القمة السعودية ـ البحرينية تحث إيران على مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي

بيان سعودي بحريني مشترك في ختام زيارة خادم الحرمين يؤكد وحدة الهدف والمصالح بين البلدين

خادم الحرمين الشريفين والعاهل البحريني يشهدان عرضاً للخيل العربية من أصايل البحرين أمس (واس)
TT

أكدت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين على وحدة الهدف والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين انطلاقا من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة ووشائج القربى والمصير المشترك بين المملكتين وشعبيهما.

وبحسب بيان مشترك صدر أمس في العاصمة البحرينية المنامة في ختام الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمملكة البحرين واستمرت يومين، التقى خلالها الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، فقد تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الأمور التي تهم مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد البيان أن الجانبين أبديا ارتياحهما الكامل لما وصلت إليه العلاقات السعودية البحرينية على المستوى الثنائي، متمنيين لها مزيدا من التقدم والازدهار، وأكدا عزمهما على التعاون والتنسيق في كافة المجالات التي تحفظ للبلدين «الشقيقين» أمنهما واستقرارهما والعمل على تحقيق الغايات والأهداف الكريمة لمستقبل مفعم بالخير العميم على أسس من الإيمان بالعقيدة السمحة والانتماء العربي الأصيل ومبادئ حسن الجوار. وأضاف البيان أن الجانبين بحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا أهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء آخر التطورات والمستجدات في كافة المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف.

وفيما يتعلق بمستجدات الساحة الفلسطينية، عبر الجانبان عن قلقهما البالغ واستيائهما لاستمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، ولاحظ الطرفان التعثر الحاصل في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والناجم أساسا عن استمرار تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم وفائها بالتزاماتها تجاه أسس ومبادئ العملية السلمية وما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية. وأعرب الجانبان عن الأمل في قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بالاضطلاع بدورهما في تحريك عملية السلام وفق أطرها ومرجعيتها المعتمدة، خاصة مبادرة السلام العربية، وحث حكومة إسرائيل على إزالة العقبات التي تحول دون ذلك مثل الإجراءات الأحادية الجانب واستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي.

وفي الشأن العراقي، أكدا على ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. ومع ترحيبهما بالتحسن النسبي في الوضع الأمني داخل العراق فإنهما أهابا بحكومة العراق أن تبذل مزيدا من الجهد نحو تحقيق إنجاز سياسي يوازي التحسن في المناخ الأمني ويساعد على تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة، وعبرا عن استعدادهما للتعاون مع السلطات العراقية في التصدي للإرهاب ومكوناته، وجددا تأكيدهما على مواقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تنبذ الإرهاب في كافة أشكاله وصوره وبغض النظر عن دوافعه ومسبباته.

وحول أزمة الملف النووي الإيراني، جدد الجانبان تأكيدهما والتزامهما بمبادئ مجلس التعاون الثابتة والمعروفة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية، وأكدا استمرار حرصهما على أهمية التوصل إلى حل سلمي، وحث إيران على مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي، مؤكدين أهمية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفيما يتعلق بالسودان، أكد الجانبان على أهمية احترام سيادة ذلك البلد، ووحدة أراضيه واستقلاله. وطالبا المجتمع الدولي بتأكيد هذا الالتزام، ودعم المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام والوفاق الوطني بين أبناء الشعب السوداني، وتأكيد المبادرات المطروحة لحل مشكلة دارفور على النحو الذي يحفظ للسودان استقلاله ووحدته الإقليمية، وتوحيد الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية في هذا الشأن.

بينما حث الجانبان أطراف النزاع في الساحة الصومالية على تحقيق المصالحة والوفاق فيما بينهما، وتغليب المصلحة الوطنية ووحدة الصومال أرضا وشعبا على كل اعتبار آخر، والعمل الجاد من أجل وضع حد لمحنة الصومال التي طال أمدها. وفي سياق ذي صلة أعرب الجانبان عن قلقهما من أعمال القرصنة التي حصلت أخيرا قرابة الشواطئ المطلة على خليج عدن وبحر العرب، وما تنذر به هذه الممارسات من نتائج وخيمة على حرية الملاحة الدولية. وفي هذا الصدد أكدا ضرورة أن تتم معالجة هذه الظاهرة الخطيرة بجهد دولي منظم وبإشراف الأمم المتحدة، ورفضا أسلوب التفاوض والمساومة مع القراصنة المتورطين في هذه الأعمال.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اختتم أمس زيارة دولة إلى مملكة البحرين، وقبل مغادرته المنامة التقى في مقر إقامته بقصر البستان ملك البحرين، واستكملا في جلسة مباحثات ثانية بحث الموضوعات التي تم بحثها مساء أول أمس.

حضر الاستقبال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين. ومن الجانب البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، والشيخ عبد الله بن حمد بن عيسى آل خليفة المستشار الشخصي لملك البحرين، والشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي.

وبعد انتهاء المباحثات صحب العاهل البحريني ضيفه الكبير خادم الحرمين الشريفين في موكب رسمي إلى قصر الصافرية، حيث شاهدا عرضا للخيل العربية من أصايل البحرين، واستمعا خلاله إلى شرح عن الخيل العربية الأصيلة ومرابطها المتعددة في مملكة البحرين وما تمتاز به من قوة وسرعة وأصالة، كما صحب الملك حمد بن عيسى الملك عبد الله بن عبد العزيز في موكب رسمي إلى منفذ جسر الملك فهد الحدودي، حيث غادر خادم الحرمين الشريفين مملكة البحرين بعد زيارة رسمية استمرت يومين.

وكان في استقبال العاهلين لدى وصولهما الى المنفذ الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، والأمير عبد الله بن خالد بن تركي، والأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي، والأمير سلطان بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، والأمير مشاري بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبد العزيز وكيل الحرس الوطني المساعد للقطاع الشرقي، والأمير بدر بن محمد بن عبد الله بن جلوي محافظ الأحساء، والأمراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع غفير من المواطنين. وبعد استراحة قصيرة في الصالة الملكية في المنفذ الحدودي ودع العاهل البحريني خادم الحرمين الشريفين، كما كان في وداعه الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، والشيخ عبد الله بن حمد بن عيسى آل خليفة المستشار الشخصي لملك البحرين، والشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة، والفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، وعدد من المسؤولين، توجه بعدها خادم الحرمين الشريفين في موكب رسمي إلى قصر العزيزية. وقد وصل في معية الملك عبد الله بن عبد العزيز الوفد الرسمي المرافق له.

وقالت وكالة أنباء البحرين، إن الملك حمد بن عيسى آل خليفة قدم إلى خادم الحرمين الشريفين، وبمناسبة زيارته التاريخية لمملكة البحرين، عددا من الخيل العربية من أصايل البحرين من ثلاثة عشر مربطا تمتد جذورها إلى ما يزيد على 200 عام.