روسيا تحذر أميركا من عقوبات أحادية الجانب.. وإيران تدعو قطر وسورية لقمة الـ15

إيران تنفي اتهامات تضليل سورية: كلام يكشف أزمة إسرائيل وفشلها في التقدم في أي مسار

الرئيس البرازيلي دي لولا لدى وصوله إلى موسكو أمس (أ.ب)
TT

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى أمس من فرض عقوبات أحادية الجانب على إيران بسبب برنامجها النووي، قائلا إن الدول التي تواجه عقوبات من مجلس الأمن «لا تستطيع تحت أي ظرف أن تخضع لعقوبات من جانب واحد تفرضها حكومة أو أخرى متجاوزة مجلس الأمن. موقف الولايات المتحدة اليوم لا يكشف عن فهم لهذه الحقيقة الواضحة تماما». وكان الاتحاد الأوروبي قد قال إنه ربما يفرض عقوبات أحادية الجانب على طهران إذا لم يتسن استصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ولم تهدد واشنطن علنا بفرض عقوبات أحادية الجانب، لكنها أوضحت أنها تعتزم فرض عقوبات قاسية وواسعة النطاق على طهران لرفضها تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة وفتح منشآتها بشكل كامل أمام عمليات التفتيش التابعة للأمم المتحدة.

وجاء تحذير لافروف قبل وصول الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مباشرة إلى روسيا. وتعارض البرازيل فرض مزيد من العقوبات على إيران. ومن المنتظر أن يلتقي لولا مع مسؤولين روس بارزين اليوم لبحث كيفية إحياء اتفاق تبادل الوقود النووي المتعثر الذي يهدف إلى تقليل خطر استخدام طهران للتخصيب في أغراض عسكرية. ويتوجه لولا إلى إيران بعد غد. وقال لافروف متحدثا إلى أعضاء بالمجلس الأعلى بالبرلمان الروسي إن الولايات المتحدة ترغب في ألا ترى أن القانون الدولي يتفوق على القوانين الوطنية. وأضاف «نواجه الآن هذه المشكلة أثناء مناقشة قرار جديد من مجلس الأمن عن إيران». وعلى الرغم من انتقاداته فإن لافروف قال إن العلاقات مع الولايات المتحدة أظهرت مؤشرات على التحسن خاصة مع توقيع معاهدة لخفض الأسلحة النووية يتم بموجبها خفض رؤوسهما النووية المنشورة بنحو 30 في المائة.

وفيما تتجه الأنظار إلى لقاء محتمل خلال يومين بين الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وهو اللقاء الذي من المقرر أن يبحث أفكارا تركية برازيلية لصفقة التبادل النووي بين إيران والغرب، ألقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بظلال من الشك حول مشاركة أردوغان في لقاء كهذا في طهران، قائلا إن تركيا لا تزال تدرس مسألة توجه رئيس الوزراء التركي إلى إيران لإجراء محادثات مشتركة مع الرئيس البرازيلي حول برنامج إيران النووي. وقال داود أوغلو لتلفزيون «هبرتورك» التركي أمس إن قرار أنقرة سيتوقف على نتيجة اتصالات بين تركيا وإيران ومسؤولين غربيين، من بينها مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وأضاف أن الأمر «لا يتعلق بعقد اجتماع ثلاثي فقط.. لكننا نريد نتائج إذا عقد مثل هذا الاجتماع». وقال داود أوغلو «يجب أن يتفق الجانبان على أجندة وتاريخ المحادثات»، مضيفا أنه «يرجح» أن تكون تركيا هي مكان عقد اللقاء إذا تم التوصل إلى اتفاق. وجاء التشكيك التركي بينما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أول من أمس إن أردوغان «سيزور إيران في نفس وقت زيارة الرئيس البرازيلي» المقرر أن يزور طهران الأحد والاثنين. وأعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بحسب ما نقلت عنه وكالة «مهر» للأنباء «ننتظر من صديقينا التركي والبرازيلي أن يطلعانا على المفاوضات التي أجرياها» مع الدول الكبرى. وأضاف «نعتقد أن التبادل أمر ممكن. ننتظر فقط أن يبدي الطرف الآخر إرادته».

وكانت إيران قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها لا تمانع في أن تستضيف تركيا محادثات مباشرة بين كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ممثلة عن مجموعة «5+1». وقال مسؤول غربي بارز في بروكسل لـ«الشرق الأوسط» إن أوروبا منفتحة على فكرة الحوار المباشر مع طهران، موضحا أن المباحثات بين أشتون ومسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي إذا ما تمت فإن مفاوضي دول «5+1» سيذهبون يدا للتفاوض والأخرى على العقوبات، معربا عن قلقه من أن تكون طهران تسعى إلى إضاعة المزيد من الوقت.

ويأتي ذلك فيما دعا الرئيسي الفنزويلي هوغو شافيز المجتمع الدولي إلى تخفيف الضغط عن إيران التي قال إنها «ليست أكبر تهديد في العالم». وقال شافيز «إنهم يتهمون إيران بصناعة قنبلة نووية. لماذا لا يكون هؤلاء الذين يوجهون تلك الاتهامات مثلا أعلى؟.. إيران ليست أكبر تهديد في العالم». وأضاف شافيز «لا يوجد دليل يدحض ما تقوله الحكومة الإيرانية للعالم وهو: نحن لا نصنع أي قنبلة». وقال الزعيم الفنزويلي إن المبادرة التي قدمتها البرازيل لتخفيف التوتر مع إيران مثيرة للاهتمام، مشيدا بزيارة الرئيس البرازيلي إلى طهران.

ويتوقع وصول تسعة رؤساء دول وحكومات إلى طهران بمناسبة قمة دول مجموعة الـ15 التي تعقد الاثنين والتي ستطغى عليها مسألة وساطة البرازيل وتركيا في الملف النووي الإيراني. ومجموعة الـ15 التي تأسست في 1989، تضم 18 دولة من حركة عدم الانحياز، بينها البرازيل وفنزويلا والجزائر والسنغال وزيمبابوي وسريلانكا التي ستتمثل برئيسها، بحسب صحيفة «إيران» الحكومية. وعقدت آخر قمة لمجموعة الـ15 في كوبا عام 2006.

وبين الدول الأعضاء الأخرى إندونيسيا التي ستوفد نائب رئيسها، ومصر والهند وكينيا ونيجيريا التي ستتمثل بوزراء خارجيتها. ودعت إيران أيضا الرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اللذين لا ينتمي بلداهما إلى مجموعة الـ15.

إلى ذلك، وعلى صعيد آخر، رفض مسؤول حكومي إيراني الاتهامات الإسرائيلية لإيران بتزويد سورية بمعلومات خاطئة من أجل إشعال حرب في المنطقة. وقال المسؤول الإيراني لـ«الشرق الأوسط» إن الاتهامات «لا تستحق الرد، وتكشف عقلية إسرائيل التي تريد الإيقاع بين دول المنطقة»، موضحا «كعادة إسرائيل تلقي جرائمها على الآخرين، فهي من يشعل نيران الحرب والتوتر في المنطقة، وهي من يحتل الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، ويشرد الفلسطينيين ويواصل البناء الاستعماري في القدس من أجل تهويدها بالكامل، وهي من يرفض التفاوض. ثم تعود وتقول إن إيران هي سبب التوتر وتريد قيادة المنطقة لحرب». وتابع «هذا الكلام في هذا التوقيت يكشف أزمة إسرائيل، فهي لا تستطيع ولا تريد التقدم في أي مسار لأنها عقلية حرب واعتداء. وإلقاء الاتهامات التافهة علينا لن يفيدها». وكان الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قد أرسلا رسالتين إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطمئنانه فيها إلى أنهما غير معنيين بالحرب مع سورية، ويقولان إن «إيران، ومن منطلق مصالحها الذاتية الأنانية تريد جرنا وجركم إلى حرب لا يريدها كلانا».