طهران تعلن تطوير جيل ثالث من أجهزة الطرد المركزي.. وتؤكد: لن نرضخ للضغوطات

أحمدي نجاد: لا عودة في سياستنا النووية.. وسنقطع اليد التي تريد ضربنا

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يشير بيده إلى أنموذج من الجيل الثالث لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي أعلنت طهران عن إنتاجها أمس (رويترز)
TT

أعلنت طهران أمس عن «إنجاز» نووي جديد من خلال تطوير جيل ثالث من أجهزة الطرد المركزي تستطيع إنتاج اليورانيوم المخصب بمعدل ستة أضعاف، أي أكثر من ذلك الذي تنتجه الأجهزة الموجودة حاليا في موقع ناتانز، كما جددت بأنها «لن ترضخ» لأي ضغوط غربية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وجاء ذلك في رد على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي حذر خلالها من فرض عقوبات أشد على الجمهورية الإسلامية.

وأعلن علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، أمس، أن بلاده طورت جيلا ثالثا من أجهزة الطرد المركزي. وقال «تمكن علماؤنا من صنع جيل ثالث من أجهزة الطرد المركزي، وتم اختبارها بنجاح، وهي تتميز بقدرة على التخصيب أكثر بست مرات (من طاقة الأجهزة الحالية)». وجاء كلام صالحي في احتفال أقيم لمناسبة «يوم الطاقة النووية» في برج ميلاد بطهران. وأضاف صالحي أن «أجهزة الطرد المركزي هذه لا تسمح لنا بمضاعفة قدرتنا على فصل (اليورانيوم) فحسب، وإنما أيضا على إنتاج مزيد (من اليورانيوم المخصب) في وقت أقل»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تملك حاليا في موقع ناتانز نحو 8600 جهاز طرد أتاحت إنتاج أكثر من طنين من اليورانيوم المخصب بنسبة 5.3%.

وفي مارس (آذار)، بدأت إيران بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب (20%)، مما أثار استياء الدول الغربية التي تشتبه في سعي طهران لامتلاك سلاح ذري تحت ستار برنامج نووي سلمي. وأوضح صالحي أن إيران تعمل على إنشاء موقع لتحويل هذا اليورانيوم إلى وقود نووي لمفاعل طهران للأبحاث الطبية. كما كشف صالحي عن أن البدء بتشغيل محطة بوشهر النووية سيكون الصيف المقبل.

ومن جانبه، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الاحتفال أن التهديدات الدولية لن تؤدي إلا إلى «تعزيز تصميم إيران» على مواصلة سياستها النووية، مكررا أن طهران لا تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية.

وقال الرئيس الإيراني في كلمة ألقاها بالمناسبة إن الغربيين الساعين إلى فرض عقوبات على طهران «عليهم أن يدركوا أنهم مخطئون في السعي إلى تغيير إرادة إيران، فهذا النوع من الأعمال لن ينجح إلا في تعزيز التصميم الإيراني».

وتابع أحمدي نجاد أن السياسة النووية الإيرانية «منطلقة في طريق لا عودة فيها»، مكررا أن «إيران دولة نووية، سواء أقر أعداؤها بذلك أم لا».

من جهة أخرى، أكد أحمدي نجاد أن بلاده «تعارض القنبلة النووية»، منتقدا القوى النووية التي تملك هذا السلاح، وبدأت تروج لوجوب عدم انتشاره. وقال: «نعتبر أن الأسلحة النووية غير إنسانية». وتابع أن اتهامات الدول الغربية للجمهورية الإسلامية ترمي إلى «تبرير حفاظها على ما تملكه من أسلحة». وحذر الدول التي تهدد إيران قائلا: «سنقطع أي يد تسعى إلى ضرب إيران، في أي مكان في العالم».

وأجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها إيران حاليا لتنقية اليورانيوم معدلة من تصميم يرجع إلى السبعينات. ومن المعروف أن إيران كانت تجري اختبارات على طرز جديدة متنوعة منذ سنوات. ولم يتضح على الفور أمس متى ستبدأ الأجهزة الجديدة العمل في تخصيب اليورانيوم بشكل كامل وهو أمر يقول محللون إنه سيكون «خطوة كبيرة».

ويأتي الكشف عن أجهزة الطرد المركزي الجديدة بينما تسعى القوى الغربية لكسب تأييد روسيا والصين لجولة رابعة من العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها النووي وقبل قمة للأمن النووي يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، وفي ردود فعل إيرانية على تصريحات الرئيس الأميركي بفرض عقوبات أشد على الجمهورية الإسلامية، دعت وزارة الخارجية الإيرانية أوباما إلى «مراجعة» تصريحاته التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية.

وقال بيان للوزارة نشرته وكالة «مهر» الإيرانية، إن «الشعب الإيراني أثبت أنه يعطي الأولوية الكبرى لصيانة حقوقه النووية المشروعة وسوف لن يرضخ لأية ضغوط في هذا الشأن».

ورأى البيان أن «الاستراتيجية النووية التي أعلنتها إدارة أوباما لا تختلف، من حيث المبدأ، عن استراتيجيات أميركا السابقة»، وأن «العبارات المستخدمة في تصريحات أوباما الأخيرة هي تكرار لمواقف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ولكن بشكل آخر».

وأضاف البيان أن إيران لن ترضخ «لأية ضغوط في هذا الشأن، وأن عقوبات مجلس الأمن لم ولن يكون لها أدنى تأثير على الأنشطة النووية المدنية الإيرانية».

وفي سياق متصل، قال رجل دين إيراني كبير إن «حلفاء إيران في العالم» سيردون على أي هجوم تشنه عليها الولايات المتحدة.

وقال أحمد خاتمي، وهو مؤيد شديد لأحمدي نجاد، إن واشنطن ستقع في ورطة إذا شنت هجوما على إيران.

وأضاف عضو مجلس الخبراء الإيراني، الذي يتمتع بالنفوذ، في خطبة صلاة الجمعة بجامعة طهران «إذا أرادت أميركا القيام بعمل جنوني، فإن أصدقاء الثورة الإسلامية في أنحاء العالم بفضل الله سيهددون جميع المصالح الأميركية»، محذرا واشنطن من مغبة «القيام بعمل جنوني ضد إيران وإلا فإنها ستغوص في مستنقع لا يمكن الخروج منه».

وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن الجمهورية الإسلامية تمول حزب الله الشيعي اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بجانب جماعات مسلحة في العراق.

وقال مسؤول في حزب الله لوكالة «رويترز» الشهر الماضي، إن «أي هجوم على إيران سيشعل المنطقة بأكملها».

وكان حسن فيروز آبادي، رئيس الأركان الإيراني، قد قال في وقت سابق إن القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط ستصبح مستهدفة إذا ما شنت الولايات المتحدة أي هجوم على إيران.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تخطط فيه طهران لعقد مؤتمر دولي يومي 17 و18 أبريل (نيسان) الحالي حول نزع أسلحه الدمار الشامل.

وأعلن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أكبر سلطانية، أن مصر بصفتها الرئيس الدوري لحركة عدم الانحياز ستشارك في المؤتمر.