«القاعدة» وصلت إلى القلب الأميركي

اعتقال عوزاني الأميركي المغربي يثير فزعا في ولايات الغرب

TT

لأن اعترافات خالد عوزاني، الأميركي المغربي في كنساس سيتي في ولاية ميسوري، بتهمة الإرهاب وإرسال 24 ألف دولار إلى أسامة بن لادن، هي أول حادث رئيسي من نوعه في ولايات الغرب الوسط، أو ما تسمى «هارتلاند» (قلب أميركا)، أثارت اتهامات بأن تنظيم القاعدة وصل إلى «قلب أميركا».

وحذرت صحيفة «كانساس سيتي ستار» أمس الحكومة الأميركية من أن تنظيم القاعدة «يعمل في بلادنا بطرق لا نعرفها جيدا. لا يعمل كما تعمل تنظيمات وعصابات إجرامية أخرى، ولكن أيضا كما تعمل تنظيمات خيرية لجمع التبرعات في الولايات المتحدة وإرسالها إلى أسامة بن لادن». وأضافت: «يجب أن نتعلم درسا واضحا من اعترافات خالد عوزاني، الأميركي المغربي. وهو أن لتنظيم القاعدة مؤيدين حتى في قلب الولايات المتحدة، حتى في وسط الغرب الأميركي. لهذا، لا بد أن نكون حذرين».

وقالت بيث فيليبز، المدعية الفيدرالية التي قدمت أول من أمس عوزاني إلى المحكمة في كنساس سيتي، إنه اعتقل قبل أن يحول نشاطاته من تبرعات للإرهابيين إلى أعمال إرهابية.

ودار نقاش على صفحات الجرائد حول فشل الشرطة ورجال الأمن في اكتشاف «رجل عاش وسطنا كل هذه السنوات، وأدى قَسَم الولاء للولايات المتحدة، ولم نكن نعرف أنه يرسل تبرعات إلى أسامة بن لادن»، كما كتب قارئ.

وكتبت قارئة تعليقا على صورة لمكان بيع قطع غيار السيارات الذي كان يملكه عوزاني، وقالت: «كان الرجل يختفي في المنطقة الصناعية، بعيدا عن الأنظار، بينما هو علي صلة وثيقة بتنظيم القاعدة».

أول من أمس، اعترف عوزاني بأنه اشترك في مشروع لتقديم مساعدات إلى تنظيم القاعدة، وأنه أرسل للتنظيم 24 ألف دولار خلال سنتي 2007 و2008. وكان عوزاني في سنة 2006 حصل على الجنسية الأميركية، وكان يملك محلا لبيع قطع غيار السيارات والسيارات المستعملة.

وقالت بيث فيليبز، المدعية العامة التي قدمت الاتهامات، إن عوزاني تحدث مع آخرين لمساعدة «القاعدة»، وللذهاب للاشتراك في الحرب ضد قوات حلف الناتو هناك، وأيضا إلى العراق والصومال. لكنها رفضت الإجابة على أسئلة صحافيين إذا كان آخرون اعتقلوا أو حقق معهم ولهم صلة بعوزاني. وأول من أمس قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن عوزاني اعترف أيضا بأنه أدى قَسَم الولاء لتنظيم القاعدة، وأنه اعترف بإرسال أموال إلى «القاعدة» مقابل عدم توجيه أي تهمة له بالتخطيط لعمل إرهابي داخل الولايات المتحدة، وأنه حصل على قرض قرابة مائتي ألف دولار لشراء شقة في الإمارات، ثم باع الشقة وأرسل الربح إلى «القاعدة».

وقدمت بيث فيليبز خريطة فيها الولايات المتحدة ودول الخليج وأفغانستان وباكستان، وفيها أسهم تشير إلى نقل أموال من الولايات المتحدة إلى الإمارات، ثم إلى أفغانستان وباكستان.

يواجه عوزاني عقوبة بالسجن قد تصل إلى 65 سنة، وغرامة قد تصل إلى مليون دولار.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إنه، خلال سنة واحدة فقط، اتهم 25 مواطنا أميركيا بالاشتراك في خطط أو عمليات إرهابية، وإن أغلبية هؤلاء كانوا أجانب ثم تجنسوا بالجنسية الأميركية. غير أن حادث عوزاني، في قلب الغرب الأميركي، هو الأول من نوعه، لأن أغلبية الاعتقالات السابقة كانت في ولايات الساحلين الشرقي والغربي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عوازاني جاء إلى الولايات المتحدة أول مرة سنة 1999، من المغرب للدراسة. وأنه انتقل إلى كنساس سيتي سنة 2004. وفي نفس السنة نال الإقامة الدائمة (غرين كارد). وفي سنة 2006، نال الجنسية الأميركية. وكان متزوجا، ثم طلق زوجته، وتزوج امرأة أخرى.

وأمس، أجرى تلفزيون «كي سي تي في» في كنساس سيتي مقابلات مع أشخاص يعرفونه قالوا إنهم يعرفون أنه أدى، قبل أربع سنوات، قسم الولاء للولايات المتحدة، لكنهم لم يكونوا يعرفون أنه «أيضا، أدى قسم الولاء لأسامة بن لادن».

وقال مايك واتلاند، صاحب محل للحلاقة وكان عوازاني من زبائنه: «أمس، شاهدت الخبر في التلفزيون، ولم أصدق. عندما كنت أحلق شعره، لم يقل قط شيئا مجنونا. كان عاديا».

وأضاف: «يأتي كثير من الأجانب إلى الولايات المتحدة، ويأخذون قروضا من البنوك، ربما لشراء منزل أو لبداية عمل تجاري. لكن، يبدو أن بعض هذه القروض تذهب إلى أسامة بن لادن». وحسب معلومات «كانساس سيت ستار»، كان عوازاني تورط في مشكلة تزوير أوراق زواج. كان طلق زوجته المغربية، وتزوج أميركية مغربية، فدوى العويراسي، التي حصلت على الجنسية الأميركية بعد أن تزوجت مواطنا أميركيا من أصل مغربي. غير أن شرطة الهجرة والجوازات حصلت على وثائق أكدت بأن الزواج كان مزورا. وأيضا حصلت على معلومات بأن زواج والديها من مواطنين أميركيين كان مزورا.