تنصيب سلفا كير أمام مقبرة قرنق بحضور رؤساء ومسؤولين كبار من دول الجوار

قال إن دعوة البشير للعمل من أجل الوحدة جاءت متأخرة.. والحرب الآن من أجل السلام

سلفا كير (الثاني من اليسار) وإلى يمينه رئيس أوغندا ويساره نائب الرئيس السوداني خلال مشاركتهم في حفل تنصيب رئيس حكومة الجنوب في جوبا أمس (أ.ب)
TT

اعتبر رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت أن وحدة السودان باتت على محك، في أول خطاب له بعد تنصيبه كأول رئيس منتخب لحكومة جنوب السودان، أمام مقبرة مؤسس وزعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق في رمزية اعتبرها المراقبون تمسك الحركة بمبادئ قرنق وهي الوحدة في إطار سودان جديد.

وحمل كير، وهو النائب الأول لرئيس الجمهورية، شريكه في الحكم المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير مسؤولية التراخي لجعل الوحدة جاذبة للجنوبيين طوال فترة السنوات الخمس من عمر اتفاقية السلام التي تم توقيعها في يناير (كانون الثاني) 2005، مشيرا إلى أن «الوطني» وضع العراقيل، لكنه دعا حزب البشير إلى بذل الجهود في الفترة المتبقية من عمر اتفاقية السلام لجعل الوحدة خيارا جاذبا، مؤكدا أن ترسيم الحدود سيتم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مناشدا الجنوبيين أن يكونوا صفا واحدا للدخول في عملية الاستفتاء على تقرير المصير مطلع العام القادم.

وتم تنصيب سلفا كير رئيسا لحكومة الجنوب المتمتعة بحكم شبه ذاتي، وذلك بعد إعلانه فائزا الشهر الماضي في أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ نحو ربع قرن. وأدى سلفا كير اليمين كأول رئيس منتخب لمنطقة جنوب السودان وذلك خلال حفل أقيم في جوبا التي تعد عاصمة جنوب السودان، على حسب ما أورد التلفزيون السوداني العام. وحضر مراسم الاحتفال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس الكيني كولونزو موسيكا، الرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي، الوسيط الكيني الذي توسط للسلام في السودان الجنرال لازوراس سيمبويو، وممثلون عن إريتريا، وإثيوبيا، ومصر والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وقال كير إن اتفاقية السلام التي مضى عليها خمس سنوات تمر بمحك حول وحدة السودان من خلال الاستفتاء على حق تقرير المصير في مطلع العام القادم، وأضاف أن الحركة الشعبية التي يترأسها ظلت منذ تأسيسها عام 1983 تنادي بوحدة السودان على أسس جديدة تتحقق فيها العدالة والحرية والمساواة، مشيرا إلى أن الحركة عقدت تحالفات تكتيكية واستراتيجية مع أطراف مختلفة لتحقيق هذا الهدف لأجل وحدة السودان.

وتابع «عندما وقعنا اتفاقية السلام مع المؤتمر الوطني كان جعل خيار الوحدة جاذبا في المقدمة وظللنا نحن في الحركة نعمل لذلك.. لكن شريكنا المؤتمر الوطني الذي كان يفترض أن يعمل معنا على تحقيق هذا الشعار تقاعس ووضع العراقيل ولم يجعل الوحدة خيارا جاذبا». غير أنه رحب بقرار المؤتمر الوطني في العمل خلال الفترة المتبقية من عمر الاتفاقية لخيار الوحدة، وتعهد بدعم تلك الخطوة، لكنه عاد وقال «نقول لهم إنكم جئتم متأخرين»، داعيا إلى توفير المزيد من المساعدات الدولية لضمان الأمن والمصداقية في هذا الاستفتاء.

وشدد كير في خطابه الذي استمر لساعة وربع على تفعيل لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.

وقال «يجب أن تنتهي لجنة ترسيم الحدود من عملها خلال الثلاثة أشهر المقبلة»، وأضاف أنه لولا اتفاقية السلام مع الشمال لما كان السودان يتمتع بالسلام ولم يكن ليحصل الجنوبيون على حق تقرير المصير». وتابع «لذلك نحن نقف بقوة لتنفيذ ما تبقى من بنودها المتمثلة في ترسيم الحدود، وتشكيل مفوضية الاستفتاء للجنوب وأبيي وإجراء المشورة الشعبية لجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان»، وقال إن قضايا رئيسية مثل ترسيم الحدود وكيفية توزيع الثروة النفطية لم يبت بشأنها حتى الآن، وإن الولايات المتحدة لن تستطيع إصلاح تلك الأمور بمفردها.

مجددا موقف حركته بأن لا عودة إلى الحرب مرة أخرى وضرورة المحافظة على السلام وإجراء المصالحات للوصول إلى تاريخ إجراء الاستفتاء على تقرير المصير، متعهدا بتشكيل آلية لفض النزاعات في الجنوب، وقال «نحن نحارب الآن حرب السلام والتنمية والاستقرار»، وقال إنه سيعمل للحفاظ على مكتسبات السلام التي تحققت في الفترة الماضية.