فيلتمان: الفجوة بيننا وبين سورية تبقى واسعة حول الكثير من القضايا

الكونغرس يبحث مشروع قرار يطالب بتقوية العقوبات على دمشق

جيفري فيلتمان (ا.ف.ب)
TT

سلط مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، الضوء على الفجوة بين الولايات المتحدة وسورية، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين مستوى جديدا من التوتر إثر تقارير تفيد بتزويد سورية حزب الله بصواريخ سكود. وقال فيلتمان إن «الفجوة بيننا وبين سورية حول الكثير من القضايا تبقى واسعة»، مشددا على دعم سورية لحزب الله. وقال فيلتمان في شهادة أمام لجنة في الكونغرس أمس: «بينما كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يبدو أنه يرى حزب الله كنقطة نفوذ يمكنه استخدامها مع إسرائيل، فإن دعم الرئيس بشار الأسد السياسي والعسكري غير المسبوق للمنظمة يشير إلى علاقة مختلفة وتثير القلق بشكل أكبر». واتهم فيلتمان سورية بأنها «تشجع حماس على عدم القبول بالخطة التي تسهلها مصر للمصالحة الفلسطينية، خاصة فيما يخص الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن العنف وقبول اتفاقات السلام السابقة». ولكنه لفت إلى أن «على عكس الإيرانيين ورفضهم للاعتراف بإسرائيل، السوريون يرون السلام الشامل في المنطقة من مصلحتهم».

وفي جلسة للكونغرس خصصت لسياسة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه سورية، دافع فيلتمان عن قرار إعادة السفير الأميركي إلى دمشق وهو الأمر الذي يعارضه عدد كبير من أعضاء الكونغرس. وشدد فيلتمان على أهمية العمل مع سورية حول القضايا الرئيسية في المنطقة. ولفت فيلتمان إلى أن حتى إسرائيل «سعيا لمصالحها الوطنية» خاضت مفاوضات غير مباشرة مع السوريين. وصرح فيلتمان بأن سورية لها دور في جميع القضايا التي تهم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، موضحا: «سورية موجودة بشكل كبير في كل هذه القضايا – أحيانا كجزء من المشكلة وقد تكون جزءا من الحل». ومن بين هذه القضايا عدد فيلتمان: «مواجهة الإرهاب واستقرار العراق ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي وتسهيل السلام في الشرق الأوسط ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل وتوسيع الاحترام لحقوق الإنسان والديمقراطية». وكرر فيلتمان في الجلسة أمام لجنة الكونغرس، أمس، دعم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لـ«سيادة لبنان واستقلاله»، ولكنه أضاف «بسبب الظروف والتحديات التي نواجهها في المنطقة علينا استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة لنا». ولفت فيلتمان في شهادته أن «الفجوة بيننا وبين سورية حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام الجدي تبقى واسعة».

ورغم التصريحات شديدة اللهجة ضد دمشق، دافع فيلتمان عن قرار الإدارة الأميركية الانفتاح باتجاه سورية بعد سنوات من القطيعة بين البلدين وقرار إعادة السفير الأميركي إلى دمشق. وأوضح فيلتمان أنه خلال 9 لقاءات عالية المستوى بين البلدين منذ بداية 2009، «استخدمت لإثارة السياسات السورية غير المقبولة مباشرة والتي تهدد مصالحنا الوطنية». وتطرقت شهادة فيلتمان إلى علاقة سورية بإيران واستضافتها لأعضاء في النظام العراقي السابق وضرورة التزام سورية بتعهداتها أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتابع فيلتمان: «المصالح الوطنية الأميركية تستوجب سعينا لتغير تلك السياسات المثيرة للقلق».

وامتنع فيلتمان عن التعليق علنا حول تقارير تفيد بتزويد سورية حزب الله بصواريخ سكود، مشيرا إلى حساسية الموضوع وعدم الحديث عنه علنا. ولكن في رده على التقارير حول صواريخ سكود وإبلاغ السوريين بقلق الأميركيين من هذه التقارير، انتقد فيلتمان السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، قائلا إنه «إما أنه لا يستمع أو لا يوصل رسائلنا» إلى القادة السوريين. وحدد فيلتمان 3 لقاءات محددة خلال الشهرين الماضيين، حيث عبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم من نقل السلاح إلى حزب الله، إلا أنه في تصريح مع صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، قال السفير السوري إنه لم يبلغ باهتمام الأميركيين بهذه القضية. وعبر فيلتمان عن استيائه من تصريح مصطفى، قائلا إنه من الضروري أن تصل الرسائل الصائبة إلى الرئيس السوري.

واعتبر رئيس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط وجنوب آسيا، غاري أكرمان، أن الرد الأميركي على التصرفات السورية حتى الآن «كلمات فارغة». وأضاف أن «إدارة أوباما تتبع سياسة مختلفة عن الفشل الكبير لتلك التي سبقتها» في إشارة إلى سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، موضحا أن «هذا أمر يدل على منطق جيد». ولكنه أردف قائلا «هناك انتقاد واحد لدي لسياسة الإدارة تجاه سورية.. وهي أن تفسيرها فقير والدفاع عنها أضعف». وطالب أكرمان بـ«توضيح الأمور» فيما يخص سياسة أوباما تجاه سورية، قائلا إنه يتوقع أن هذه السياسة ستكون «محيرة وبطيئة ولكن على الأقل مبنية على أكثر من الكلمات الفارغة».

وتزامنا مع مثول فيلتمان أمام الكونغرس، قدم عضو الكونغرس الديمقراطي إليوت أنغل وعضو الكونغرس الجمهوري مارك كيرك مشروع قرار يطالب بتقوية العقوبات على سورية. وأفاد مشروع القرار أنه يجب أن يوثق فرض العقوبات الحالية على سورية بسبب «نقل تلك الدولة صواريخ سكود وغيرها من الأسلحة المتقدمة للمنظمة الإرهابية حزب الله». ويطالب القرار بـ«تنديد الحكومة السورية لنقل صواريخ سكود للمنظمة الإرهابية حزب الله»، بالإضافة إلى إعادة تقييم قرار إرسال السفير الأميركي الجديد إلى دمشق. ويذكر أن المرشح لهذا المنصب روبرت فورد ما زال ينتظر مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على ترشيحه ليبدأ عمله في دمشق.

ولفت فيلتمان إلى أنه «في النهاية، فقط التغييرات ذات الأهمية في السياسات السورية ستؤدي إلى علاقة طبيعية تماما وإيجابية مع الولايات المتحدة». ولفت فيلتمان إلى التحديات أمام التواصل مع سورية، قائلا: «أولها علاقة سورية مع حزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية التي من غير المتوقع أن تتغير من دون اتفاق سلام في الشرق الأوسط».

وأضاف أن ذلك يعني أن سورية ستبقى تعتبر دولة «داعمة للإرهاب». وخلص بالقول أن من الضروري أن تتقدم واشنطن في سياستها «بصبر ومثابرة» بهدف «تقليص احتمال الحرب وتعظيم فرص السلام في المنطقة».