«انتفاضة سفن» لرفع الحصار عن غزة

انطلاق 9 سفن تقل 600 شخص من 40 دولة.. بينهم 50 شخصية برلمانية

TT

شرعت تسع سفن أيرلندية ويونانية وتركية وماليزية في التحرك صوب قطاع غزة، لخرق الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على القطاع، لـ«الشرق الأوسط»، إن السفن التي انطلقت أمس ستلتقي في الخامس والعشرين من الشهر الحالي قبالة المياه الإقليمية القبرصية، لتنطلق يوم الخميس المقبل صوب مدينة غزة. ونوه الخضري بأن الحديث يدور عن انتفاضة سفن حقيقية بدأت لخرق الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيرا إلى أن 600 شخص من 40 دولة سيصلون غزة على هذه السفن، مشيرا إلى وجود 50 شخصية نائب أوروبي بين الأشخاص الذين سيصلون القطاع. وشدد الخضري على أن أهم تطور في هذه الانتفاضة يتمثل في المشاركة العربية والإسلامية فيها، مشيرا إلى مشاركة كل من الجزائر وماليزيا بسفينة لكل منهما في الأسطول المتجه لغزة، بالإضافة إلى مشاركة شخصيات من الكويت والأردن والمغرب العربي. وشدد على أن هذه التطور يعكس اتساع التحالف الدولي الهادف لاختراق الحصار الإسرائيلي على القطاع، مشيرا إلى أن الرسالة التي ستحملها انتفاضة السفن واضحة وجلية، وهي أنه من حق غزة أن تتمتع بوجود ممر مائي إلى جانب حقها في إعادة الإعمار. وقلل الخضري من قيمة التهديدات الإسرائيلي بالتعرض للأسطول المتجه إلى غزة، قائلا إن هناك مؤشرات على حدوث تراجع عن الموقف الإسرائيلي، منوها بأنه في البداية هددت إسرائيل بقصف الأسطول، وبعد ذلك اتجهت للعمل الدبلوماسي، حيث التقت بممثلي الدول المشاركة في الانتفاضة، وأخيرا استعانت ببعض الجمعيات الإسرائيلية الشعبية التي أعلنت أنها ستعترض هذا الأسطول لتمنعه من الوصول إلى غزة.

وشدد الخضري على أن أفضل خطوة يمكن أن تقدم عليها إسرائيل وتخدم مصلحتها هي السماح للأسطول بدخول غزة، مشددا على أن إسرائيل تخاطر بمواجهة غير محسوبة العواقب مع عدد كبير من الدول. وأشار إلى أن غزة ستستقبل الأسطول بـ100 قارب في عرض البحر للتعبير عن الشكر للوفود التي شاركت في هذه الانتفاضة. ويحمل أسطول السفن مساعدات ومواد إغاثية ومواد بناء وأدوية، إضافة إلى عشرات من النواب الأوروبيين والشخصيات الدولية المؤثرة والحقوقيين، من بينهم النائب السابق في مجلس الشيوخ الإيطالي فرناندو روسي، ورئيسة حزب المصلحة العامة في إيطاليا مونا ببيتي.

وقال عضو الحملة الأوروبية لكسر الحصار المنظمة للرحلة رامي عبده إنه تم إطلاق الرقم 8000 على إحدى السفن للإشارة إلى عدد الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال. وتحمل سفن الأسطول أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009. ويحمل الأسطول معه 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين، مع العلم بأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة خلفت نحو 600 معاق بغزة. ويضم الأسطول جهاز بث فضائي مباشر لأول مرة في مثل هذه الرحلات، ليقوم ببث تطورات رحلته أولا بأول. وكانت محافل رسمية إسرائيلية رسمية قد أكدت أن تل أبيب ستعمل على منع وصول السفن التي تخطط منظمات تركية لإرسالها إلى شواطئ قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن هذه المحافل قولها إن الحكومة الإسرائيلية تفكر جديا في منع وصول هذه السفن إلى قطاع غزة، كونها برعاية من منظمات تركية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، التي سبق أن أعلنت إسرائيل أنها «تنظيم خارج عن القانون وإرهابي». وحذرت المحافل من أن حماس تحاول من خلال هذه التظاهرة كسر الحصار.

يذكر أن إسرائيل اعترضت قبل عام سفينة لبنانية كانت متجهة من ميناء لارنكا القبرصي إلى غزة، واحتجزتها في ميناء أسدود، وقامت بالتحقيق مع عدد من الذين كانوا على ظهرها، قبل أن تطلق سراحهم، كما منعت سفن خفر السواحل الإسرائيلية سفينة ليبية كانت متجهة إلى غزة وأجبرتها على تفريغ حمولتها في ميناء العريش المصري. ويذكر أن إسرائيل تفرض حصارا خانقا على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حيث أغلقت تل أبيب جميع المعابر الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، والتي كان يتم عبرها نقل البضائع إلى قطاع غزة، وهو ما أصاب مناحي الحياة في القطاع بالشلل. وأدى الحصار إلى ازدهار تجارة الأنفاق التي يتم حفرها بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، حيث يتم تهريب البضائع من مصر إلى غزة.