من قصص العالقين: نجم مسرحي يستأجر تاكسي بـ5 آلاف دولار

طلب كبير على تذاكر القطارات بين لندن وباريس

TT

بالنسبة إلى الرجل الذي شارك في المسرحية الهزلية «منستري أوف سيلي ووكس»، مثلت فوضى السفر في مختلف أنحاء القارة الأوروبية مجرد مشكلة بسيطة. لقد علق جون كليز، الذي كان نجم مسرحية هزلية قامت بها مجموعة «مونتي بيثون»، في أوسلو يوم الجمعة، بعد مشاركته في برنامج حواري تلفزيوني. ومع إلغاء الرحلات الجوية بسبب الرماد البركاني داخل شمال أوروبا، عثر كليز على وسيلة أخرى للعودة إلى لندن، وهي التاكسي.

ألغيت جميع الرحلات الجوية، ولم يتسن له حجز تذكرة قطار أو العودة من خلال مركب، ومن ثم قام وكيل كليز داخل النرويج كجيتيل بالاتصال بصديق لديه تاكسي وافق على نقل كليز إلى بروكسل وفقا لـ«نيويورك تايمز».

ويقول كريستوفرسن إن صديقه «ألغى حفل عيد ميلاده لنقل جون إلى بروكسل». وقطع التاكسي المسافة بين أوسلو وبروكسل في 15 ساعة، وتم حجز مقعد لكليز داخل قطار يتبع شركة «يوروستار» متجها إلى لندن يوم السبت.

وربما كانت رحلة كليز، التي بلغت رسومها 5140 دولارا، رحلة مكلفة، ولكن لم تكن أكثر الرحلات إجهادا التي قام بها مسافرون داخل أوروبا، فعقب إلغاء الرحلات الجوية، وحجز جميع المقاعد داخل القطارات، لجأ الكثيرون إلى البحث عن وسائل أخرى. ومن ثم ترك الملايين من المسافرين بلا خيارات واقعية وفي وضع بائس.

فمثلا سافرت مارثا لويبرغ وسوزان ورنر من أسلو إلى لندن خلال الأسبوع الحالي مع الكثير من الزملاء التابعين لمركز متخصص في أبحاث السرطان لحضور مؤتمر يستغرق يوما واحدا، ولكن رحلة العودة إلى النرويج ألغيت مرتين. وبدلا من رحلة جوية تستغرق ساعتين، كانت أمامهم رحلة أخرى تستغرق يومين، تبدأ بالذهاب إلى نيوكاسل داخل إنجلترا عن طريق سيارة، ثم الانتقال على متن سفينة إلى أمستردام، حيث ستقلهم سيارة أخرى إلى أوسلو.

وقد أدى الطلب الكبير على تذاكر القطارات بين باريس ولندن إلى تعطل الموقع الإلكتروني لشركة «يوروستار» عدة مرات صباح الجمعة، وظهرت طوابير طويلة أمام طاولات حجز التذاكر في محطة حافلات «فيكتوريا» داخل لندن، حيث تغادر حافلات إلى باريس وأمستردام وميونخ عبر نفق أسفل القناة الإنجليزية.

وقالت شركة «يوروستار» للقطارات السريعة، التي تنطلق قطاراتها من بريطانيا إلى فرنسا وبلجيكا، إنه لا يوجد أي مقاعد شاغرة على قطاراتها التي يبلغ عددها 58 قطارا يوم الجمعة، وإن هناك إقبالا كبيرا على حجز المقاعد في العطلة الأسبوعية. وأضافت الشركة 3 قطارات إلى جدول مواعيدها المعتاد، وأدرجت 8 قطارات إضافية ليوم السبت، وكانت تنظر لإدراج المزيد ليوم الأحد أيضا. وقالت الشركة إن ما بين 17 ألف و20 ألف مسافر إضافيين سيسافرون على متن قطارات «يوروستار» عبر القارة الأوروبية، ويبلغ ذلك ضعف العدد في الأوقات المعتادة.

وتقول ساندي ماكريث (57 عاما)، التي كانت عالقة في محطة «جار دي نورد» داخل باريس بعد فشلها في العثور على تذاكر إلى لندن في طريق عودتها إلى أدنبرة: «غادرنا ميامي يوم الأربعاء، وجميع ما حصلنا عليه ثياب صيفية».

وكتب لاعب التنس الأسكوتلندي أندي موراي على موقع «تويتر»: «أخبار البركان.. نحن جميعا في شاحنة متجهة إلى برشلونة».

وشهد موقع Liftshare.com، وهو موقع إلكتروني مقره بريطانيا يقوم بالربط بين السائقين والركاب، «زيادة كبيرة جدا» في المقاصد الدولية التي يتم خدمتها بعد أن علقت المطارات البريطانية رحلاتها. وشملت الأماكن التي تذهب إلى السيارات برلين ووارسو وفينا وستوكهولم وكرواتيا، وذلك حسب ما قالته سيسيليا بروملي مارتن، مديرة الاتصالات.

وبينما كان المسافرون لغرض العمل يحاولون العودة إلى بلادهم، لم يستطع بعض المصطافين السفر أيضا وبقوا داخل المطارات بدلا من الذهاب إلى الأماكن التي كانوا يأملون زيارتها.

وبين قصص العالقين خططت بيرجيت أهر وصديقها ألكسندر هوفمان لقضاء 5 أيام في إسطنبول. وبدلا من ذلك كانا يجلسان داخل مطار فرانكفورت. وقالا إنهما تركا منزلهما داخل إرفورت في الثانية صباحا يوم الجمعة للحاق برحلة مبكرة، وليس لديهما فكرة حاليا عن الوقت الذي سوف تنطلق فيه الرحلة. ويقول هوفمان: «كان لدينا برنامج كامل للأماكن التي سنزورها، أعتقد أنه لا يمكننا تغير شيء».

وفي الوقت الذي وجد فيه الآلاف من المواطنين في مختلف أنحاء أوروبا أنفسهم في ظروف مشابهة، توترت الأعصاب داخل الكثير من المطارات. ويقول متين أوندر، وهو طبيب بيطري كان عالقا داخل مطار شارل ديغول بالقرب من باريس بعد السفر من إسطنبول في رحلة عمل: «لا يستطيع المسافرون التواصل بسهولة مع مكتب المساعدة. في موقف مثل هذا يجب أن تتوافر معلومات، ولا يوجد ذلك داخل هذا المطار».

وقد انتشرت تداعيات الفوضى خارج القارة الأوروبية، فقد نصحت شركات خطوط جوية، مثل «كاثي باسيفيك» ومقرها هونغ كونغ، الركاب بإرجاء السفر غير الضروري إلى أوروبا خلال الأسبوعين المقبلين، وأدى ذلك إلى حالة فوضى داخل مطارات ومكاتب سفر في مختلف أنحاء العالم.

وبينما كان كليز في طريقه جنوبا من النرويج، كانت ترين رود وكيم ميلاند يورجنسن، اللذان يعملان لصالح شركة «إن آر كيه»، وهي شركة إذاعة عامة نرويجية، يمضيان في الاتجاه المعاكس.

وقد علقت رود، التي تشتري برامج أطفال، ويورجنسن، الذي يتفاوض في التعاقدات، داخل مدينة كان بعد حضور مؤتمر تلفزيوني دولي. وتمكنا من استئجار سيارة، وسارا في طريق عبر جبال الألب داخل سويسرا وعبر ألمانيا، وصولا إلى الدنمرك حيث خططا لعبور جسر أورسند متجهين إلى السويد ثم إلى النرويج.

وعلى ضوء الرحلة التي يقدر أن تستغرق نحو 25 ساعة داخل السيارة، أمل رود ويورجنسن إتمام هذه الرحلة خلال يومين، ولكنهما قالا إنهما مستعدان لمواجهة عقبات أخرى.

وقالت رود ظهيرة يوم الجمعة عبر هاتف جوال بينما كانت تجلس على مقعد الراكب وكان يورجنسن يتجه إلى الحدود الإيطالية: «لقد ضللنا الطريق بالفعل مرة داخل مدينة نيس، ولكني أعتقد أننا في الطريق الصحيح حاليا. ونحاول المحافظة على روح الدعابة، ولكنها على الرغم من ذلك رحلة طويلة».

* خدمة «نيويورك تايمز»