لجنة النقاط الـ6 في سفيان تعلق عملها.. وتؤكد أن الحوثيين غير جادين

الرئيس اليمني يطلق معتقلين في أحداث الشغب بحضرموت

TT

أمر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالإفراج عن المعتقلين على ذمة أحداث الشغب التي شهدتها محافظة حضرموت في الشهور الماضية.

أعلن ذلك خلال اجتماع للرئيس علي صالح بقيادة السلطة المحلية ومسؤولي النيابة العامة في القصر الجمهوري بمدينة المكلا عاصمة حضرموت.

وقالت المصادر الرئاسية إن الذين سيطلق سراحهم كانوا موقوفين على ذمة الأحداث والشغب والفوضى وارتكاب الأعمال الخارجة عن النظام والقانون، مشيرة إلى أن هذه الخطوة للرئيس علي صالح تعطي فرصة للموقوفين بعدم العودة إلى ارتكاب مثل هذه الأعمال.

واستثني من هذا الإجراء من اقترفوا جرائم القتل وإحراق المحلات التجارية، وحولوا إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية لمحاكمتهم، ووصف الرئيس محافظة حضرموت بأنها محافظة الأمن والاستقرار والاستثمار ويبقى أن يتعاون الجميع من أجل الحفاظ على أمن واستقرار حضرموت بما يعزز من وتيرة الاستثمار الجارية في هذه المحافظة.

وأكد على أن تتحمل السلطة المحلية مسؤوليتها في حماية الممتلكات العامة والخاصة والحرص الدائم على أداء وظائفها بوعي واحتراف وكفاءة وبحسن التعامل مع المواطنين. وكانت محافظة حضرموت قد شهدت احتجاجات ومظاهرات وأعمال عنف خلال الشهور الماضية من قبل من يسمون بالحراك الجنوبي، نجم عن تلك الأحداث سقوط الكثير من القتلى والجرحى من المحتجين ومن قوات الأمن والمواطنين كما تعرضت الكثير من المتاجر للحرق والعبث في أثناء هذا الأفعال. وعلى صعيد آخر، أعلنت اللجنة الرئاسية المشرفة على تنفيذ النقاط الـ6 الخاصة بوقف الحرب في حرف سفيان عن تعليق أعمالها في هذا المحور الذي كان ساحة للحربين الخامسة والسادسة بين الحكومة والحوثيين، وجاء هذا التعليق في بيان صدر عن هذه اللجنة مؤكدة أنها باتت مقتنعة بعدم جدية عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين والممثلين له في هذه اللجنة في الوصول إلى سلام دائم في منطقة حرف سفيان التي تتبع إداريا محافظة عمران المتاخمة لمحافظتي صعدة والجوف، وقالت اللجنة في بيانها إن هذا التعليق لأعمالها يأتي من رفضها لأساليب التلاعب والمماطلة والتأجيل لتنفيذ النقاط الـ6 وآليتها التنفيذية، مشيرة إلى أن هذا النهج من الحوثيين يرمي إلى تمييع عمل اللجنة وتطويل مهمتها، واتهمت الحوثيين بعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة بين اللجنة وممثلي الحوثيين، بما مارسه الحوثيون من خروقات وعدم الوفاء بالالتزام بالنقاط الـ6 على الرغم من وجود اللجنة في مديرية حرف سفيان، وقال بيان اللجنة إن الحوثيين لم ينزلوا عما بقي من المواقع في هذا المحور وإنهاء التمترس في تلك المواقع التي لا يزال الحوثيون يوجدون فيها، كما أن الحوثيين يرفضون فتح الطريق التي تربط بين حرف سفيان ومحافظة الجوف عبر مديرية برط المحاذية لحرف سفيان.

وأشارت هذه اللجنة إلى أن الحوثيين كرروا حجزهم لضباط وجنود من القوات المسلحة وزرع لغم تفجر في طاقم عسكرية جرح من جرائه 3 من الجنود كانت تلك الإصابات بالغة واعتبر البيان أن اللجنة بهذا الإعلان قد برأت ذمتها مما يحدث من خروقات وتسويف من الحوثيين وأن الناس يلومون اللجنة على موقفها الصامت قبل الإفصاح عن عملية التعليق وأن البعض من المواطنين يتهمون اللجنة باللامبالاة وعدم اطلاع المواطنين على حقيقة الموقف باعتبار ذلك حقا من حقوق الشعب الذي ينظر بقلق كبير إلى ما يحدث من قبل الحوثيين من خروقات وأن هذا الإعلان عن تعليق مهمتها في الإشراف على تنفيذ النقاط الـ6 التي أعلن عبد الملك الحوثي أمام العالم موافقته عليها ليفسح المجال أمام اللجان الخاصة بحصر الأضرار وتحديد التعويضات وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى منازلهم وتوفير أسباب الأمن والعيش الكريم لمواطني تلك المناطق المنكوبة بسبب الحروب التي تضرر منها المواطنون، وأكدت اللجنة قناعتها بعدم جدية الحوثي وممثليه في الوصول إلى سلام دائم في حرف سفيان. ويعد إعلان التعليق هو أول إجراء يصدر عن لجنة تعنى بالإشراف على تنفيذ الشروط الـ6 التي أعلنها الرئيس علي صالح في 11 من فبراير (شباط) الماضي بعد حرب شرسة بين الحوثيين وقوات الحكومة دامت 6 أشهر.

ووضعت اللجنة 8 نقاط، قالت إنها خروقات من قبل الحوثيين وهذه النقاط هي:

1- عدم النزول من باقي المواقع وإنهاء التمترس فيها وعدم فتح طريق برط والجوف حيث لا تزال النقاط التابعة لهم فيها.

2- حجز ثمانية ضباط وأفراد مع طقم وسيارة إسعاف في منطقة بركان بتاريخ 30/3/2010م 3- حجز ضابط وأربعة أفراد في منطقة حباشة بالعمشية بتاريخ 1/4/2010م 4- زرع أحد الألغام في المناطق التي تم مسحها من قبل المهندسين حيث انفجر هذا اللغم بسيارة مدير عام المديرية أمام المجمع بتاريخ 5/4/2010 م نتج عنه إصابة ثلاثة أفراد إصابات بالغة.

5- نهب مرتبات الضمان الاجتماعي من قبل عناصر الحوثي في طريق برط المتكسرة بتاريخ 6/4/2010م 6- إطلاق النار على سيارة أحد المواطنين في المدقة ويدعى عادل القحم أثناء عودته إلى منزله بتاريخ 6/4/2010م 7- استحداث نقاط على طريق صعدة - سفيان حيث قامت إحدى تلك النقاط بحجز عدد من وسائل النقل المتجهة إلى صعدة.

8- رغم الاتفاق وتوقيع محضرين بشأن استكمال عمل المهندسين في نزع الألغام تمهيدا لتفجيرها، فقد عمدوا إلى منعهم وعدم السماح لهم بالعمل يومي 1/4/2010م و7/4/2010م من جهة أخرى سقط جرحى في تبادل لإطلاق النار بمحافظة الضالع وخرجت مسيرات حاشدة في عدة مدن وبلدات جنوبية، في الوقت الذي صدرت فيه أوامر رئاسية بالإفراج عن بعض المعتقلين.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» «إن جنديين وعنصرين من قوى الحراك الجنوبي، سقطوا جرحى في تبادل لإطلاق النار بين قوى الأمن ومسلحين يعتقد بانتمائهم إلى الحراك الجنوبي، وأكدت مصادر محلية نجاة مدير المباحث الجنائية في المحافظة، العقيد محمد شائع، من محاولة اغتيال، وذلك عندما رمى مجهول قنبلة على سيارة شائع الذي كان يوجد بالقرب من مبنى إدارة الأمن العام، لكن المسؤول الأمني نجا من الموت، في حين أحدث انفجار القنبلة أضرارا مادية بسيارته.

وفي الوقت الذي أشارت فيه السلطات المحلية بأصابع الاتهام إلى عناصر الحراك الجنوبي، فقد نفت قيادات في الحراك تورط عناصرها في الحادثة، واعتبرتها «محاولة معتادة لإفشال تظاهرتهم».

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة في محافظة الضالع في ظل حالة الطوارئ المعلنة منذ أكثر من شهر، فقد تمكن الآلاف من المواطنين من المشاركة في التظاهرة الأسبوعية التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين لدى أجهزة الأمن، على ذمة انتمائهم للحراك الجنوبي أو للمشاركة في فعاليات سابقة أو بتهم تتعلق بـ «المساس بالوحدة الوطنية».

وذكرت المصادر أن المتظاهرين رفعوا رايات خضراء وأعلام دولة الجنوب السابقة، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط «إن أجهزة الأمن نفذت حملة اعتقالات في أعقاب التظاهرة، طالت عددا من المتظاهرين، لم يعرف عددهم بعد، وكانت مدينة الضالع شهدت مساء الأربعاء سلسلة انفجارات لم يعرف مصدرها وماذا استهدفت.

وفي السياق نفسه، خرجت تظاهرات مماثلة في عدة مدن وبلدات في محافظتي لحج وأبين، ورفع المتظاهرون، إلى جانب الشعارات المعتادة والمشار إليها سلفا، شعارات تطالب بفك ما سموه «الحصار العسكري المفروض على محافظة الضالع»، وتأتي تظاهرات كل يوم خميس من كل أسبوع والذي أطلق عليه «يوم الأسير الجنوبي»، في ظل أوضاع أمنية صعبة تعيشها محافظة لحج التي تشهد ملاحقات أمنية وكرا وفرا بين مسلحي الحراك وقوات الأمن، إضافة إلى قيام مجاميع مجهولة بمضايقة المواطنين الشماليين منذ عدة أسابيع، والتي كان آخرها قيامهم بإشعال النيران في بناية سكنية تقطنها أسر شمالية بوسط مدينة الحوطة، أول من أمس.