عريقات: إذا لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين فلن يساعدنا أحد

نفى وجود مفاوضات سرية.. وأكد انتظار الرد الأميركي

TT

التقى الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية، ونقل رسائل من الرئيس محمود عباس تتعلق بمجموعة من الأمور، منها القرارات الإسرائيلية الأخيرة، إلى جانب المسائل الأخرى المتعلقة بترحيل السكان الفلسطينيين من الضفة الغربية، كما التقى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، للتشاور حول موقف الإدارة الأميركية من تحريك جهود السلام وزيارة السيناتور جورج ميتشل للمنطقة بعد أيام حيث يبلغ الجانب العربي للمسؤول الأميركي تأثيرات الإجراءات الإسرائيلية على السلام وخاصة فيما يتعلق بالقرار الأخير الذي اتخذته إسرائيل بتهجير سكان الضفة الغربية.

وأوضح المتحدث الرسمي للخارجية المصرية حسام زكى أن أبو الغيط استعرض مع عريقات نتائج الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية في واشنطن خلال زيارته الأخيرة، بما في ذلك مستجدات الموقف الأميركي الحالي والتقدير المصري الفلسطيني لإمكانية حدوث تطورات تسمح بانخراط الجانب الفلسطيني في العمل السياسي، وأن اللقاء شهد تطابقا في وجهات النظر والتقدير بشأن سلبية النوايا الإسرائيلية إزاء جهود تحقيق السلام التي يبذلها الراعي الأميركي.

وأشار إلى أن إسرائيل تتحمل وحدها مسؤولية التعطيل الحاصل لتلك الجهود في ضوء القرارات التي تصر الحكومة الإسرائيلية على اتخاذها، سواء بالإمعان في النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية أو بتوسيع دائرة القرار الخاص بإبعاد الفلسطينيين من الضفة الغربية، وغير ذلك من القرارات التي لا تستحق سوى الإدانة والرفض، أخذا في الاعتبار عدم اكتسابها أي شرعية من وجهة نظر القانونية الدولية.

وأوضح زكي في هذا الإطار أن مصر تعمل بالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والعربي من أجل مواجهة تداعيات تلك الإجراءات الإسرائيلية وتصعيد الضغوط الدولية ضدها. وأضاف أن أبو الغيط أكد في هذا السياق بشكل خاص أن قرار إسرائيل بالسعي نحو إبعاد الفلسطينيين عن وطنهم يعد نقضا واضحا وصريحا للمنطق الذي بنيت عليه عملية السلام من الأساس، التي تم في إطارها التوقيع على اتفاق أوسلو وما تلاه من اتفاقيات كانت تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية ومؤسساتها بشكل تدريجي وإتاحة الفرصة لفلسطيني الشتات للعودة إلى وطنهم وأراضيهم. مؤكدا في هذا الصدد أن مصر لن تسمح لمثل هذا التوجه الإسرائيلي بأن يتم تطبيقه وأنها تعتزم التصدي له.

ومن جانبه نفى عريقات المزاعم عن وجود مفاوضات سرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أن ما يثار في وسائل الإعلام وخاصة الإسرائيلية هو مجرد بالونات اختبار ليس لها أي أساس من الصحة، مشددا في الوقت ذاته على أن إطلاق المفاوضات مع الإسرائيليين مرتبط بوقف الاستيطان.

وقال عريقات في رده على أسئلة الصحافيين، عقب لقائه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، حول أنباء ترددت عن استبدال مفاوضات سرية مع إسرائيل بالمفاوضات غير المباشرة: «أرجو ألا نلتفت إلى مثل هذه الأنباء، فسلوك التفاوض الإسرائيلي 95 في المائة منه يتم خارج قاعات المفاوضات وعبر تسريبات وبالونات اختبار»، مناشدا الجميع ألا يستقوا مصداقية مما تعلن عنه إسرائيل.

وتابع عريقات: «إننا نقول بكل شفافية ومصداقية تامة إننا ننتظر ما ستسفر عنه نتائج المحادثات الإسرائيلية الأميركية، وعندما يكون هناك رد أميركي فإننا سنعود مرة أخرى إلى الجامعة العربية لطرح هذا الموضوع».

وردا على سؤال حول مصير المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، قال عريقات: «إننا كعرب وفلسطينيين أعطينا موافقة على هذه المفاوضات كما أعطينا الإدارة الأميركية فرصة مدتها أربعة أشهر، لكن الذي قال للإدارة الأميركية (لا) وأعطى أوامر ببناء 1600 وحدة استيطانية هو نتنياهو».

وأكد عريقات أهمية المصالحة الوطنية قائلا: «إذا لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين فلن يساعدنا أحد.. فلا يمكن مواجهة التحديات الماثلة أمامنا إلا بوحدتنا الوطنية».

وأضاف أن هناك وثيقة في مصر في حاجة إلى توقيع حركة حماس عليها كما وقعت حركة فتح، ونأمل من حماس أن تقوم بتوقيع هذه الوثيقة، فمصر هي البوابة.. وهذه الورقة ليست ورقة مصرية، بل هي نتاج لجهد كبير قامت به مصر مع الفصائل الفلسطينية في حوار استمر شهورا بين فتح وحماس وغيرها من الفصائل، وبالتالي نناشد الجميع أن يدعموا توقيع الوثيقة المصرية من أجل التطبيق وستؤخذ أي ملاحظات أو أفكار في الاعتبار عند التنفيذ.. فالوحدة الفلسطينية الوطنية الآن مطلب أساسي، والانقلاب في غزة أصبح سيفا في يد نتنياهو.

وأكد أن السبيل الوحيد لنجاح الحوار الفلسطيني هو أن نضع المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق كل الاعتبارات وأن تكون فلسطين في موقعها الطبيعي، فهي من أهم عواصم العرب والمسلمين ولا يمكن أن تكون «قربانا يقدم في المحراب السياسي لهذه المنطقة».

وتابع قائلا: «إن فلسطين أهم من فتح وحماس وعلى الذين يحرصون على القضية الفلسطينية أن يضعوا فلسطين فوق أي اعتبار آخر، أما إمساك العصا من النصف فلن يؤدي إلى أي نتائج سوى تعقيد الأمور».