مؤتمر الأئمة في أوروبا يبدأ فعالياته في العاصمة فيينا

بحضور 120 شخصية إسلامية من 40 دولة أوروبية

TT

انطلقت فعاليات مؤتمر الأئمة والمرشدات الدينيات للأقليات الإسلامية في أوروبا أمس بحضور 120 شخصية إسلامية من 40 دولة أوروبية للبحث في سبل تحسين أوضاع المسلمين في أوروبا. ويبحث المؤتمر قضايا تشغل أبناء الجاليات الإسلامية في أوروبا بشكل عام، والنمسا بشكل خاص، من أهمها حرية الرأي والتعبير وممارسة الشعائر الإسلامية، إضافة إلى كيفية تعزيز الحوار والتعايش الحضاري والثقافي بين المسلمين ومعتنقي الشرائع السماوية الأخرى في أوروبا. وينتظر أن يبحث المؤتمر الثالث من نوعه في النمسا سبل تنشيط دور الأئمة والدعاة والمرشدات في التوعية انطلاقا من الحرص على الالتزام بإبراز الصورة الحقيقية للإسلام بعيدا عن الغلو والتطرف والتعصب والانغلاق.

ويعتبر مؤتمر الأئمة امتدادا لمؤتمري (أئمة أوروبا) الذي عقد في مدينة غراتس النمساوية الجنوبية عام 2003 ومؤتمر الأئمة والمرشدات عام 2007 في فيينا. وسيكون بين كبار المتحدثين في المؤتمر الرئيس النمساوي هاينز فيشر ووزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبنديل ايغير وحاكم فيينا الاشتراكي ميخائيل هويبل والأمين العام للمؤتمر الإسلامي في أوروبا الدكتور محمد بشاري ورئيس الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا أنس الشقفة.

وقال أنس الشقفة إن المؤتمر يأتي في إطار الحوار القائم مع المجتمعات الغربية للتعريف بالإسلام والمسلمين كونهم لا يشكلون خطرا على المجتمعات التي يقيمون فيها بل إنهم يمثلون عنصر إثراء ودعم لهذه المجتمعات وليس تهديدا لها كما تروج بعض الأحزاب اليمينية والمسيحية المتطرفة في أوروبا. وذكر الشقفة أن المؤتمر الذي دعت إليه الهيئة الإسلامية الرسمية بالتعاون مع وزارة الخارجية النمساوية سيبحث في مختلف القضايا الحالية المعنية بالشأن الإسلامي والمطروحة للنقاش على الساحة الأوروبية دون استثناء، من بينها الجدل القائم بشأن قرار تطبيق النموذج البلجيكي بحظر النقاب وموقف علماء المسلمين في أوروبا من مسألة إلزامية تغطية الوجه بالكامل في الإسلام مع العلم أنها قد تكون مجرد تقليد ديني موروث في بعض المناطق.

يذكر أن مسلمي النمسا يتمتعون بحقوق قانونية كفلها الدستور منذ عام 1912 بعد اعتراف النمسا في عهد القيصر فرانس يوزيف بالدين الإسلامي وأصدر «قانون الإسلام» الذي يساوي بين أبناء الأقلية المسلمة وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.

وعدد المسلمين في النمسا وفق أحدث تعداد يصل إلى 500 ألف نسمة أي ما يعادل خمسة في المائة من عدد السكان البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة وتضم فيينا وحدها أكثر من 150 ألف مسلم بنسبة 7.8 في المائة من سكان العاصمة. وردا على سؤال حول احتمالات تطبيق القرار البلجيكي بحظر النقاب في النمسا قلل الشقفة من ذلك «بسبب وجود عدد قليل جدا من النساء اللاتي يرتدين البرقع لا يتعدى 150 امرأة من بين جالية يقدر تعدادها بحدود نصف مليون نسمة. وتابع الشقفة قائلا إن النمسا تعتبر بلدا نموذجيا من حيث الاعتراف بالدين الإسلامي وتدريسه في المدارس العامة وتشجيع اندماج الجاليات الأجنبية وبينها المسلمون داخل المجتمع.

وأضاف أن المؤتمر سيبحث أيضا حرية التعبير وممارسة الشعائر الإسلامية وتعزيز الحوار والتعايش الحضاري والثقافي بين المسلمين ومعتنقي الشرائع السماوية. وأكد أنه سيتم بحث سبل تنشيط دور الأئمة والدعاة في التوعية انطلاقا من الحرص على الالتزام بإبراز صورة الإسلام على حقيقتها بعيدا عن الغلو والتطرف والتعصب والانغلاق وتكريس التواصل البناء مع المجتمعات الأوروبية من خلال التركيز على تعزيز القواسم المشتركة بين معتنقي الأديان السماوية.