مصر: سحب المبادرة العربية للسلام كالتخلي عن إقامة الدولة الفلسطينية

أبو الغيط: من يرغب في العودة للمواجهة والصدام المسلح فليقل هذا تحديدا

TT

أعلنت مصر أمس رفضها سحب مبادرة السلام العربية، قائلة إن من يتحدث عن سحب هذه المبادرة فكأنه يتخلى عن الرغبة في إقامة الدولة الفلسطينية، وقالت إنها في انتظار قدوم حركة حماس للتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، رغم أن الحركة «لم تستجب للطرح المصري» حتى الآن.

وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، حول سحب مبادرة السلام العربية، قائلا: «إن المبادرة تتحدث عن الأرض مقابل السلام وتتحدث عن الدولة الفلسطينية وعن حل عادل لقضية اللاجئين»، موضحا أن من يتحدث عن سحب هذه المبادرة فكأنه يتخلى عن الرغبة في إقامة الدولة الفلسطينية.

وقال أبو الغيط إن مبادرة السلام «هي طرح عربي وتمثل رؤية العرب في اتجاه السلام، وإذا ما فكر العرب في سحب هذه المبادرة فكأنهم يمنحون إسرائيل طبقا من فضة». وأوضح أنه ليس بالضرورة أن تخاطب مبادرة السلام العربية إسرائيل لأنها انعكاس للرؤية العربية لكيفية تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط فإذا لم تتحقق شروطها فلن يتحقق السلام.

وأضاف: «لا أتصور أننا ندعو اليوم لسحب المبادرة، لأننا في هذه الحالة نخلق وضعا مضادا تماما للوضع العربي الحالي»، قائلا إن «المبادرة العربية للسلام موجودة الآن ونسعى لتحقيقها ونضيق الخناق من خلالها على الطرف الآخر لأنه لا يوجد بديل عن السعي من أجل المفاوضات لتحقيق السلام وإتاحة الفرصة للدولة الفلسطينية ومن يرغب في العودة إلى المواجهة والصدام المسلح فليقل هذا تحديدا».

وتابع وزير الخارجية المصري قائلا: «نحن نعمل على تضييق الخناق وندافع عن المصالح العربية وعن مصالح الفلسطينيين ونطالب بخطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وبحل عادل لقضية اللاجئين وأن القدس الشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية وهذه هي المواقف العربية التي تم ترجمتها إلى مبادرة السلام».

يشار إلى إن عدة مطالبات من جانب بعض الدول العربية بسحب المبادرة العربية للسلاح قد ظهرت على طاولة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد الأسبوع الماضي على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على أسطول قافلة الحرية الذي كان متجها بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وكان أبو الغيط يتحدث للتلفزيون المصري، أمس، وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت لدى مصر أي نيات لإعادة طرح ملف تحقيق المصالحة الفلسطينية في الوقت الحالي: «إن مصر طرحت هذا الأمر مرارا وتكرارا وما زالت تنتظر قدوم الإخوة في حماس لكي يوقعوا على الوثيقة المصرية، ولكي يطلقوا هذه المصالحة من خلال الآليات المتفق عليها، والجامعة العربية جزء من هذه الآليات».

من جانب آخر، وصف أبو الغيط تعرض سفينة المساعدات التركية التي كانت ضمن أسطول الحرية لعدوان إسرائيلي في المياه الدولية، بقوله إنه أمر «يجب أن تخجل منه إسرائيل لأنها سفينة مدنية وغير حربية وتحمل علم تركيا الدولة الصديقة لإسرائيل». وأضاف: «لا أتصور أن أحدا يرضى أن تهان سفينة في أعالي البحار وأن أفرادها يقتلون على ظهر السفينة» واصفا ذلك بأنه «إهانة لا يجب أن تمر هكذا».

واعتبر أبو الغيط في هذا الإطار أن التصرف الإسرائيلي الأخير ضد أسطول الحرية «حطم الثقة في إسرائيل وفى مناهجها وفى حقيقة الموقف الإسرائيلي».

وحول ما إذا كانت الاعتداءات الإسرائيلية على أسطول الحرية ستؤثر على المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أوضح أبو الغيط أنها لم تتوقف حتى الآن، لافتا إلى أنها «في الحقيقة ليست مفاوضات إسرائيلية فلسطينية وإنما اتصالات لكل طرف مع أميركا».

ورأى الوزير المصري أنه «إذا ما تحدث البعض عن إيقاف هذه الاتصالات فهو يمنع الفلسطينيين من تحقيق آمالهم من خلال العمل السياسي»، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة التصدي بأكبر قدر من الحزم والحسم لإسرائيل في مسائل الاستيطان والقدس الشرقية والسعي الإسرائيلي لطرد العرب من القدس الشرقية ومن الأراضي المحتلة قائلا: «لا يجب أن نتوقف عن ذلك ولا يجب أن نيأس وهؤلاء الذين يروجون لمناهج أخرى لا يرون حقيقة معدلات القوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

كما جدد أبو الغيط التأكيد على أهمية مناصرة الجانب العربي للفلسطينيين، وأن يقيموا هذا القدر من التوازن بين إسرائيل وفلسطين، معتبرا أن «أي دولة تسعى لمناصرة القضية الفلسطينية نرحب بها لأنها تساعد في إقامة التوازن، سواء كانت تركيا أو غيرها». ورفض أبو الغيط القول بأن هناك قلقا مصريا من مساعي تركيا لمساعدة الفلسطينيين أو العرب «بل، على العكس، مصر ترحب بهذا الجهد التركي وترحب بأي جهد آخر»، وذلك في ضوء تزايد الدور التركي في القضية الفلسطينية.