الصومال: معارك متواصلة في مقديشو ووزير الدفاع يتهم رئيس الحكومة بقطع الإمدادات

قوات الشباب تستولي على مقري السفارتين السعودية والإيطالية.. وبدء أول محاكمة أوروبية لقراصنة في روتردام غدا

جنديان صوماليان في أحد المواقع في مقديشو بعد أن تعرض المجمع الرئاسي لهجوم من قبل ميبليشيات متمردة أمس (أ ب)
TT

لليوم الثاني على التوالي شهدت العاصمة الصومالية مقديشو أمس معارك عنيفة بين قوات الحكومة الصومالية التي تدعمها قوات الاتحاد الأفريقي، ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة.

وقد جرت المعارك الأخيرة في أحياء شبس، وبونطيري (بشمال شرقي مقديشو)، وهودون وهولول وداغ (وسط مقديشو). وحسب مصادر طبية، فقد أسفرت المعارك الأخيرة التي كانت مستمرة منذ 3 أيام، عن سقوط العشرات من القتلى ونحو 130 آخرين من الجرحى، وإلى جانب المواجهات المباشرة بين الطرفين قصفت قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الحكومة الصومالية عدة مواقع بشمال العاصمة تعتقد أنها معاقل المسلحين الإسلاميين.

وسقطت بعض القذائف في مناطق سكنية بعيدة عن ميدان القتال مما أدى إلى مصرع مدنيين، ومن بين المناطق التي تعرضت للقصف المدفعي سوق البكارو، أكبر أسواق العاصمة. كما أدت هذه المعارك الأخيرة إلى توقف شبه كلي للحركة في العاصمة، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها في بعض الأسواق بشمال شرقي مقديشو، كما توقفت الحركة في شارع «دبكا» الذي يربط الأجزاء الجنوبية للعاصمة بالأجزاء الأخرى. وقد حقق مقاتلو حركة الشباب تقدما نسبيا خلال المعارك الأخيرة، وسيطروا على مواقع كانت تتمركز فيها القوات الحكومية، خاصة في أحياء «بونطيري» و«شبس» بشمال شرقي مقديشو التي كانت أحد محاور القتال في الأشهر الأخيرة. وقال الشيخ علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب في مؤتمر صحافي «إن مقاتليه حققوا تقدما كبيرا في معارك الجمعة والسبت وسيطروا على مناطق عدة بشمال شرقي مقديشو، من بينها مقر وزارة الداخلية سابقا، ومقر السفارة الإيطالية وكذلك مقر السفارة السعودية». ودعا مقاتلي الحركة إلى مواصلة زحفهم باتجاه قواعد قوات الاتحاد الأفريقي والقصر الرئاسي.

وبعد تقدم المقاتلين الإسلاميين باتجاه القصر الرئاسي (فيلا صوماليا) مساء السبت، انضمت قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام إلى القتال، وقد شوهدت الدبابات والآليات العسكرية الأخرى التابعة لهذه القوات تتحرك من قواعدها، وقد استخدمت المدفعية الثقيلة لضرب مواقع المقاتلين الإسلاميين. وقال المتحدث باسم هذه القوة الأفريقية الميجور بريجي باهوكو «هناك خطوط حمراء لا يمكن للمسلحين الإسلاميين الاقتراب منها، وفي حال اقترابهم منها فإن ذلك يعني خطرا ضدنا، وتتحرك قواتنا مباشرة». من جهته قال الجنرال «علي عرايي» قائد القوات البرية الصومالية، إن القوات الحكومية تمكنت من استعادة بعض المناطق بشمال العاصمة، بالتعاون مع قوات الاتحاد الأفريقي، وإنها تلاحق فلول المقاتلين الإسلاميين في أحياء أخرى، وأقر القائد العسكري بوقوع خسائر في صفوف القوات الحكومية لكنه لم يفصح عن أرقام محددة.

في هذا الصدد اعترف وزير الدفاع الصومالي يوسف محمد سياد بخسارة القوات الحكومية لعدد من مواقعها، وحمل سياد رئيس الوزراء عمر شارمارك مسؤولية ذلك، وقال في مؤتمر صحافي عقده بمكتبه «إن رئيس الوزراء عمر شارمارك منع تزويد القوات الحكومية بالأسلحة والذخيرة، وكذلك جميع الاحتياجات الأخرى الضرورية لخوض حرب ضد المسلحين المعارضين»، وأضاف «في هذه الحالة يضطر الجنود إلى الانسحاب لأن المعركة غير متكافئة ومحسومة لصالح حركة الشباب والحزب الإسلامي». وأكد يوسف سياد وقوع كميات كبيرة من الأسلحة الخاصة بالقوات الحكومية وقعت في أيدي الفصائل المعارضة، لكنه لم يخض في تفاصيل إضافية، ولمح فقط إلى تورط مسؤولين كبار في الحكومة الصومالية في وصول آلاف من بنادق الكلاشنيكوف إلى أيدي المقاتلين الإسلاميين المعارضين. وبدأ سكان الأحياء التي تشهد المعارك الدموية، موجة من النزوح الجماعي والفرار من منازلهم خوفا من اشتداد المعارك.

من جهة أخرى، كشف مسؤول الشؤون الخارجية للحزب الإسلامي المعارض الشيخ محمد معلم (المتحدث باسم الحزب سابقا) عن سعي الحزب الإسلامي لعقد مؤتمر مصالحة جديد داخل البلاد تشارك فيه ما وصفها بالقوى الوطنية من رجال الدين والتجار والمثقفين والأعيان، على حد قوله. وذكر معلم الذي عقد مؤتمرا صحافيا في مقديشو أن حزبه يوجه الدعوة لأهل الحل والعقد من الصوماليين ليشاركوا في ذلك المؤتمر الذي يسعى الحزب لتحضيره ليقرروا مصير الشعب الصومالي.

إلى ذلك تبدأ غدا الثلاثاء في روتردام (غرب هولندا) أول محاكمة أوروبية لصوماليين متهمين بالقرصنة أوقفوا في خليج عدن في 2 يناير (كانون الثاني) 2009 أثناء مهاجمتهم سفينة شحن تابعة لجزر الانتيل الهولندية. وتتراوح أعمار المتهمين بين 25 و45 عاما. وهم يواجهون أحكاما بالسجن قد تصل إلى 12 عاما بعد أن اعترضت سفينة حربية دنماركية زورقهم السريع أثناء مهاجمتهم سفينة الشحن التركية «سمنيولو» وهم مزودون بأسلحة.