قرغيزستان: استمرار أعمال الشغب ومحصلة الضحايا 80 قتيلا.. وموسكو تبحث الوضع اليوم

الرئيس الروسي يقيل حليفا لبوتين من رئاسة الوكالة الفيدرالية لتوريدات الأسلحة

TT

أرسلت قرغيزستان قوات احتياط ومتطوعين إلى جنوبها المضطرب أمس بعد تبادل إطلاق النار لليلة الثالثة على التوالي ليصل عدد القتلى في البلاد إلى 80 قتيلا في أسوأ أعمال عنف طائفي خلال عقدين.

وفي نفس الوقت، نفى الرئيس السابق المنفي لقرغيزستان كرمان بك باقييف أمس ضلوعه في المواجهات. وقال باقييف في بيان إن التقارير عن ضلوعه ما هي إلا «أكاذيب دنيئة» وإن الحكومة المؤقتة التي حلت محله بعد انتفاضة في أبريل (نيسان) الماضي أثبتت أنها غير قادرة على إخماد الاضطرابات.

ومنحت الحكومة المؤقتة في قرغيزستان - الجمهورية السوفياتية السابقة التي توجد بها قاعدة عسكرية أميركية وأخرى روسية - قوات الأمن سلطة إطلاق النار بعد أعمال شغب أسفرت عن سقوط قتلى بين الأوزبك والقرغيز في مدينتي اوش وجلال آباد بجنوب البلاد. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها سترسل قوة من المتطوعين إلى الجنوب لأن الوضع في منطقتي اوش وجلال آباد معقلي الرئيس المخلوع كرمان بك باقييف لا يزال «معقدا ومتوترا».

وقال مراسل لرويترز إنه سمع دوي إطلاق نيران من حي يسكنه الأوزبك في اوش ثاني أكبر مدينة في قرغيزستان حيث أحرقت منازل ومنشآت تجارية لكن وتيرة إطلاق النيران تراجعت عما كانت عليه قبل 24 ساعة.

وأذكى تجدد الاضطرابات في قرغيزستان المخاوف في روسيا والولايات المتحدة والصين المجاورة. وتستخدم واشنطن قاعدة جوية في ماناس بشمال البلاد على بعد نحو 300 كيلومتر من اوش لإرسال إمدادات لقواتها في أفغانستان.

وهذه أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ الإطاحة بباقييف في أعمال شغب في أبريل. وكانت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اتونباييفا قد اتهمت أنصار باقييف الذي يعيش في روسيا البيضاء بإذكاء الصراع العرقي في القاعدة الجنوبية للرئيس السابق. وناشدت قرغيزستان روسيا أول من أمس أن تساعدها في إخماد أعمال الشغب التي تقول وزارة الصحة إنها أسفرت عن مقتل 80 شخصا منهم 72 في اوش وثمانية بجلال آباد وإصابة 1066.

وقالت روسيا إنها لن ترسل قوات لحفظ السلام وحدها لكنها ستبحث الوضع اليوم الاثنين من خلال تكتل أمني تقوده موسكو للجمهوريات السوفياتية السابقة يعرف باسم منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يتابع الوضع عن كثب وانه بحثه مع زعيمي أوزبكستان وكازاخستان اللتين تقعا على حدود قرغيزستان.

وقالت الولايات المتحدة إنها تؤيد «الجهود التي تنسقها الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتعزيز الأمن والنظام». وأضافت أنها حثت رعاياها في قرغيزستان على أن يبقوا على اتصال مع السفارة الأميركية.

وتعاني قرغيزستان التي حصلت على الاستقلال مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 من الاضطرابات منذ الإطاحة بباقييف في السابع من أبريل مما أجج المخاوف من اندلاع حرب أهلية.

وتتداخل قرغيزستان وأوزبكستان في وادي فرجانا. وفي حين يمثل الأوزبك 14.5 في المائة من سكان قرغيزستان فإن عددهم يكاد يكون مساويا لعدد القرغيز في منطقتي اوش وجلال آباد. وتم قطع الغاز عن اوش وانقطع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء. كما حذرت اوتونباييفا من أزمة إنسانية لأن إمدادات الغذاء في المناطق المحاصرة تنفد. وفر سكان اوش إلى الحدود القريبة مع أوزبكستان. وقالت تقارير إعلامية محلية إن ألف شخص على الأقل معظمهم من النساء والأطفال عبروا الحدود.

وعبرت وزارة خارجية أوزبكستان عن «قلق بالغ» بشأن الأحداث في أوش قائلة إن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن «مثل هذه الأحداث منظمة ومتعمدة وتهدف لإثارة الاستفزاز».

وقال الكرملين إن روسيا قدمت مساعدات إنسانية وأرسلت طائرة هليكوبتر على متنها أطباء لنقل بعض الجرحى. وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيرسل ممثله الخاص لوسط آسيا بيير موريل.

ومن جهة أخرى، قال الكرملين أمس، دون إبداء أسباب، إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أقال حليفا وثيقا لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين من منصب رئيس وكالة أسلحة حكومية. ووقع ميدفيديف الذي اتخذ خطوات لتأكيد استقلاليته عن بوتين في الأشهر الأخيرة أمرا لإقالة فيكتور تشيركيسوف من منصب رئيس الوكالة الفيدرالية لتوريدات الأسلحة. وكان تشيركيسوف نائبا لرئيس جهاز الأمن (اف اس بي) الذي حل محل جهاز المخابرات الروسي (كيه جي بي) في أواخر التسعينات حين كان بوتين رئيسا للجهاز. لكن في عام 2007 وبخ بوتين تشيركيسوف الذي كان آنذاك رئيس جهاز مكافحة المخدرات لكشفه عن خلاف مع جهاز الأمن (اف اس بي) في رسالة مفتوحة. وعين تشيركيسوف رئيسا للوكالة الفيدرالية لتوريدات الأسلحة في مايو (أيار) عام 2008.