ولد داداه: المعارضة الموريتانية ستقف بالمرصاد للحكم الحالي

الحزب الحاكم يصفها بالارتباك.. ويدعوها إلى تعلم أبجدية السياسة

TT

أكد أحمد ولد داداه، الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة في موريتانيا، أن جميع مكونات المعارضة الموريتانية «ستقف للحكم الحالي بالمرصاد من أجل الحيلولة بينه وبين ما يهدف إليه من سعي لتخريب البلاد والإفساد فيها».

وقال ولد داداه، في كلمة ألقاها في مهرجان خطابي عقده في نواكشوط مساء أول من أمس قادة أحزاب المعارضة، تحت شعار «الأزمات المتلاحقة دليل على فشل الحكم»، إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يرفض الحوار مع المعارضة، ويريد أن يتمسك بالحكم عن طريق القوة.

وانتقد ولد داداه الأوضاع المعيشية والصحية للمواطنين، بيد أنه ركز على تبخيس التسيير المالي للحكومة الموريتانية، وهو ما طرح أكثر من سؤال لدى المراقبين حول المغزى الحقيقي للمهرجان الخطابي، وذلك قبل أيام قليلة من اجتماع مانحي موريتانيا في بروكسل.

وفيما يتعلق بسيادة البلد، أوضح ولد داداه أنها أصبحت معرضة إلى الضعف والوهن، ويتمثل ذلك في احتضان موريتانيا لقاعدة عسكرية شمال البلاد تابعة لدولة أجنبية، في إشارة إلى فرنسا.

وأضاف ولد داداه أن هذه القاعدة تتحرك في موريتانيا من دون أن يعرف عن نشاطها أي شيء، إضافة إلى أن وجودها في البلد لم يمر بالإجراءات القانونية المتمثلة في مصادقة البرلمان أو استشارة المواطنين.

وينفي الفرنسيون الموجودون في موريتانيا هذه المزاعم، ويؤكدون أن ذلك لا يعدو كونه مجرد تعاون أمني يتمثل في وجود خبراء في مجال الأمن بموريتانيا، ولا يرقى إلى ما يمكن تسميته «قاعدة عسكرية»، حسب رأيهم.

ولم يغفل ولد داداه موضوع البيئة في البلد، حيث ذكر أن موريتانيا تعاني من مشكلات بيئية صعبة، وذلك من خلال تهديد خطر النفايات السامة الناشئة عن استغلال الشركات الأجنبية التي تنقب عن المعادن في البلاد من دون اتخاذ احتياطات وقائية.

وقال ولد داداه إن المعارضة دقت ناقوس هذا الخطر البيئي الذي تسبب في نفوق بعض الحيوانات في بعض المناطق المنجمية، كما دعت الحكومة الموريتانية إلى الاستعانة بخبرات الدول التي تملك تجارب في هذا المجال، لكن الحكومة لم تستجب لذلك، حسب رأيه.

وفي المقابل رد صالح ولد دهماش، الناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم) على موقف المعارضة من الحوار بالقول: «إن المعارضة لا تعرف أي موقف تتخده إزاءه، فهم يطالبون به أحيانا، ويمتنعون تارة، وأخيرا يضعون شروطا تجمع بين قبوله ورفضه!».

وأكد ولد دهماش أن الرئيس ولد عبد العزيز هو رجل الحوار، وكرس ذلك كسنة حميدة، واتبعه كمنهج للتعاطي السياسي مع الداعمين والمعارضين له، على حد سواء».

وأضاف ولد دهماش، في بيان صحافي نشر أمس، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «المعارضة يجب عليها أن تتعلم أبجديات السياسة، وتتيقن أن من يستثمر نصرا من منطلق المسؤولية والاحترام ليس كمن يعوض خسارة من منطلق الارتباك والتهور والانتقام، والمنشغل بالبناء ليس كمن يهدم، وأن سد القش لا يستطيع إيقاف سيل النهر الهادر»، حسب قوله.