نائب وزير خارجية ليبيا لـ «الشرق الأوسط»: العرب بحاجة لإعطاء دور فاعل لرئيس القمة بدلا من كونها «شكلية»

محمد سيالة
TT

كشف نائب وزير الخارجية الليبي محمد سيالة في حوار مع «الشرق الأوسط» عن أبرز الأفكار التي ستطرحها بلاده خلال أعمال القمة العربية التي ستنطلق اليوم في مدينة سرت الليبية، مشيرا إلى أن أبرز هذه الأفكار يعتمد على تفعيل الآليات الموجودة مع إعطاء دور فاعل لرئيس القمة والأمانة العامة، وقال إن الرئاسة الحالية شكلية مؤكدا على حاجة العرب إلى عقد قمتين في العام، وأشاد بالأجواء الإيجابية التي تسود الاجتماعات التحضيرية.

* هل تتمكن قمة سرت من طي خلافات العرب السابقة خاصة في ظل تركيز ليبيا على مقولة «لا وقت للخلافات.. وقضايا الأمة فوقها»؟

- توجد مؤشرات لذلك، وأستطيع تأكيد أنه بُذل جهد كبير من جميع الإخوة العرب لتكون قمة سرت متميزة من حيث الحضور والقرارات، ونأمل الوصول إلى نتائج جيدة في ما يتعلق بترميم البيت العربي وإعادة ترتيب الجامعة العربية كمنظومة عمل.

* ما الآليات التي تتحدث عنها ليبيا لتطوير أداء العمل العربي المشترك؟

- نعتقد أننا سوف نعمل على تفعيل الآليات، ونحن نتصور أن مجلس الأمن والسلم العربي هو الفاعل في حسم كل هذه الاختلافات في وجهات النظر، وعليه نحتاج إلى آلية ويقظة لمعالجة أي مشكل طارئ ولذلك نحن نتحدث عن تفعيل مجلس الأمن والسلم العربي واستكمال أدواته التي تسهم في قيامه بدور حقيقي في مختلف القضايا العربية كما هو اليوم في مجلس الأمن والسلم الأفريقي، ولذلك نريد لمجلس الأمن والسلم العربي أن يلعب نفس الدور وأن يحظى بنفس الأهمية من الدول سواء في الحضور أو في مستوى التمثيل وأن يكون له دور في حسم المشكلات بمجرد حدوثها ولا يتركها تستفحل.

* هل تمويل قوات حفظ السلام متوفر؟

- الدول العربية أوضاعها متيسرة في مجموعها وإذا كان بعض الدول لها مشكلات في مواردها المالية فيجب أن تتحمله دول عربية أخرى، وهذا ما قمنا به في الاتحاد الأفريقي حيث تدفع خمس دول أفريقية فقط 75% من أعباء الميزانية وباقي الدول تدفع 25% من الميزانية، وأقصد إذا خلصت النيات فبالإمكان عمل شيء، وأن لا تبخل الدول التي لديها إمكانيات، والمهم أن تسير مسيرة العمل العربي المشترك.

* طرحت سورية ورقة عمل لتحسين الأجواء العربية، ماذا حدث بشأنها؟

- هي ضمن إطار المبادرات العربية، وسبق أن تحدث عنها الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة وهو يتحدث على آلية وحد أدنى لا تتردى عنده العلاقات العربية - العربية، والآلية هي الترويكا التي تعمل بها بعض الفضاءات الأخرى، وسوف تتبنى القمة العربية ما يخرج من هذا الطرح

* وماذا عن المبادرات العربية وإعطاء صلاحيات لرئيس القمة؟

- نحن نرى أن رئاسة القمة مجرد رئاسة شكلية، وإذا لم يكن دور للرئاسة لتحريك الأمانة العامة فلا قيمة للرئاسة، ولذلك تنطلق الورقة الليبية من هذا السياق، وهي أن تكون رئاسة القمة العربية فاعلة والأمانة العامة فاعلة ومجلس السلم والأمن فاعلا، وهذا ما نعنيه من مطالبتنا بتفعيل الآليات، وليس مجرد قمة تجتمع ثم تنفضّ وينتهي دور الرئاسة إلى ما بعد القمة الأخرى ليتسلم رئيس القمة الأخرى دون الوصول إلى نتائج.

* اليمن طرح مبادرة الاتحاد العربي، وهي نفس فكرة ليبيا، كيف ترون صياغة الاثنتين معا؟

- مبادرة اليمن هي نفس فكرة الاتحاد العربي الذي سبق أن طرحته ليبيا وكل دولة تعرضها بشكل مختلف، والسياق واحد، ونحن نتحدث عن قمتين في العام بدلا من واحدة، وفي نفس الوقت رئاسة فاعلة يكون لها دور، وهذا ما نتحدث عنه، ولكن في شكل اتحاد لا جامعة، وبالميثاق القديم دون أن نمس الميثاق لأن في تعديل الميثاق صعوبة بالغة.

* هل تقترح ليبيا تعديل الميثاق؟

- لن نقترح ذلك لأن تعديل الميثاق يظهر عليه على أنه صعب وشبه مستحيل.