حماس: اقترحنا على موسى التوافق بشأن ملاحظاتنا على الورقة المصرية

فتح: التوضيحات لا يمكن أن تكون جزءا من الوثيقة.. وأبو الغيط: نرفض إدخال أي تعديلات

TT

قال الدكتور صلاح البردويل عضو القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة إن رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية اقترح على الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال زيارته لغزة مخرجا للتوافق حول الورقة المصرية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال البردويل إن هنية اقترح على موسى أن يتم توافق فلسطيني على ملاحظات حركة حماس على الورقة المصرية، في ورقة مستقلة، بعد إجراء مناقشات بين الفصائل الفلسطينية، وتحديدا بين حركتي فتح وحماس حول هذه الملاحظات.

وأضاف البردويل أن مقترح هنية يتضمن تشكيل لجان مشتركة من ممثلي الفصائل للتباحث حول ملاحظات الحركة بشأن القضايا الخلافية التي تضمنتها الورقة المصرية. وأشار إلى أن واحدة من القضايا الخلافية تتمثل في آليات تشكيل لجنة الانتخابات المركزية، إذ أنه في الوقت التي تطالب حماس بأن يتم تشكيلها بالتوافق، فإن حركة فتح تصر على تشكيلها بالتشاور.

وأوضح البردويل أن مقترح هنية يدعو أيضا للاتفاق على آليات محددة لتطبيق الورقة المصرية، على أن يتم رعاية تطبيق الخطة من قبل الجامعة العربية وبمباركة مصرية. وأكد أنه كان يتوقع أن يصل وفد يمثل حركة فتح قطاع غزة للتباحث حول هذا الاقتراح، مشيرا إلى أن الحركة لم تسمع أن مصر أو حركة فتح عارضت اقتراح هنية الذي نقله موسى.

وأشار إلى أنه كان من المفاجئ التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيظ الذي شدد على أنه لن يتم إدخال أي تعديل أو تغيير على الورقة المصرية.

وأكد أبو الغيط عقب لقائه مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل رفض مصر السماح بإدخال أي تعديلات على ورقة المصالحة. وقال أبو الغيط «إن مصر لا تفكر أبدا.. وليست على استعداد على الإطلاق للسماح بأي تعديل على الوثيقة مهما كان شكل هذا التعديل، سواء كان تعديلا مباشرا عن طريق تغيير الصياغات أو حتى أي إضافات عليها على صورة ملاحق».

وأشار إلى «أن هناك معلومات مغلوطة تنشر بهذا الشأن بما لا يعكس حقيقة الأمر أو الرؤية المصرية، داعيا حماس إلى توقيع الوثيقة المقترحة التي وقعتها حركة فتح»، وأضاف: «بالنسبة لتحفظات حماس حيالها فيمكن بحثها في علاقة مباشرة مع السلطة الفلسطينية».

وحذر البردويل من أن الإصرار على أن تتراجع حركة حماس عن ملاحظاتها «الموضوعية» لن يكون مدخلا مناسبا لإنهاء حالة الانقسام الداخلي. واعتبر أن مبادرة هنية والخطوات التي اتخذتها حماس تدل على صدق نوايا الحركة في إنهاء حالة الانقسام والمساعدة في توفير أجواء لإنجاح الجهود المبذولة للتوصل لتوافق وطني عريض.

من ناحيته نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن أن تكون حركته قد وافقت على مقترحات هنية. وفي تصريحات صحافية اتهم محيسن حماس بالمسؤولية عن الجمود الحاصل في ملف المصالحة، معتبرا أن الكرة حاليا في ملعبها. وشدد محيسن على أنه لم يحدث تغيير على مواقف الحركة من الورقة المصرية، موضحا أن الأمر يتوقف على موقف حماس منها، مستدركا أنه في حال وقعت الحركة على الورقة فإن ملاحظاتها وملاحظات بقية الفصائل ستؤخذ بالتفاهم عند التطبيق، فهذه الملاحظات كما يقول لا يمكن أن تكون جزءا من الورقة المصرية.

وقال محمد صبيح سفير فلسطين لدى جامعة الدول العربية أن ملف المصالحة الفلسطينية يجب أن يطغى على كل ملفات الجامعة في المرحلة القادمة، وصولا لتطبيقها بشكل فعلي على أرض الواقع، مشددا على ضرورة تضافر كل الجهود من قبل جميع الأطراف، وعلى رأسها حركتا حماس وفتح، لإنهاء هذا الملف المرير وإعادة اللحمة للشارع الفلسطيني من جديد. وشدد صبيح على ضرورة إنهاء الانقسام بأقرب وقت ممكن حتى لا تتكبد القضية الفلسطينية مزيدا من الخسائر والضياع الذي أفقدها جوهرها.