حكومة نتنياهو تقر الأحد المقبل لجنة تحقيق وواشنطن تطلب تقارير حول مقتل أميركي

عنصر سابق بالمارينز كان على متن سفينة مرمرة: رواية إسرائيل كاذبة

TT

مع الإعلان الرسمي في إسرائيل، أمس، أن الحكومة ستقر في جلستها المقبلة يوم الأحد، تشكيل لجنة تحقيق قضائية في الاعتداء الأسبوع الماضي على أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، أبدى المقاتل السابق في قوات المارينز الأميركية، الذي كان على متن سفينة «مرمرة» استعداده للإدلاء بشهادته أمام اللجنة الإسرائيلية وأي لجنة تحقيق أخرى. وقال إنه معني بأن تتوصل إسرائيل إلى الحقيقة حتى تحاسب نفسها وتبدأ في إعادة النظر في سياستها الظالمة للفلسطينيين.

وأضاف الجندي في جيش الاحتياط الأميركي، كنيث أوكيف (41 عاما) أن الرواية الإسرائيلية لما جرى على السفينة كاذبة ومضللة، ولكنها إذا أقنعت الإسرائيليين فإنها لن تقنع أحدا جديا في العالم. وفند هذه الرواية، بقوله في حديث مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس: «أنا كنت من أوائل الركاب الذين واجهوا القوة الإسرائيلية المهاجمة. عندما نزل أول جندي إسرائيلي، كانت على الأرض الجثة الأولى. وعندما نزل الثاني كان على الأرض 3 جثث. ساعتئذ، هجمت عليهما وصادرت مسدسين كانا بحوزتهما وأفرغت الرصاص منهما ووضعتهما في جيبي حتى يكونا دليلا في المحكمة ضد العدوان الإسرائيلي».

ونفى أوكيف ما تقوله إسرائيل عن أنه متطرف إسلامي وأنه ينتمي إلى حركة حماس وأنه جاء في أسطول الحرية لكي يدرب فرقة كوماندوز تابعة لحماس من خلال خبرته كمظلي في قوات المارينز. وقال: «أنا لست متطرفا إسلاميا ولست مسلما، مع أنني متزوج من فلسطينية أميركية. أعتبر نفسي نشيط سلام. أقصى ما أتمناه هو أن أرى المسلمين والمسيحيين واليهود يعيشون معا بسلام وتآخ. منذ 18 سنة وأنا منقطع تماما عن الجيش والنشاط العسكري. مبدئي هو مبدأ الكفاح السلمي الذي وضعه المهاتا غاندي، والقائل إنه لا يجوز استخدام العنف إلا في الدفاع عن الوطن. وأنا متعاطف جدا مع الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط. وقلبي مع عائلته. ولكنني لا أتجاهل في الوقت نفسه أن مثل شاليط يوجد آلاف الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون إسرائيل. وأتفهم رفض حركة حماس إتاحة لقاء الصليب الأحمر مع شاليط، لأن إسرائيل ستهتدي بهذه الطريقة إلى مكانه وتسعى لتحريره بالطرق العسكرية. أنا أنتقد حماس على خرقها حقوق الإنسان الفلسطيني وعلى الكثير من مواقفها، ولكنني أرفض أن تعاقب إسرائيل أهالي قطاع غزة، وبينهم 800 ألف طفل، بجريرة حماس وأخطائها.

وكان مصدر رسمي قد أكد أن الحكومة الإسرائيلية ستقر في جلستها العادية، الأحد، تشكيل لجنة تحقيق قضائية للتحقيق في الاعتداء على أسطول الحرية. وخلال الأيام المقبلة تواصل الولايات المتحدة الحوار مع إسرائيل حول تشكيلة اللجنة وصلاحياتها. وكشفت مصادر سياسية في القدس عن أن الأميركيين رفضوا فكرة نتنياهو أن تكون اللجنة بلا صلاحيات للمحاسبة أو أن يقتصر تحقيقها على قضية الحصار على غزة والسيطرة على السفن في المياه الدولية، وأصرت على أن يشمل التحقيق أيضا الاعتداء نفسه وسبب قتل 9 ركاب وجرح 45. ولذلك، فإن اللجنة الوزارية السباعية التي تقود الحكومة الإسرائيلية في القضايا الاستراتيجية ستجتمع مرة رابعة لإعادة النظر في موقفها.

وذكر وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، أمس، أسماء بعض رجال القضاء الإسرائيليين الذين سيقترح عليهم أن يكونوا أعضاء في لجنة التحقيق المذكورة، وبينهم 3 وزراء قضاء سابقين، هم دانئيل فريدمان ويعقوب نئمان وأمنون روبنشتاين. وقال روبنشتاين، إن أحدا لم يتوجه إليه في الموضوع ولكنه لا يمانع أن يكون عضوا بشرط أن تعطى اللجنة صلاحيات كاملة للتحقيق كما تشاء وتوصي بمحاسبة المخطئين.

من جهة ثانية، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، عن تشكيل لجنة عسكرية داخلية للتحقيق في الأداء العسكري خلال الاعتداء، من أجل استخلاص النتائج. وسيرأس اللجنة اللواء غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، وتضم في عضويتها 3 جنرالات آخرين. وكشف النقاب أمس عن أن إسرائيل وافقت على طلب أميركي بإجراء تحقيق كامل وشامل حول مقتل مواطن تركي من أصل أميركي وإصابة مواطنين أميركيين اثنين باعتداءات إسرائيلية في الآونة الأخيرة، أحدهما من ركاب سفينة «مرمرة». فقد قتل الشاب فرقان دوغان (19 عاما) واشتكى مواطن أميركي آخر من الضرب المبرح على متن السفينة، بينما أصيبت ناشطة السلام الأميركية، إميلي هنشوبتش، وفقدت إحدى عينيها من جراء رصاصة إسرائيلية، خلال مظاهرة ضد ممارسات الاحتلال قرب حاجز قلنديا ما بين القدس ورام الله. وقدمت الولايات المتحدة احتجاجا رسميا لإسرائيل على هذه الإصابات، بواسطة نائب السفير الأميركي في تل أبيب، طالبا تقريرا مفصلا عن كل إصابة.