الأميركي المسلم الممنوع من السفر لـ«الشرق الأوسط»: ذهبت إلى اليمن لإكمال نصف ديني

يحيى وحيلي: أقيم في جاردن سيتي منذ شهرين في فندق على حساب السفارة الأميركية

يحيى وحيلي يعرض جواز سفره الأميركي أمام عدسات وسائل الإعلام (أ.ب)
TT

قال الصومالي الأميركي يحيى وحيلي من القاهرة حيث منعته «المباحث الأميركية» من السفر إلى بلاده، لأن اسمه على قوائم الممنوعين من السفر على طائرات أميركية أو دخول الأجواء الأميركية، إنه علم بأن اسمه على قائمة الممنوعين من دخول بلاده يوم 5 مايو (أيار) الماضي لدى وصوله إلى القاهرة على طائرة الخطوط الجوية المصرية من العاصمة صنعاء، حيث أخبره المسؤولون في المطار بضرورة الاتصال بالسفارة الأميركية بالقاهرة، لأن اسمه على قائمة المحظورين. وقال وحيد وحيلي في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، إنه يعيش على الأمل يوميا في فندق بجاردن سيتي وأنه سيعود قريبا إلى حضن والدته وثلاثة من أشقائه وشقيقتيه، مشيرا إلى أن السفارة الأميركية هي التي تدفع تكاليف الفندق العريق بجاردن سيتي، رغم أنه ممنوع من دخول الأجواء الأميركية أو الاقتراب من أي طائرة أميركية، بزعم شبهة الإرهاب. وأوضح أنه «ذهب إلى اليمن للزواج من فتاة صومالية اسمها مريم، كان قد تحدث إليها عبر الهاتف عدة مرات، بناء على نصيحة أمه لاختيار شريكة حياته، التي كانت تحثه على الذهاب إلى اليمن لإكمال نصف دينه حيث يوجد عدد من أصدقاء العائلة». وأضاف: «في اليمن التحقت بمعهد تكساس لتعليم اللغة العربية، لعدة شهور قبل الانتقال إلى الجامعة اللبنانية العالمية في صنعاء لتعلم هندسة الكومبيوتر». وأكد أنه لم يوجه إليه أي اتهام ويعيش حرا طليقا في القاهرة، منذ شهرين، وأسرته ترسل له مبالغ مالية قليلة تكفي سد حاجته. وقد قامت السفارة الأميركية في مصر بسحب جواز سفر يحيى، ومنحته جواز سفر مخصصا فقط للسفر إلى أميركا، ثم أبلغوه أن اسمه مدرج على قائمة الممنوعين من السفر، وهو ما تعتبره منظمات حقوقية بمثابة إبعاد إجباري عن البلاد. وتتهم منظمات مدنية، الإدارة الأميركية بإرسال مشتبهين بهم إلى دول أخرى لاستجوابهم في أوضاع غير قانونية بعيدا عن طائلة القانون الأميركي. وقال يحيى وحيلي وهو من مواليد فير فاكس بفرجينيا قبل 26 عاما، إنه يتلقى تطمينات شبه يومية من والدته عبر الهاتف أنه سيعود إلى بلده أميركا، التي لا يعرف غيرها، مشيرا إلى أن والدته على اتصال بمجموعة من المحامين يطمئنونها بدورهم، وكذلك بمنظمات حقوقية وإسلامية في الولايات المتحدة تتبنى قضيته. وأشار إلى أن زوجته ما زالت في اليمن مع عائلتها على أمل الالتحاق به بعد عودته إلى بلده. ويتحدث وحيلي قليلا من العربية ويفضل الحديث بالإنجليزية بلكنة أميركية، إلا أنه يشير إلى أن زوجته مريم تتحدث العربية بطلاقة. وقال وحيلي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من القاهرة: «أنا مواطن أميركي بريء أعيش الآن في المنفى وأعاني من متاعب صحية. ولا أعرف كيف ومتى سأعود إلى وطني وإلى عائلتي». وقال إن شرطة «إف بي آي» سألته في السفارة الأميركية بالقاهرة أسئلة كثيرة عن الفترة التي قضاها في اليمن، وسألته عن سبب ذهابه إلى اليمن، وماذا تعلم هناك، ومن التقى من إسلاميين، وعرضوا عليه صورا لا يعرف أحدا منها، وهل يقرأ القرآن بصفة يومية أم يصلي الفروض الخمسة بانتظام وهل هو مسلم ملتزم بدين الله عز وجل؟ وسألته «الشرق الأوسط» إن كان مسلما ملتزما؟ فقال إنه لا يعرف، ولكنه يحاول. وسألته «الشرق الأوسط» عن علاقاته مع منظمات وشخصيات إرهابية، وخاصة، شريف موبلي (26 سنة)، وهو مواطن أميركي من أصل صومالي، كان يدرس في اليمن عندما اعتقل بتهمة الإرهاب. غير أنه، قبل شهرين، حاول الهروب من الاعتقال، ونزع مسدس حرسه، وأطلق النار عليه وقتله. وهو الآن ينتظر المحاكمة بتهمة القتل العمد. ونفى وحيلي أنه إرهابي، وقال إنه لم يلتق في حياته بهذا الشخص، وليست له صلة بالإرهاب، وأنه يكره تنظيم القاعدة. وقال إنه يتلقى اتصالات بصفة شبه يومية من زوجته مريم من اليمن تسأله عن سبب بقائه في القاهرة، وكذلك من شقيقتيه فاطمة وحواء، وهما أصغر منه سنا. وتقطع صوته عبر الهاتف، وهو يقول إنهن يبكين في الاتصالات الهاتفية، ولا يعرف حقا كيف يجيبهن عن سبب وجوده في القاهرة لنحو شهرين في انتظار الفرج والعودة إلى عائلته الصغيرة في فرجينيا. وكانت منظمات عربية وإسلامية وحقوقية أرسلت خطابات إلى اريك هولدر، وزير العدل الأميركي، لشطب اسم أميركي مسلم من قائمة الممنوعين من السفر، والسماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة من القاهرة حيث ظل ممنوعا من السفر جوا منذ قرابة شهرين. وقالت منظمات حقوقية أميركية لـ«الشرق الأوسط» إن عشرة أميركيين مسلمين وضعوا في قائمة الممنوعين من السفر. ولا يقدرون، مثل وحيلي، على العودة إلى الولايات المتحدة. وأغلبية هؤلاء كانوا في اليمن لدراسة اللغة العربية والإسلام لأن الحياة في اليمن «لا تكلف كثيرا». من جهتها، قالت شمسة نور والدة يحيى في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس من فرجينيا حيث تقيم، إنها أرسلت ولديها إلى اليمن لتعلم العربية، لأن المعاهد هناك أرخص من جهة المصاريف والإعاشة، وأشارت إلى أنها اصطحبت ابنها الأصغر يوسف (19 سنة) إلى هناك لنفس الغرض. وحضرت زفاف ابنها يحيى في اليمن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكن يوسف الابن الأصغر، لم يمكث سوى أقل من ثمانية شهور، ومنع يوسف أيضا من السفر. لكن، سمح له بالسفر بعد ذلك، بعد تحقيق مكثف، وبعد أن اعتقلته الشرطة المصرية لثلاثة أيام. وأوضحت أن يحيى كان من المفترض أن يكون مع العائلة يوم 4 مايو الماضي. وقالت إنها وزوجها عبد الرزاق كانا يعرفان العربية خلال وجودهما في الصومال قبل الهجرة إلى الأراضي الأميركية عام 1976، وأكدت أن ابنها بريء من أي تهم، مشيرة إلى أنه يعمل في وظيفة جيدة بمعمل للأبحاث، والعائلة تنتظر عودته وكذلك زوجته مريم. وقال مراقبون في واشنطن إن المباحث الأميركية زادت من جهودها بعد حادثين اتهمت بأنها قصرت فيهما: النيجري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية في طريقها من أمستردام إلى ديترويت. والأميركي الباكستاني فيصل شاه زاد الذي حاول تفجير سيارة ملغومة في قلب نيويورك. لم يكن الرجلان في قائمة الممنوعين من السفر. واستطاع الأول أن يستقل طائرة من أمستردام، واستطاع الثاني أن يستقل طائرة من نيويورك في طريقه إلى دبي، ثم إلى باكستان. غير أن الثاني اعتقل قبيل إقلاع الطائرة. لهذا وخلال الشهرين الماضيين، تضاعف عدد الذين في قائمة الممنوعين من السفر جوا إلى ثمانية آلاف شخص. وقال نهاد عوض إن يحيى حويلي كان عائدا إلى الولايات المتحدة مع أخيه الأصغر يوسف (19 سنة). الذي، منع من السفر، أيضا. لكن، سمح له بالسفر، بعد تحقيق مكثف، وبعد أن اعتقلته الشرطة المصرية لثلاثة أيام.