الفصائل الفلسطينية في غزة بحثت المصالحة وأكدت حقها في الرد على أي عدوان إسرائيلي

فتح اعتذرت عن عدم المشاركة في اللحظات الأخيرة

TT

ناقش ممثلو الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الليلة قبل الماضية المصالحة ومستقبل التهدئة مع إسرائيل.

شارك في اللقاء ممثلو كل من حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الديمقراطية والشعبية، بينما اعتذر ممثلو حركة فتح عن الحضور في اللحظات الأخيرة، على الرغم من تأكيدها المسبق على الحضور. وقال أيمن طه الناطق بلسان حركة حماس إن الاجتماع يمثل «باكورة» لسلسلة لقاءات ستعقد مع الفصائل الفلسطينية لبحث الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، مؤكدا أن الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي. ودعا طه المجتمع الدولي إلى ضرورة أن يكون له موقف حازم من السياسة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني التي ما زالت مستمرة من خلال التهديدات التي يطلقها قادتها من وقت إلى آخر.

من ناحيته، أوضح خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن المجتمعين ناقشوا كثيرا من القضايا المحورية في الشأن الفلسطيني، مشيرا إلى أنهم وضعوا آليات سيتم من خلالها التنسيق بين الفصائل في جميع أعمالها. وأكد البطش على أن ممثلي الفصائل أكدوا على أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في عدوانه على كل فلسطين، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية جزء من مقاومة الشعب الفلسطيني وليست البديل عن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال. ونوه بأن عملية خان يونس الأخيرة التي أسفرت عن مقتل قائد عسكري إسرائيلي كبير وجندي وإصابة ثلاثة آخرين «تمثل دليلا على أن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، وأن العدو سيواجه المزيد منها عندما يفكر في اجتياح القطاع»، مؤكدا أن فصائل المقاومة لديها جاهزية تامة للتصدي المشترك للاحتلال. وأكد البطش أنه جرى الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة للفعاليات والمظاهرات في القطاع بهدف دعم الأسرى في سجون الاحتلال ودعم المسجد الأقصى المبارك. وشدد البطش على حق الفصائل في استخدام أي شكل من أشكال المقاومة في الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني ولردع الاحتلال عن أي اعتداء محتمل على القطاع. وأشار إلى أن حركته أكدت على موقفها الداعي إلى استمرار العمل لبناء جبهة مقاومة متحدة بقيادة سياسية واحدة، مبينا أنه تم الاتفاق على توحيد الجهود في مواجهة العدوان والاستيطان والحصار وإجراءات تهويد القدس، من خلال فعاليات مشتركة.

وعلى الرغم من التهديدات الإسرائيلية بشن عمل عسكري واسع على القطاع، فإن مصادر فلسطينية رجحت عدم إقدام تل أبيب على هذه المغامرة خشية أن يؤدي ذلك إلى تهديد البيئة الأمنية في جنوب إسرائيل حيث تدرك إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية سترد على أي عمليات اغتيال مكثفة بإطلاق الصواريخ. وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل ما زالت تخشى تداعيات تقرير لجنة «غولدستون»، وتتحسب لحدوث مزيد من التدهور في مكانتها الدولية، علاوة على تداعيات الأزمة مع الولايات المتحدة التي شجعت كثيرا من الدول الأوروبية على انتقاد إسرائيل بشكل أوسع مما يعني أن شن عملية عسكرية كبيرة في القطاع سيزيد من عزلة إسرائيل الدولية. وأشارت المصادر إلى حقيقة أن العملية الأخيرة التي تمت داخل قطاع غزة، تقلص من مسوغات شن عمل عسكري على القطاع. وأوضحت المصادر أن رغبة إسرائيل في التركيز على مواجهة التهديد الإيراني، لا سيما بعدما وافقت الصين على بحث موضوع العقوبات ضد طهران، سيجعلها تتجنب المخاطرة بمجابهة في قطاع غزة تقلص استعداد المجتمع الدولي للتعاون معها في إحباط المشروع النووي الإيراني.