قمة أمنية آسيوية في اسطنبول غدا تضم نجاد والأسد وعباس.. وسط تداعيات الهجوم الإسرائيلي

إسرائيل توفد مندوبا من قنصليتها لتفادي تعرض شخصية «أكبر» للغضب

TT

من المقرر أن تستضيف تركيا غدا زعماء آسيويين، بينهم روسيا وإيران فضلا عن دول عربية، لحضور قمة أمنية لدول أوروبا وآسيا، كما يشارك في المؤتمر ممثل عن إسرائيل في الوقت الذي تموج فيه أنقرة بالغضب جراء الهجوم الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية إلى غزة ومقتل تسعة من نشطائها، أغلبهم من الأتراك. وتضم قائمة المدعوين إلى حضور قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، التي تعقد في اسطنبول، عددا كبيرا من الزعماء من نقاط ساخنة بالعالم مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشبه الجزيرة الكورية.

وإسرائيل واحدة من 20 عضوا بالمنتدى، لكن مسؤولا بالسفارة قال أمس إن السفارة قررت إيفاد دبلوماسي من قنصليتها بدلا من تعريض شخصية أبرز للغضب التركي.

ومن المتوقع أن تزيد تركيا الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار الذي تفرضه منذ أربع سنوات على 1.5 مليون فلسطيني في غزة خلال مؤتمر يعقد اليوم قبل القمة المقررة غدا.

ويستمر الزخم السياسي الأربعاء حين يجتمع وزراء الخارجية العرب في اسطنبول لحضور منتدى التعاون التركي - العربي.

وسعت تركيا، الدولة المسلمة الوحيدة التي تتمتع بعضوية حلف شمال الأطلسي، إلى تحسين مكانتها الدولية في الأعوام الأخيرة. ويلعب موقعها بجوار دول تطل على الخليج وبحر قزوين، حيث يوجد معظم نفط وغاز العالم، دورا استراتيجيا في منطقة معرضة لنشوب صراعات.

وبحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن تركيا تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأن تصبح قوة إقليمية لتتخلص من قيود دورها إبان الحرب الباردة كحليف للغرب. ويحذر البعض من أن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ذات الجذور الإسلامية، يمكن أن تذهب إلى حد أبعد مما ينبغي في محاولتها إقامة علاقات أقوى مع حكومات بالشرق الأوسط لا يثق فيها الغرب.

وفي حين يتطلع «مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا» إلى وضع أسس للأمن الجماعي للحد من خطر نشوب صراعات داخل المنطقة، هناك الكثير من الخصوم الأشداء لإسرائيل بين أعضائه.

والرئيسان الإيراني محمود أحمدي نجاد والفلسطيني محمود عباس من بين ثمانية رؤساء يشاركون في القمة. وعلى الرغم من أن سورية ليست عضوا، فإن رئيسها بشار الأسد سيحضر كضيف. كما يشارك نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ممثلا عن العراق في القمة. ومن المتوقع أن يركز جانب كبير من المناقشات على إسرائيل والحصار، الذي تقول إنه ضروري لمنع سقوط الأسلحة في أيدي مقاتلي حماس في غزة. لكن ستطرح موضوعات أخرى من بينها أفغانستان.

وقال أونال جيفيكوز، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس أن «أفغانستان وغزة اختباران متساويان بالنسبة إلينا». ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي قبل القمة في لقاء ثلاثي تقوده تركيا لبناء الثقة بين جارتين بينهما تشكك عميق وتكافحان متشددي طالبان.

وقال جيفيكوز إنه لا يتوقع أن يركز الاجتماع كثيرا على البرنامج النووي الإيراني، رغم وجود مساع حثيثة لاستصدار قرار بمجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران.

ونجحت تركيا بمساعدة البرازيل في التوسط في اتفاق مع إيران الشهر الماضي لتبادل الوقود النووي، أملا تجنيب جارتها وشريكتها التجارية الكبيرة، التي تمدها بالغاز، العقوبات.

ومما لا شك فيه أنه سيكون هناك تركيز على أي حديث بين أحمدي نجاد ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بعد أن انتقد الرئيس الإيراني الكرملين بشدة لدعمه مشروع قرار العقوبات.

ويمثل داي بينغ غو، عضو مجلس الدولة ومسؤول السياسة الخارجية الرفيع، الصين، بينما توفد الهند وزير التجارة. وأنشأ رئيس قازاخستان، نور سلطان نزار باييف، مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا في أوائل التسعينات، واستضافت بلاده القمتين الوحيدتين السابقتين اللتين كانت أخراهما منذ أربعة أعوام.

وعلى صعيد آخر، قتل ثلاثة عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي المحظور في اشتباكات مع القوات التركية جنوب شرق البلاد، بحسب مصادر عسكرية تركية.