متحدث الداخلية السعودية لـ «الشرق الأوسط»: شخص يحمل اسما مقاربا غادر البلاد منذ 6 سنوات

بغداد تعلن اعتقال ضابط سعودي سابق.. والرياض تريد التحقق من هويته

السعودي عبد الله القحطاني والجزائري طارق عبد القادر كما عرضت صورتيهما السلطات العراقية أمس (أ.ب)
TT

بعد إعلان أجهزة الأمن العراقية إلقاء القبض على سعودي يشغل منصبا قياديا في تنظيم القاعدة، قالت إنه ضابط عسكري سابق، قال متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تبحث عن مطلوب يشابه في صفاته إلى حد كبير الشخص الذي أعلن العراق أمس القبض عليه.

وقالت بغداد إن السعودي الذي ألقي القبض عليه، ويُدعى عبد الله عزام صالح مسفر القحطاني، كان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي خلال مونديال كأس العالم الذي سيقام في على أراضي جنوب أفريقيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ويأتي ذلك فيما لم يؤكد أو ينفِ اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، نبأ اعتقال القحطاني. وقال التركي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «يقتضي التحقق من هوية الشخص المشار إليه توفر أدلة مادية، خصوصا أن المعلومات المعلنة عنه تؤكد أنه سبق أن انتحل شخصية أخرى».

وأشار متحدث الداخلية في تصريحاته، إلى أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن السعودية «تشير إلى مغادرة مواطن سعودي يحمل اسما مقاربا إلى خارج المملكة في إجازة عرضية خلال شهر شوال سنة 1425 (2004) ولم تسجل له عودة حتى الآن».

هذا، وتوعدت السلطات العراقية القيادة الجديدة التي أعلنتها دولة العراق الإسلامية بأن تجعل فترة ولايتها «قصيرة جدا» مقارنة بفترة زعيمها السابق أبو عمر البغدادي ووزيره أبو أيوب المصري.

وأعلن اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد في مؤتمر صحافي اعتقال اثنين من كبار قادة دولة العراق الإسلامية أحدهما جزائري والآخر سعودي. وقال اللواء عطا إن «الخلية الاستخباراتية المشكلة لمطاردة عناصر التنظيم تعهدت بأن تجعل فترة حكم أبو بكر البغدادي والقادة الآخرين قصيرة مقارنة بفترة أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري».

وكانت دولة العراق الإسلامية أعلنت الأحد تسمية أبو بكر البغدادي أميرا جديدا لها خلفا لأميرها أبو عمر البغدادي الذي قضى بغارة الشهر الماضي في منطقة الثرثار الصحراوية شمال بغداد. وأكد عطا أن «الاستراتيجية الجديدة لـ(القاعدة) هي تغيير المسميات والاعتماد على الإرهابيين من القادة العرب أكثر من ضعاف النفوس الذين ارتموا في أحضانهم». وأضاف أن «المعلومات التي لدينا تؤكد أنهم يعيشون حالة من الارتباك بعد قتل قادهم وبسبب العجز المالي»، لكنه أقر أنه «لا تزال لديهم بعض الخلايا شبه الفعالة». وقال عطا إن «الخلية الاستخباراتية لديها كمّ هائل من المعلومات حول تحركات التنظيم تم الحصول عليها من والي بغداد مناف الراوي الذي اعتُقل منتصف مارس (آذار) الماضي».

وأضاف في إشارة إلى القيادة الجديدة: «سيقعون واحدا تلو الآخر في يد القوات الأمنية ولدينا معلومات عن شخصياتهم الحقيقة». وعرض عطا في مؤتمر صحافي صورا لاثنين قال إنهما من كبار قادة تنظيم القاعدة أحدهما سعودي والآخر جزائري، اعتُقلا ضمن عمليات «وثبة الأسد» التي تستهدف الخط الأول والثاني لقادة «دولة العراق الإسلامية».

وقال إن الأول يُدعى عبد الله عزام صالح مسفر القحطاني ولقبه «سنان السعودي» (31 عاما) وهو خريج كلية الإدارة والتخطيط وخريج كلية الملك فهد الأمنية.

وأوضح: «كان القحطاني برتبة ملازم في السعودية ودخل إلى العراق عام 2004 ومنصبه الحالي المسؤول الأمني لتنظيم القاعدة في بغداد». وأكد عطا أن «الإرهابي خطط لعمل إرهابي في جنوب أفريقيا في أثناء كأس العالم بالتنسيق مع الإرهابي أيمن الظواهري استنادا إلى خطط مركزية صادرة عن تنظيم القاعدة».

وأكد أن سنان السعودي باشر عمله الإرهابي في القائم وحصيبة (غربي العراق) عام 2005 واشترك في عام 2009 في سرقة محلات لبيع المصوغات الذهبية، واشترك في العمليات الإرهابية التي استهدفت فنادق بغداد وكذلك الهجوم على مقر الأدلة الجنائية، كما خطط للاعتداءات على المراقد الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف».

وأكد أنه «كان يخطط مع والي بغداد مناف الراوي لتفجير مناطق منتخبة في الكرخ والرصافة بهدف إثارة الفتنة الطائفية».

أما الثاني فجزائري الجنسية يُدعى طارق حسان عبد القادر ولقبه أبو ياسين الجزائري. هو من مواليد 1976، دخل العراق في عام 2005 ويشغل منصب المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في الكرخ (الضفة الغربية لنهر دجلة).

وقال عطا: «قبل دخوله إلى العراق كان في حلب وانتقل إلى منطقة البو كمال ودخل إلى معسكر تدريبي في منطقة الكرابلة القريبة من الحدود العراقية السورية». وأضاف: «كان الجزائري مكلف باستطلاع وزارة الخارجية التي تعرضت في أغسطس (آب) العام الماضي إلى تفجير أسفر عن مقتل المئات».

وأكد أنه «اشترك في الكثير من عمليات السطو على محلات صاغة وشركات الصرافة وتولى مسؤولية السرقات في تنظيم القاعدة في بغداد». وأضاف أن «تنظيم القاعدة يعيش عجزا ماليا كبيرا وهم يلجأون إلى الحصول على المال بواسطة السرقة». وقال عطا إن «الإرهابيين كانا معتقلين لدى القوات الأميركية بأسماء مزورة»، مضيفا أن «الكثيرين من الإرهابيين استخدموا أسماء مستعارة بهدف تضليل القوات الأمنية». واعتبر عطا أن استخدام القيادة الجديدة لتنظيم القاعدة أسماء ترمز إلى الصحابة هو «محاولة للتأثير نفسيا على المواطنين».