حرب أشرطة حول العالم النووي المختفي

طهران تستدعي السفير السويسري وتسلمه «وثائق» تثبت دور واشنطن

TT

عرض التلفزيون الحكومي الإيراني ليلة أول من أمس تسجيلا مصورا، ظهر فيه ما قال إنه عالم نووي مفقود يعلن أنه خُطف ونُقل إلي الولايات المتحدة حيث «تعرض للتعذيب». واختفى شهرام أميري - وهو باحث جامعي يعمل لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية – في أثناء أداء العمرة في السعودية قبل عام. وفي لقطات ظهر فيها وهو جالس خلف جهاز للكومبيوتر ويضع سماعات على أذنيه، قال أميري الذي كان يتحدث بالفارسية: «خطفت من المدينة المنورة. ونفت السعودية مرارا أي دور لها في اختفاء أميري، وقال مسؤولون إن الاتهامات الإيرانية لا أساس لها. غير أن أميري قال، في تسجيل مصور جديد نشر على موقع «يوتيوب» حسب رويترز، يقال إنه للباحث الإيراني، إنه يدرس بالفعل في الولايات المتحدة.

وقال: «أنا في أميركا وأنوي مواصلة تعليمي في هذا البلد. أنا حر هنا وأطمئن الجميع على سلامتي».

ولم يتناول مزاعم الخطف بشكل خاص، وإن قال إنه لم يتخذ أي تحرك ضد إيران.

ويبدو الرجل الذي ظهر في كلا التسجيلين مماثلا لصور أميري التي سبق أن عرضتها وسائل الإعلام الإيرانية رغم أن رويترز لم تتحقق بشكل مستقل منهما.

وقال التلفزيون الإيراني إن شريط الفيديو سرب إلى أعضاء في وكالة المخابرات الإيرانية، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن كيف حدث هذا، ويثير الفيديو الكثير من الأسئلة حول توقيته من ناحية وحول مصداقيته.

وقال الرجل إن اللقطات صورت في الخامس من أبريل (نيسان) في ولاية أريزونا الأميركية. ولم يقدم التلفزيون تفسيرا لإمكان إجراء مثل هذا التسجيل، وكيف وصلته اللقطات المصورة، أو لماذا صورت أساسا، ولمن؟ ولماذا تحدث أميري بالفارسية عن تعذيبه واختطافه إذا كان معتقلا لدى الأميركيين، وكيف سمح له الأميركيون بالظهور في شريط فيديو يدينهم.

وفي مارس (آزار) قالت شبكة «إيه بي سي نيوز» إن أميري فر إلي الولايات المتحدة، وأنه يساعد وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه». وامتنعت متحدثة باسم وكالة المخابرات المركزية عن التعقيب على تقرير الشبكة التلفزيونية الأميركية.

وقال أميري في التسجيل المصور: «أعطيت لي حقنة مخدرة. وعندما استعدت الوعي كنت قد أخذت إلى أميركا. وفي أثناء الأشهر الثمانية التي مضت عليَّ هنا في أميركا تعرضت لتعذيب قاس وضغط نفسي من مجموعات من المخابرات الأميركية». وأضاف أنه أجبر على المشاركة في مقابلة «مع مصدر إعلامي أميركي للزعم بأنني كنت شخصية مهمة في برنامج إيران النووي، وأنني سعيت للجوء في أميركا بمحض إرادتي».. وحث جماعات حقوق الإنسان على مساعدته في العودة إلى إيران.

وفي بادئ الأمر رفضت طهران الاعتراف بمشاركة أميري في برنامجها النووي، وبعد ثلاثة أشهر من اختفائه كشفت إيران عن وجود موقعها الثاني لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، وهو ما زاد التوتر بشأن الأنشطة الذرية للجمهورية الإيرانية.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) أمس، إن إيران استدعت السفير السويسري لدى طهران أمس، وسلمته وثائق تقول إنها تظهر أن أميري خطفته الولايات المتحدة، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، وترعى السفارة السويسرية المصالح الأميركية في طهران.

إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: «إن إيران لن تقترح على واشنطن الإفراج عن ثلاثة محتجزين أميركيين مقابل أميري».