اعتبر في حديث خاص أنه ليس أمام «إيتا» أي خيار آخر سوى الانضمام إلى عملية سلمية، بحسب صحيفة «إل موندو». وكتبت صحيفة «إل باييس» الإسبانية أن «إيتا» أعطت أمس «علامة واضحة» لناشطي باتاسونا «المهمشين» منذ خرق الهدنة الأخيرة لـ«إيتا» في يونيو (حزيران) 2007 والفشل الذريع لعملية السلام في عامي 2006 و2007.
وخسر القوميون المعتدلون السيطرة على الحكومة المحلية العام الماضي للمرة الأولى منذ عقود. وقتل متمردو «إيتا» الانفصاليون أكثر من 850 شخصا منذ تأسيس الحركة قبل أكثر من 50 عاما في عهد الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو. واعتقل عشرات من أعضاء الحركة على مدار العام الأخير في إسبانيا وفرنسا وبينهم عدد من كبار قادتها العسكريين، لكنها نفت أن عمليات الشرطة تلحق الضرر بالحركة ووصفت ذلك بأنه «وهم». وقال بيان الحركة إن وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريث روبالكابا: «يعلم جيدا أن السبيل الوحيدة لضمان نهاية مقاومة الباسك هو الاعتراف بحقوق بلاد الباسك».
وتطالب الحكومة الإسبانية الاشتراكية على غرار كل الأحزاب الإسبانية بأن تلقي «إيتا» السلاح من جانب واحد. وتمتد بلاد الباسك التي تسعى «إيتا» لاستقلالها عن إسبانيا في جبال البرانس، وتشمل إقليم الباسك الذي يتمتع بالحكم الذاتي في إسبانيا، بالإضافة إلى أجزاء من إقليم نافارا الإسباني وجنوب فرنسا.