إيران تدعو لمؤتمر «لا أسلحة نووية لأحد» بعد القمة النووية في واشنطن وتؤكد مشاركة الصين

مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط» : مؤتمر طهران هامشي وليس جادا

TT

انتقد أمس مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قرار حكومة إيران بعقد مؤتمر عالمي نووي بعد القمة النووية التي دعا لها الرئيس باراك أوباما، والتي ستعقد في واشنطن يومي 12 و13 من الشهر الحالي. وقال المصدر إنه «استغلال غير مناسب في وقت غير مناسب. إنه هامشي وليس جادا».

وكانت إيران أعلنت أمس أنها ستدعو إلى «مؤتمر عالمي لنزع السلاح». وقالت إن الهدف منه هو أن تبرهن على أنها لا تريد إنتاج قنابل نووية. وحددت يومي 17 و18 من الشهر الحالي للمؤتمر. وأعلنت أن شعار المؤتمر هو: «طاقة نووية للجميع.. لا أسلحة نووية لأحد».

وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن قمة واشنطن خطط لها منذ السنة الماضية، ودعيت لها أربعون دولة. وأشار إليها الرئيس أوباما في الخطاب الذي ألقاه في يناير (كانون الثاني) الماضي أمام الكونغرس. وقال فيه إن الهدف من القمة النووية هو ضمان «الأمن النووي». ليس فقط بتخفيض الأسلحة النووية التي تملكها الدول الكبرى، ولكن، أيضا، بمنع وصولها إلى الدول التي تدعم الإرهاب، وإلى المنظمات المتطرفة. وربط المصدر بين القمة النووية، وإعلان الرئيس أوباما في السنة الماضية خطة بعيدة المدى لتخليص العالم من الأسلحة النووية. وأيضا بالاتفاق النووي والصاروخي الأخير بين موسكو وواشنطن.

وكان بيل بيرتون، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، قال قبل يومين، إن مؤتمر واشنطن النووي سيناقش أيضا الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، بما في ذلك برامج إيران النووية. وكان يعلق على قرار الصين بحضور قمة واشنطن، بعد أن كانت الصين ترددت. وقال بيرتون: «نحن نرحب في حضور الصين المؤتمر. ونحن نرى أن الصين تعرف أن في مصلحتها ألا يحدث سباق نووي في الشرق الأوسط. ونحن أيضا حريصون على ألا يحدث ذلك».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت، أول من أمس، إن عدم حضور الصين قمة واشنطن كان سيقلل من أهمية المؤتمر. وخاصة أن أسلحة إيران النووية وأسلحة كوريا الشمالية النووية على رأس أجندة المؤتمر. وأضافت الصحيفة: «لا بد أن الصين تدرك أن موقفها من برنامج إيران النووي ليس واضحا بالنسبة للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي. وأن غيابها عن المؤتمر كان سيفسر تفسيرات لن تكن في صالحها». من جانبها أعلنت إيران أمس أن الصين ستشارك في مؤتمر لنزع السلاح النووي في طهران هذا الشهر من المقرر أن يعقد بعد أيام من حضور الرئيس الصيني هو جين تاو لقمة عن الأمن النووي في واشنطن.

وأعلنت إيران أنه تمت دعوة خبراء ومسؤولين من نحو 60 بلدا لحضور المؤتمر الذي يجري يومي 17 و18 أبريل (نيسان) في طهران تحت اسم «الطاقة النووية للجميع.. ولا للأسلحة النووية».

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية عن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قوله: «إن الصينيين رحبوا بمبادرة الجمهورية الإسلامية وبفكرة دعوة العالم لنزع الأسلحة وسيشاركون في المؤتمر». ولم يوضح جليلي الذي زار بكين الأسبوع الماضي عن مستوى تمثيل الصين.

وعلى مدار شهور رفضت بكين التي تشتري كميات كبيرة من النفط والغاز من إيران دعوات غربية بمساندة قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض المزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية. ولكن في خطوة الأسبوع الماضي ربما تهدئ من توتر العلاقات الصينية - الأميركية أعلنت الصين أنها ستحضر القمة التي تستضيفها واشنطن يومي 12 و13 أبريل فيما بعث الدبلوماسيون الصينيون بإشارات عن استعدادهم للانضمام إلى محادثات تتسم بالجدية مع القوى الغربية بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران.

وغداة لقائه مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، أكد جليلي دعم الصين لعدم جدوى سلاح العقوبات، ودعا الدول الغربية لتغيير «أساليبها الخاطئة» و«التوقف عن تهديد إيران».

إلى ذلك نقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن وزير الأمن الأسبق علي فلاحيان تحذيره بريطانيا من مغبة تكرار تجربة المعلومات الخاطئة لأميركا في إيران، مؤكدا أن ذلك يؤدي إلى تكرار الاستيلاء على وكر التجسس الأميركي. وأشار فلاحيان إلى خفض مستوى العلاقات بين إيران وبريطانيا، وشدد على أن السبب في ذلك يعود إلى تدخل بريطانيا في الشؤون الداخلية لإيران.

وأكد وزير الأمن الأسبق أن الهدف من افتتاح السفارات في الدول هو نشر المعلومات الصحيحة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية من أجل اتخاذ القرارات في إطار أجواء شفافة وواضحة. وتابع قائلا: «إن كل بلد بحاجة إلى افتتاح سفارة في الدول الأخرى لكي يتابع مصالحه، وإن ذلك إنما يتم من خلال الحصول على معلومات صحيحة لبناء سياسته على أساس تلك المعلومات وليس الخاطئة».

وأضاف وزير الأمن الأسبق يقول: «إن البريطانيين الذين يتشدقون دائما أمام الأوروبيين بأنهم أصحاب القرار الذي يحدد المعادلات العالمية سيلحق بهم الضرر أكثر من الآخرين بسبب معلوماتهم الخاطئة عن البلد الذي ينشطون فيه». وحذر الوزير الأسبق بريطانيا من مغبة محاولاتهم الرامية إلى القيام بعمليات معلوماتية، مؤكدا أن إيران ليست بالبلد الذي يريده الأميركيون أو الإنجليز لتنفيذ مخططاتهم فيه، وإذا لم يكفوا عن ذلك فإن الاستيلاء على وكر التجسس الأميركي سيتكرر مرة أخرى.