أحمد الرحموني لـ «الشرق الأوسط»: المخابرات الإيطالية سألتني عن سبب عدم توفري على صديقة.. ولماذا أصلي في المسجد كل يوم

بعد أن رحلته روما برفقة طالب مغربي آخر بتهمة ربط علاقات مع شبكات إرهابية عبر الإنترنت

TT

انتقدت مصادر حقوقية مغربية ترحيل طالبين مغربيين من طرف السلطات الإيطالية إلى المغرب، وقالت إن أحدهما يدعى أحمد الرحموني اتهمته إيطاليا بالاتصال «بمتطرفين إسلاميين عبر الإنترنت» في 29 أبريل (نيسان) الماضي، وتم ترحيله إلى المغرب حيث سلم إلى السلطات الأمنية، وقضى أسبوعا في أحد مخافر شرطة الدار البيضاء دون إخطار عائلته وذويه. ورحل معه في الوقت نفسه طالب آخر يدعى محمد هلال. بيد أن الرحموني نفى لـ«الشرق الأوسط» جميع الاتهامات التي وجهتها له السلطات الإيطالية، وقال إنه تعرض لظلم فادح.

وقالت أمينة بوعياش، رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»: «تابعنا واقعة طرد الطالب المغربي من إيطاليا، والتهم التي وجهت له، لكن لم يثبت أي دليل مادي ضده».

وزادت قائلة «نحن نستغرب عدم وجود طلب تسليم هذا الطالب من طرف السلطات المغربية، ومع ذلك تم ترحيله مع محمد هلال من إيطاليا». وقالت بوعياش «كان على السلطات الإيطالية أن تحاكم الطالبين في إيطاليا إذا كانت لها أدلة ضدهما».

وأوضحت بوعياش «لو كانت لهما صلة بجهات متطرفة لما تم إطلاق سراحهما»، مؤكدة أن المغرب لم يحاكمهما لانعدام الدلائل والقرائن».

وطالبت بوعياش برد الاعتبار لهما، وأضافت تقول «هذان شابان كانا يدرسان وطردا من إيطاليا بدون أدلة أو برهان، وهذا فيه إجحاف كبير، وتسبب القرار في ضياع مستقبلهما الدراسي».

وروى الرحموني (22 سنة) وقائع ما جرى له، وقال لـ«الشرق الأوسط» «كنت أدرس مادة الفيزياء في السنة الثانية جامعية، وقبل ذلك درست اللغة الإيطالية في المركز الإيطالي بالرباط ثم التحقت بإيطاليا لإكمال الدراسة» وأضاف «اعتقلتني السلطات الإيطالية بطريقة غريبة، إذ اقتحموا غرفتي في 29 أبريل (نيسان) الماضي، واقتادوني للمحكمة في مدينة بروجيا، التي أيدت الحيثيات التي قدمتها المخابرات الإيطالية، ثم رحلت على متن طائرة مغربية حيث تركوا 16 مقعدا فارغا في المكان الذي جلست فيه حتى لا يجلس أحد بجانبي، وسلموني للسلطات المغربية بعد وصول الطائرة إلى الدار البيضاء».

وحول التهم التي نسبتها له السلطات الإيطالية، قال الرحموني الذي كان يدرس في شعبة الإعلاميات بجامعة بروجيا الإيطالية: «اتهموني بربط علاقات مع شبكات الإرهاب الدولية والاتصال بتنظيم القاعدة، ونيتي في الذهاب إلى فلسطين أو العراق أو أفغانستان، واتهموني أيضا بعدم الاندماج في المجتمع الإيطالي»، ووجهوا لي تهمة «تسهيل القيام بمهمة إلكترونية لصالح الإرهابيين». وأضاف «وجه لي عناصر من المخابرات الإيطالية أسئلة غريبة من قبيل ما سبب عدم توفري على صديقة ولماذا أتوجه للصلاة في المسجد كل يوم؟».

وقال الرحموني إن السلطات المغربية عاملته معاملة عادية. وأضاف «قالت لي الشرطة المغربية إن طردي من إيطاليا هو عمل روتيني وعادي»، وأخبرني أحدهم أنهم سيستقبلون المزيد من المغاربة من أوروبا، وعزا ذلك إلى تعاظم نفوذ أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، التي تكره الأجانب.

وأضاف الرحموني «حققت معي عناصر الأمن مدة أسبوع في مقر ولاية الأمن بالدار البيضاء دون أن يخبروا عائلتي بأنني معتقل لديهم، لكنهم أطلقوا سراحي بعد ثبوت براءتي».

وقال الرحموني «وجهت طلبات للعديد من الهيئات الرسمية قصد إنصافي وتعويضي عن الظلم الذي لحق بي وضياع مستقبلي الدراسي»، وطالب السلطات الإيطالية بإعادة حاسوبه الخاص، وأغراضه التي بقيت في إيطاليا.