الفلسطينيون يحذرون من مخطط إسرائيلي جديد لبناء كنيس في ساحة البراق

عبد القادر لـ «الشرق الأوسط»: يريدون تحويل القدس إلى عاصمة دينية ليهود العالم

TT

حذر مسؤولون ورجال دين فلسطينيون من خطة إسرائيلية جديدة لبناء كنيس كبير آخر سيكون على مقربة من الحائط الغربي (البراق) للمسجد الأقصى سيسمى «فخر إسرائيل»، ويأتي ضمن مخطط لبناء كنيس آخر، وصولا إلى بناء الهيكل الثالث المزعوم. وقال وزير القدس السابق حاتم عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم سيبنون ما يسمونه (فخر إسرائيل) على بعد أمتار من الأقصى». وأضاف: «إنهم يحولون الصراع إلى ديني، ويريدون أن يقولوا إن هذا المدينة ليست عاصمتهم السياسية فقط؛ بل العاصمة الدينية لكل يهود العالم». ويرى عبد القادر أن بناء «فخر إسرائيل» خطوة أخرى نحو بناء «الكنيس الكبير، الهيكل الثالث المزعوم». وزاد: «أصبح هذا مسألة وقت».

ووصل عدد الكنس في القدس إلى 213 كنيسا، بينها 70 في البلدة القديمة، حسب ما قال رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية حسن خاطر لـ«الشرق الأوسط». وأوضح أن الأوامر صدرت ببناء «فخر إسرائيل»، وبقي موعد التنفيذ فقط، معتبرا أن بناء الهيكل سيكون الخطوة القادمة بعد «فخر إسرائيل»، وتابع: «بعد أن حققوا هذا النجاح الكبير من دون أي ضجة أو تفاعل أو اعتراض، فبناء الهيكل أصبح أقرب»، مشيرا إلى أن المستوطنين يعدون لمثل هذا اليوم، عبر جمع الأموال وتهييج المشاعر في القدس. وتابع خاطر القول إن «المستوطنين في القدس يخوضون نشاطا محموما داخل المدينة المقدسة، لجمع الأموال لبناء الهيكل». وحسب خاطر، فإن المستوطنين يضعون صناديق على مداخل مدينة القدس والبلدة القديمة من أجل جمع التبرعات. ويكتب المستوطنون على الصناديق، «ادفع شيكل تساهم في بناء الهيكل»، و«ادفع شيكل تدخل الجنة».

وحسب المعلومات المتوفرة للهيئة الإسلامية المسيحية، فإن هناك خططا أخرى لبناء كنيس ثالث سيطلق عليه «قدس النور» على حساب 20 بيتا سيشملها قرار إسرائيلي بالهدم في حي الشيخ جراح، سينتهي العمل فيه عام 2014.

وتشير المعلومات إلى خطط أخرى لبناء محمية طبيعية على حساب منازل الفلسطينيين في حي الطور، حيث تزعم السلطات الإسرائيلية وجود نوع نادر من النسور في الحي المذكور وستتم إزالة منازل الفلسطينيين لتأمين العيش لها. وندد الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى، بقرار سلطة الآثار الإسرائيلية بناء كنيس «فخر إسرائيل»، وقال إنه يقع على بعد مائتي متر فقط من المسجد الأقصى المبارك. وقال سلامة إن هذا القرار يأتي في وقت «تتعرض فيه المدينة المقدسة بصفة عامة والمقدسات فيها بصفة خاصة لمذبحة إسرائيلية في محاولة لتزييف التاريخ وتغيير الواقع». وحذر سلامة من هذه الخطوة الجديدة التي تأتي في سياق تهويد الأماكن المقدسة خاصة بعد القرار الإسرائيلي بضم المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي.

واعتبر سلامة أن بناء «فخر إسرائيل»، سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها.

يأتي ذلك، في وقت أكدت فيه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن ما تسمى «اللجنة المحلية للتخطيط والبناء» التابعة للمجلس البلدي في مدينة يافا، صادقت وبشكل نهائي على طلب شركة الاستثمار الصهيونية «ناكش»، بإقامة فندق سياحي وبناء ثلاثة طوابق إضافية تحت الأرض في الفندق المزمع إقامته على أرض مقبرة القشلة الإسلامية. وأوضحت المؤسسة في بيان لها أمس، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنها ترفض وتستنكر مثل هذا القرار، الذي يعطي إذنا وتصريحا بانتهاك حرمة عشرات القبور الموجودة في أرض المقبرة الإسلامية المملوكية التاريخية على أرض مقبرة «القشلة». وقالت المؤسسة إن «قرار اللجنة جاء عقب قرار ما تسمى اللجنة المحلية التابعة لوزارة الداخلية في لواء تل الربيع (تل أبيب)، وبعد رفض استئنافات متكررة ومتنوعة تقدمت بها مؤسسة الأقصى، ويعني هذا القرار أن مدينة يافا ستشهد أعمال نبش لعظام موتى المسلمين وانتهاكا لمقبرة إسلامية من جديد».