طائرات تركية تقصف مواقع «العمال الكردستاني» شمال العراق بعد مقتل 10 جنود أتراك

متحدث عن الحزب المحظور: المعارك دائرة منذ 3 أيام

TT

قالت مصادر محلية في إقليم كردستان العراق إن طائرات تركية قصفت قبل ظهر أمس عددا من القرى الحدودية في قضاء سوران التابع لمحافظة أربيل ردا على الهجوم الذي شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي المحظور أول من أمس على موقع عسكري تركي بمنطقة «شمزينان» التابعة لمحافظة هكاري التركية.

وأشارت تلك المصادر إلى أن القصف الجوي التركي استهدف قرى سيكانيان وناري وكلي رش في منطقة خواكورك التابعة لناحية سيدكان الحدودية، دون وقوع ضحايا، ولكن الجيش التركي أشار في بيان أصدره بهذا الشأن إلى أن «الطائرات التركية قصفت مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني بالمنطقة الحدودية وقتلت 12 من مقاتلي الحزب».

من جهته، أعلن أحمد دنيز المتحدث الرسمي باسم قيادة حزب العمال الكردستاني عن مسؤولية حزبه عن الهجوم الذي شنه مقاتلوه على موقع عسكري تابع لقوات الدرك التركية بمنطقة جيديك تبة التابعة لمدينة شمدينان بمحافظة هكاري التركية، وأسفر عن مقتل 8 جنود أتراك وإصابة 14 آخرين بجروح، وقال: «قامت الطائرات التركية برد على ذلك الهجوم بقصف بعض المواقع التابعة لحزبنا، ولكننا لا نعرف حجم الخسائر بعد لصعوبة المواصلات في تلك المنطقة وبسبب استمرار المعارك هناك».

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية فقد ازدادت هذه الحصيلة لاحقا مع مقتل جنديين تركيين وإصابة اثنين آخرين بجروح في انفجار لغم يتم التحكم به عن بعد في المنطقة نفسها، وفق ما أفاد مصدر أمني محلي. وكان الجنود يشاركون في عمليات للقبض على منفذي الهجوم على المركز العسكري الحدودي في المنطقة الجبلية الوعرة التي يتسلل إليها المقاتلون الأكراد من العراق. وغالبا ما يستخدم حزب العمال الكردستاني الألغام لمهاجمة القوات المسلحة والمدنيين الذين يشتبه بتعاونهم معها.

وأشار بيان صدر عن القيادة العامة لقوات حماية الشعب الجناح العسكري للكردستاني، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى أن «معارك عنيفة تدور منذ ثلاثة أيام على المناطق الحدودية أسفرت عن وقوع أكثر من 20 قتيلا بين الجنود الأتراك وإصابة عشرات آخرين، وتدمير آلية عسكرية وإصابة مروحية تركية بنيران القذائف الصاروخية من مقاتلي الحزب المذكور».

وتعتبر المعارك التي تدور حاليا على عدة جبهات هي الأعنف منذ إعلان الحزب مطلع الشهر الحالي عن إنهاء هدنة أعلنها لوقف القتال مع القوات التركية التي استمرت لعدة أشهر بناء على دعوة من رئيسه المعتقل عبد الله أوجلان الذي أعلن عن خيبة أمله من مواقف تركيا «المعادية» للشعب الكردي، واستمرار الحكومة التركية في تغليب الحل العسكري على الحلول السياسية والتفاوضية مع قيادة الكردستاني لحل القضية الكردية في تركيا، معلنا أنه نفض يده عن أية مبادرات سلمية أخرى لوقف الصراع الدائر بين حزبه والحكومة التركية، وهذا ما دعا مقاتلي الحزب إلى استئناف نشاطاتهم العسكرية ضد تركيا بشكل أكثر فعالية من السابق، وإشعال الجبهات على طول المناطق الحدودية المشتركة مع إقليم كردستان العراق.

إلى ذلك، ندد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالهجوم «الجبان» مؤكدا أنه لن يؤثر على تصميم البلاد على التصدي للمتمردين الأكراد «حتى النهاية». وقال في رسالة تعاز موجهة إلى قائد الجيش إن تركيا «مستعدة لدفع الثمن» الضروري «للقضاء» على حزب العمال الكردستاني.

وكان أردوغان اتهم حزب العمال الكردستاني الجمعة بالسعي إلى تخريب مبادرة للحكومة تهدف إلى تعزيز حقوق الأكراد وتطوير الاستثمارات في منطقتهم (الأناضول) - جنوب شرق - لوضع حد لنزاع مستمر منذ 1984، وقد أوقع أكثر من 45 ألف قتيل بحسب الجيش.

وعرفت سياسة الانفتاح الكردي التي أعلن عنها العام الماضي انتكاسات مع حظر الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد وتنفيذ موجات اعتقالات لناشطين أكراد واستمرار أعمال العنف في جنوب شرقي البلاد، وفي ظل معارضة شديدة تبديها الأوساط القومية.