جنبلاط لـ «الشرق الأوسط»: بحثت في دمشق هموم المنطقة.. وذكريات شخصية

زار سورية للمرة الثانية خلال أسبوعين.. لاستكمال ملفات ما بعد «القطيعة»

TT

بدأ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط زيارة إلى دمشق، هي الثانية بعد قطيعة استمرت سنوات وانتهت في 31 مارس (آذار) الماضي، يرافقه وزير الأشغال غازي العريضي المكلف بملف تعزيز العلاقة مع القيادة السورية. وكان جنبلاط أوضح أن الزيارة ستنقسم شقين «الأول سياسي يتعلق بلقاء مع اللواء محمد ناصيف بصفته مكلفا بمتابعة ملف العلاقات معه ومع الحزب التقدمي الاشتراكي، ويتضمن متابعة سياسية لما بحث في الزيارة السابقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، والشق الثاني اجتماعي يتعلق بلقاء مع رئيس الأركان السابق العماد حكمت الشهابي».

وفي تصريح أدلى به جنبلاط لـ«الشرق الأوسط» بعيد عودته إلى بيروت، قال: «زرت دمشق برفقة الوزير غازي العريضي ونجلي تيمور، وهناك قابلت معاون نائب رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية اللواء محمد ناصيف، وهو صديق قديم منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد وتربطني به علاقة صداقة شخصية وسياسية، وقد كلفه الرئيس بشار الأسد بمتابعة العلاقة الشخصية والسياسية معي، كما زرت صديقي منذ أيام الرئيس الراحل أيضا العماد حكمت الشهابي رئيس أركان الجيش العربي السوري السابق».

وأشار جنبلاط إلى أن الحديث على غداء مشترك مع الصديقين «تناول شؤونا شخصية وذكريات قديمة»، موضحا أنه تناول أيضا «شؤون وهموم المنطقة التي لم يتوقف التآمر عليها وعلى وحدتها وعروبتها في لبنان والعراق وفلسطين». وقال إنه في طريق العودة زار صديقا قديما هو محمد كبول وقدم إليه التعزية في شقيقه. وعن قصر مدة الزيارة، قال جنبلاط ضاحكا: «الأيام طويلة أمامنا».

ولم ترشح من الجانب السوري أي معلومات عن جنبلاط، إلا أن مصادر سورية مطلعة ردت عدم وجود أي تعليقات سورية إلى أن هذه الزيارة وربما زيارات أخرى لاحقة للنائب جنبلاط هي «زيارات عادية وطبيعية جدا».

وفي حين نقلت، أمس، محطة «إم تي في» القريبة من قوى «14 آذار» أن «زيارة وليد جنبلاط سيتخللها ليلا جولة في شوارع دمشق بين جموع المواطنين السوريين، وسيبيت ليلته في العاصمة السورية، بعد أن رفعت وزارة المال السورية الحجز العقاري عن المنزل الذي تملكه زوجته نورا جنبلاط»، أشارت معلومات إلى محطة «OTV» التابعة للتيار الوطني الحر إلى أن «مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا رافق جنبلاط في زيارته إلى دمشق، ومن المرجح أن يلتقي جنبلاط في درعا وفدا من المشايخ الدروز».

وأشار عضو كتلة جنبلاط النائب نعمة طعمة إلى أن زيارة جنبلاط إلى دمشق إنما هي لمتابعة البحث السياسي مع القيادة السورية تبعا للاتفاق الذي تم بين الرئيس السوري بشار الأسد والنائب جنبلاط، إضافة إلى لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي أصدقاءه، إذ له مع الشام صداقات وعلاقات قديمة، كاشفا عن أن القيادة السعودية «هي في أجواء الحراك الجنبلاطي مع دمشق خصوصا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز داعم لهذا التوافق والتواصل وهو مع كل ما يحصن الساحتين اللبنانية والعربية ولا سيما أن الرياض إلى جانب لبنان في السراء والضراء من دون أن ننسى أن هناك دورا سعوديا يهدف إلى تعزيز التضامن على الساحة العربية بغية مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان حيال التهديدات الإسرائيلية، إضافة إلى ما تشهده المنطقة اليوم من مرحلة مفصلية، لذا فإن هذا التقارب السعودي - السوري، واللبناني - السوري من شأنهما أن يشكلا منحى إيجابيا لاستقرار لبنان وازدهاره وأيضا مناعة للساحة العربية في سياق التحولات والمتغيرات التي نشهدها على المستويين الإقليمي والدولي».

وقال المسؤول الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا معلومات عن مدة الزيارة أو برنامجها». وأضاف: «إنها تأتي في إطار استكمال النقاط التي تم طرحها في اللقاء الأول مع الرئيس الأسد، ومواصلة فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، والتأكيد على طي صفحة الماضي». وتابع: «لا ننسى أن العلاقة بين جنبلاط ودمشق كانت مقطوعة لفترة طويلة. وبالتالي فإن العمل جار حاليا لإرساء أسسها من جديد وفق قراءة مشتركة للأمور والملفات العالقة بين البلدين». ونفى الريس أي علاقة لتزامن الزيارة الجنبلاطية مع معلومات متضاربة بشأن «محاولات ترميم العلاقة» بين رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري والقيادة السورية وتأجيل ذهاب فريق عمل تقني لبناني إلى دمشق تمهيدا لزيارة الحريري إليها مع وفد وزاري.

وعن قول جنبلاط في مقابلة له إن زيارته الأولى إلى سورية جاءت بتنسيق سعودي، قال الريس: «التنسيق يأتي في السياق الطبيعي نتيجة التقارب السعودي - السوري. ولهذا التقارب إيجابيات تترجم على الأرض». وعن احتمال حدوث لقاء بين الأسد وجنبلاط خلال الزيارة، قال الريس: «ليس لدينا برنامج تفصيلي بشأن لقاءات جنبلاط في دمشق أو بشأن اجتماع مع الأسد».