خلافات جديدة تحتد بين إسرائيل وروسيا

انعكست على تعامل سلطات المطار في موسكو مع بيريس

TT

بعد أن كان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد تباهى بـ«الرقي بمستوى العلاقات الإسرائيلية الروسية بضع درجات»، والزيارة التي وصفت بأنها ناجحة جدا للرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، إلى روسيا الأسبوع الماضي، كشف النقاب، أمس، أن خلافات حادة انفجرت بين الطرفين في الآونة الأخيرة، لم يعد بالإمكان إخفاؤها.

وكان آخر مواضيع الخلاف يتعلق بزيارة بيريس «الناجحة جدا» حسب الزعم الإسرائيلي. فبعد أن كان بيريس استقبل كشخصية مهمة جدا في احتفالات روسيا بالذكرى السنوية السادسة والخمسين للانتصار على النازية، وتنظيم لقاءات مهمة له مع جميع المسؤولين الكبار، تم إنهاء الزيارة بسلسلة من الإهانات، تحولت إلى أزمة دبلوماسية خفيفة. فرفضت أجهزة الأمن في مطار موسكو التعامل مع بيريس كشخصية رسمية مهمة، وأصرت على أن يقف بنفسه أمام موظفي المطار لختم جواز السفر، ومنعته من البقاء في استراحة الضيوف المهمين حتى انتهاء الإجراءات، وفرضت عليه الصعود إلى الطائرة قبل مرافقيه والانتظار داخل الطائرة مع بقية المسافرين العاديين طيلة ساعة كاملة إلى حين تنتهي الإجراءات مع المرافقين. وكانت سلطات المطار قد اعترضت على أن يؤخذ بيريس بسيارة مصفحة من السفارة الإسرائيلية في موسكو حتى الطائرة، وطلبت منه المشي على القدمين من مبنى المطار وحتى مربض الطائرة، وفقط بعد إصرار السفارة على نقله إلى الطائرة غير الروس رأيهم.

وكانت إسرائيل قد احتجت لدى روسيا على لقاء الرئيس ديمتري ميدفيديف برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في دمشق، قائلة إنه «زعيم حركة إرهاب مثل منظمة الشيشان التي تنفذ عمليات إرهاب في روسيا». وأعربت إسرائيل عن غضبها إزاء تصريحات ميدفيديف في أنقرة حول ضرورة ضم حماس إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل وإعادة الوحدة في القيادة الفلسطينية بينها وبين فتح.

وزاد من الغضب الإسرائيلي خروج الناطق بلسان الخارجية الروسية، أندريه نسترينكو، بتصريح يؤكد فيه مجددا على صحة الموقف الروسي، وقوله أمس إن حماس ليست حركة وهمية إنما تحظى بتأييد قطاع واسع من الشعب الفلسطيني، وروسيا ترى أهمية بالغة في وحدة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. وأضاف أن روسيا ليست وحدها في التعاطي مع حماس، إنما جميع دول الرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) تقيم علاقات معينة مع حماس «لكنها لأسبابها الخاصة لا تعترف بذلك علنا».

وهناك موضوع آخر يتسبب في خلافات بين البلدين يتعلق بمشكلة بين شركات الطيران فيهما. ففي مطلع الأسبوع، أعاقت سلطات المطار في سان بطرسبرغ وفدا سياحيا إسرائيليا كبيرا بدعوى أنهم لا يحملون تأشيرات دخول، علما بأن تأشيرات الدخول ملغاة بين البلدين. وتم تأخير الوفد ثماني ساعات. وردت إسرائيل بالعملة نفسها وقامت بتأخير سياح روس في إسرائيل لمدة عشر ساعات.