مصادر إسرائيلية: أوباما لن يوقف الضغط على نتنياهو حتى لو كان ذلك على حساب المكاسب الانتخابية

قالت إن ساركوزي نقل هذا التصريح عن الرئيس الأميركي خلال قمة الأمن النووي

TT

كشفت مصادر إسرائيلية من باريس، أمس، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أبلغ نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بأنه سيواصل ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية حتى تسـتأنف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. ولن يكترث إذا كانت هذه الضغوط ستؤدي إلى خسارة في الأصوات في الانتخابات الجزئية القادمة للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.

وقالت هذه المصادر نقلا عن دبلوماسي غربي لـ «الشرق الأوسط» إن كلام أوباما جرى في لقاء بين الرئيسين عقد على هامش قمة الأمن النووي التي عقدت في واشنطن مطلع الأسبوع الجاري. وأضافت المصادر أنهما تحدثا طويلا في قضية الجمود في مفاوضات السلام. وأن الرئيس ساركوزي قال إنه لا يفهم أسباب الاستمرار في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خصوصا أن مواقف الطرفين اقتربت في السنوات الأخيرة من بعضها البعض إلى حد بعيد. واتفقا على أن الموقف الإسرائيلي هو السبب في تعطيل المسيرة. وعندها قال أوباما إنه مُصر على استنفاد كل الجهود الممكنة خلال هذه الفترة من أجل تحريك المفاوضات.

وحسب المصادر فإن أوباما تحدث بمبادرته عن موقف المعارضة الأميركية التي تشجع إسرائيل على الرفض وعن جهود قوى لم يسمّها تحاول ممارسة ضغوط على البيت الأبيض وعلى أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي من خلال أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة والتلميح بأن ممارسة الضغوط الأميركية على الحكومة الإسرائيلية قد يكون على حساب المكاسب الانتخابية التي يحققها أوباما لحزبه. ثم قال إنه مصمم على الاستمرار في الجهود لاستئناف المفاوضات مهما يكن الثمن، مؤكدا: «أنا وكل المؤسسة الأميركية وكل أصدقاء إسرائيل في العالم مقتنعون بأن السلام هو مصلحة إسرائيلية وفلسطينية. ولكن ليس لهما فقط بل هو مصلحة الأمن الأميركي العليا ومصلحة العالم الحر».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أدلت بتصريحات في واشنطن، أمس، حثت فيها إسرائيل على تحريك مفاوضات السلام. وقد انتبه الإسرائيليون إلى أنها تحملهم كامل المسؤولية عن الجمود القائم في هذه المفاوضات.

وقالت كلينتون إن على إسرائيل أن تتخذ الخطوات اللازمة لكسر الجمود في المفاوضات وأن من مسؤولية إسرائيل أيضا أن تساعد السلطة الفلسطينية وتقويها. وقالت إن الجهة الوحيدة المستفيدة من الاستمرار في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هم المتطرفون. وأضافت: «إسرائيل منزعجة وبحق من إيران ومن المتطرفين العرب مثل حزب الله وحماس ومنزعجة من اللاسامية والتحريض على اليهود. فعلا إنهم مزعجون. ولكن الاستمرار في الصراع والمماطلة في التوصل إلى اتفاق سلام هو الغذاء الأول لكل هذه المظاهر المعادية لإسرائيل واليهود في العالم ولمن يقف وراء هذه المظاهر». ولذلك، حثت كلينتون الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحريك المسيرة فورا.

يشار إلى أن اللجنة الوزارية السباعية التي تدير الحكومة الإسرائيلية في القضايا المصيرية لم تنه مناقشاتها خلال اجتماعاتها الثلاثة هذا الأسبوع للبت في المطالب الأميركية العشرة التي تضعها شروطا على إسرائيل لكي تستأنف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وستجتمع مرة أخرى غدا أو بعد غد لمواصلة البحث. والمشكلة، كما تشير مصادر سياسية مطلعة، تكمن في رفض الإسرائيليين حتى الآن المطلب الأميركي بتجميد البناء الاستيطاني في القدس. ونشرت معلومات في واشنطن تقول إن المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، السناتور جورج ميتشل، سيصل إلى المنطقة في غضون أيام لتسلم الرد الإسرائيلي. ولكن الإسرائيليين لم يؤكدوا وصوله بعد.