البابا يعبر عن «العار والأسف» لضحايا كهنة مارسوا التحرش الجنسي في مالطا

قال إن الكنيسة ستواصل التحقيق لإحالة المتهمين إلى القضاء

TT

أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر أمس «عن العار والأسف» عندما التقى في مالطا «مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي من جانب رجال دين»، كما أعلن الفاتيكان في بيان.

وقال البيان: «التقى الأب الأقدس أمس في مقر القاصد الرسولي في مالطا مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تعرضوا لاستغلال جنسي من جانب رجال دين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأعرب البابا عن «تأثره العميق للروايات التي سردوها، وعبر عن العار والأسف لما قاساه الضحايا وعائلاتهم من آلام». ورفع بنديكتوس السادس عشر الصلاة مع الضحايا، وأكد أن «الكنيسة تعمل وستواصل عمل كل ما في وسعها للتحقيق حول هذه المزاعم (من الاستغلال الجنسي) ولإحالة المسؤولين عن الاستغلالات الجنسية أمام القضاء وتطبيق إجراءات ملموسة لحماية مستقبل الشباب»، بحسب البيان.

وكان البابا وصل ظهر أمس إلى مقر القاصد الرسولي، سفارة الفاتيكان، على متن سيارة رسمية للرئيس المالطي بعدما احتفل بالذبيحة الإلهية في ساحة فلوريانا على بعد بضعة كيلومترات من مقر السفارة البابوية.

وفي وقت سابق وصل الضحايا الذين كانوا طلبوا أن يستقبلهم البابا ليقدم لهم «اعتذاره»، بسرعة على متن حافلة حمراء ترافقهم الشرطة. والفاتيكان الذي يواجه ضغوط الرأي العام للرد على سيل فضائح الاستغلال الجنسي، وخصوصا على «الصمت» الذي أحاط بهذه الوقائع داخل الكنيسة، أعلن أن البابا قد يلتقي مجموعة من الرجال ضحايا كهنة مارسوا بحقهم عمليات استغلال جنسي في ميتم مالطي في الثمانينات.

وكان استطلاع للرأي أجرته شركة «فورسا»، وهي شركة ألمانية لاستطلاعات الرأي في الشهر الماضي أظهر أن 31% فقط من الألمان صنفوا أداء بنديكت في منصب البابا بأنه «جيد» أو «جيد جدا»، مقارنة بنسبة 70% قبل 3 أعوام. وأظهر كثير من الألمان المنتمين إلى البروتستانتية اللوثرية العداء لبنديكت منذ البداية واعتبره الألمان المنتمون إلى المذهب الجدلي بأنه فيه غير محله. حتى إن الكاثوليك المتحررين في ألمانيا، الذين يطالبون بزواج القساوسة وإصلاح الفاتيكان، يعتبرونه شخصا فاشلا.

وقال أورليخ روه، رئيس تحرير الصحيفة اللاهوتية «هيردير كوريسبوندينتس»، في حوار لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن التاريخ لن يعتبر أبدا فترة تولي بنديكت لمنصب البابا أكثر من كونها فترة مؤقتة، «ما يعني أنه وقت دون أي إصلاحات كبيرة، فعندما ينتهي شيء ما ينتهي تأثيره».

وقال روه: «كثير من الآمال التي عقدت عليه لم تكن حقيقية منذ البداية»، مضيفا أن البابوية في شكلها الحالي قد عفا عليها الزمن. وقال إنها «مهمة مستحيلة»، موضحا أن الشكل الحالي من البابوية نشأ بعد أن خسر أسقف روما أراضيه، واعتبر مجلس الفاتيكان الأول في الفترة من عام 1869 وحتى عام 1870 البابا معصوما في تصريحاته الخاصة بالمذهب. وأضاف روه، الذي أوضح أن كلا من البابا يوحنا بولس الثاني وبنديكت لم يرقيا إلى التعامل مع التحديات: «عومل المنصب من قبل الكنيسة باعتباره كما لو كان سرا مقدسا».

وقال روه إن يوحنا بولس الثاني حاول إعادة تشكيله من خلال عمليات ظهور علنية والسفر، بينما وضع بنديكت كتبا في علم اللاهوت لا تعد عملا حقيقا للبابا.