أهالي بلدة حدودية يتحدون الجيش الإسرائيلي.. ويزيلون سياجا شائكا يقسم بلدتهم

الجيش اللبناني يهدد بفتح النار على جنود الاحتلال إذا ما تعرضوا للمدنيين

أهالي بلدة العباسية يزيلون الشريط الشائك أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت الحدود اللبنانية أمس حالة توتر شديدة لبعض الوقت بعدما اقتحم أهالي بلدة العباسية اللبنانية الواقعة على تخوم الخط الأزرق الحدودي قبل ظهر أمس السياج الشائك الذي كان وضعه الإسرائيليون قبل ثلاثة أيام حول قطعة أرض تقع ضمن الخط الأزرق، ورفعوا الأعلام اللبنانية عند البوابة الحديدية الإلكترونية. وترافق ذلك مع إجراءات عسكرية اتخذها الإسرائيليون في الجانب الآخر من الحدود، وتدابير اتخذها في المقابل الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل». وحضرت إلى المكان قوة مدرعة إسرائيلية مؤلفة من نحو عشر آليات بينها دبابات «ميركافا» واتخذت لها مواقع قتالية قبالة بلدة العباسية يواكبها أكثر من 50 عنصرا انتشروا في محاذاة الحدود الدولية مع لبنان. وأفادت المعلومات أن قوات «اليونيفيل» التابعة للكتيبة الإسبانية في العباسية نفذت انتشارا مقابل بوابة البلدة بعد أن قامت قوات إسرائيلية بوضع أسلاك شائكة، مما استدعى انتشارا كثيفا للجيش اللبناني في هذه المنطقة. وقد توجه ضابط في الجيش اللبناني برتبة رائد إلى قائد قوات «اليونيفيل» بالقول: «على جنودك النظر إلى هؤلاء الجنود الإسرائيليين المسلحين وهنا المواطنون مدنيون لا يملكون أي سلاح». وقال الضابط اللبناني المسؤول عن تلك المنطقة لضابط «اليونيفيل»: «إذا تقدم الإسرائيليون وحاولوا إزالة العلم اللبناني في العباسية فإن الجيش اللبناني سيطلق النار بشكل مباشر على الجنود الإسرائيليين ولن نسمح بهذا الخرق الذي حصل أمام أعيننا». وعقد قاسم هاشم النائب في كتلة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي كان مع أهالي البلدة، مؤتمرا صحافيا في المكان، أكد فيه أن «هذه الأرض لبنانية ولا نعترف لا بخطوط زرقاء أو حمراء على محور الغجر - العباسية - مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وأي محاولة ثانية لتكرار ذلك، فإننا سنقوم بما قمنا به اليوم، لأنه لا المجتمع الدولي ولا القرارات الدولية تعيد لنا حقوقنا». وقال هاشم لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حصل خرق للخط الأزرق الذي نتحفظ عليه، بحيث أقدم (الإسرائيليون) منذ أيام على خرق هذا الخط من دون أن يتحرك المجتمع الدولي الذي يتغاضى دائما عن الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وإزاء هذا الواقع لا يمكننا السكوت عن عدو يحاول أن يخلق أمرا واقعا جديدا، عبر احتلال منطقة جديدة ومنع أصحابها من الوصول إليها، وهذا ما دفعنا إلى هذه الخطوة لحماية أرضنا ومنطقتنا بيدنا». ورأى أنه «لو كان المجتمع الدولي والأمم المتحدة جادين في احترام القرار 1701 لكانا ألزما إسرائيل بتطبيقه ووقف انتهاكها له، الأمر الذي يجعلنا لا نراهن عليهما». مضيفا: «إننا لا نؤمن إلا بعامل القوة الذاتية لكونها وسيلة الردع الوحيدة للعدو، وهذا ما خبرناه منذ عام 2000 حتى اليوم»، ودعا «الذين يتحدثون عن خطر تزويد المقاومة بالسلاح إلى أن يعلموا أن الخطر الوحيد على لبنان مصدره العدو الصهيوني وأطماعه الدائمة في لبنان سواء في الأرض والمياه وحتى صيغته».

أما رئيس لجنة العودة لأهالي العباسية محمد شهاب فأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل هو رد فعل طبيعي منا كأهالي، حيث قررنا المجازفة حتى لو أدى الأمر إلى استشهادنا دفاعا عن أرضنا وحقنا»، وقال: «إذا تكرر هذا الاعتداء لن نتردد في صد أي اعتداء مماثل وأن نستشهد، لأن أي شعب يخسر أرضه وكرامته ويتخلى عنها يخسر كل شيء، خاصة أن مأساتنا طويلة ومستمرة منذ عام 1967 عندما احتلت إسرائيل نصف بلدتنا مع احتلالها لمزارع شبعا وهذه المأساة ما زالت مستمرة، واليوم تأتي إسرائيل لتزيد على واقعنا المؤلم واقعا جديدا لن نقبله أو نسلم به مهما كانت النتيجة».

بدوره نوه عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر بـ«الدور البطولي الذي أقدمت عليه بلدة العباسية الحدودية بإزالة الخرق الإسرائيلي من بلدتهم»، معتبرا أن هذه «الخطوة المقاومة تذكرنا بدور شباب لبنان في إزالة الأسلاك الشائكة الإسرائيلية من مدخل ارنون في شباط (فبراير) 1999 حيث كانت الشرارة لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من المخاطر التي واجهت حينها الشباب الذين تقدمهم إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق».