وزير الإعلام الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: سنوفر ما يلزم لضمان حرية التعبير

بعد أن صادرت حركة «الشباب» معدات «بي بي سي» و«صوت أميركا»

TT

قال وزير الإعلام الصومالي، طاهر جيلي، أمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده ستوفر ما يلزم لضمان حرية التعبير، وإنها مستعدة لمساعدة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، و«إذاعة صوت أميركا» في إعادة بث برامجهما المعتادة في مقديشو، وذلك ردا على القرار المفاجئ الذي اتخذته حركة الشباب المجاهدين المتشددة والمناوئة لحكومة الرئيس الانتقالي الشيخ شريف شيخ أحمد، بوقف بث هاتين الإذاعتين، والاستيلاء على مكاتبهما ومعداتهما، وهي الخطوة التي جاءت بالتزامن مع ما أعلنه الحزب الإسلامي في الصومال بمنح مهلة 10 أيام لوقف بث الأغاني والموسيقي، في محطات البث في البلاد، باعتبارها محرمة شرعا.

وأضاف جيلي في تصريحات هاتفية إن حكومته مستعدة لتقديم الدعم اللازم كله لتمكين هذه الجهات من العمل بحريّة في الصومال، معتبرا أن قرار حركة الشباب غير مجد، وينتهك حرية التعبير والإعلام. وتابع القول: «لا أعتقد أن هذا القرار سيكون له أي مردود، لأن هذه الإذاعات تملك من الوسائل والتقنية ما يمكنها من التوصل إلى مستمعيها عبر أجهزة تكنولوجية متطورة ودقيقة».

وأشار جيلي إلى أن موقف حركة الشباب يمثل عملية استعداء ضد الإعلام، ويثبت أن هناك حالة ليس فقط تكميم أفواه بل صم آذان، ومحاولة لإلغاء للتطورات كلها التي يعيشها الإعلام في ظل عالم الإنترنت والسموات المفتوحة، وإمكانات البث المختلفة، «ونحن على استعداد لمساعدة الجهات المتضررة، سواء بتوفير استوديوهات أو ساعات بث، وسنوفر كل ما يلزم لتمكينها من العمل بحرية في الصومال».

واعتبر الوزير الصومالي أن قرار حركة شباب المجاهدين صدر عن حركة عمياء لا تتابع الواقع، مضيفا: «هذه قرارات معدومة، وتصل من جهة غير معنية، بل عابثة بالأمن والاستقرار في البلاد وتنتهك حرية التعبير والإعلام».

ومنعت حركة الشباب المجاهدين، التي تشن منذ سنوات حرب عصابات ضد الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية «الأميصوم»، مكاتب «بي بي سي» و«صوت أميركا» من العمل في الصومال، وصادرت جميع ممتلكاتهما، معتبرة أن المحطتين «إذاعتان صليبيتان ومعاديتان لمشروع إقامة الدولة الإسلامية في الصومال». كما أمرت الحركة جميع المحطات الإذاعية المتعاقدة معهما لإعادة بث برامجهما بوقفها نهائيا اعتبارا من يوم أمس.

ويأتي هذا القرار بعد إعلان قيادي بارز في الحزب الإسلامي، الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس، بمنح مهلة مدتها 10 أيام فقط للمحطات الإذاعية في مقديشو لوقف بث الأغاني والموسيقى، التي اعتبرها أمرا محرما شرعا. كما أصدر الحزب أوامر لجميع وسائل الإعلام المحلية بعدم استخدام كلمة «أجانب» في الإشارة إلى المسلحين الذين ينضمون من الخارج إلى صفوفه.

واعتبرت الجمعية الوطنية للصحافيين الصوماليين موقف حركة الشباب والحزب الإسلامي عدوانا خطيرا على حق الشعب الصومالي في الحصول على الأخبار والمعلومات ويعتبر اعتداء على حق الرأي العام المحلي في معرفة ما يجري من حوله. وقالت في بيان وقعه رئيسها عمر فاروق، إن هذا القمع المنهجي والمتسمر لتخويف الصحافيين ومختلف وسائل الإعلام في الصومال، يؤكد أن هناك حاجة إلى وضع حد للإرهاب الذي يجري شنه ضد وسائل الإعلام المحلية والدولية في الصومال.