اتفاق أميركي - روسي لتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتنسيق الأمني بينهما

أوباما يستضيف ميدفيديف على «هامبرغر» ويتشاركان البطاطا المقلية

TT

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتفاقهما على تقوية العلاقات بين البلدين وتوسيع نطاق التعاون، خاصة في المجالين الاقتصادي والتقني، بالإضافة إلى إعلانهما تقوية التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب.

وفي مؤتمر صحافي مع ميدفيديف، قال أوباما: «أجرينا نقاشات ممتازة... عندما وصلت إلى البيت الأبيض كان هناك الكثير من عدم الثقة والقليل من العمل على القضايا التي تهمنا». وأضاف: «يمكن تقدم المصالح الأمنية الوطنية الأميركية بشكل أفضل من خلال التعاون مع روسيا». وحول النتائج الملموسة للاجتماع، قال أوباما: «وقعنا معاهدة (سترات) الجديدة وأعدنا تأكيدنا اليوم على التزامنا بالمصادقة عليها». وأشار أوباما إلى عمله مع روسيا ودول أخرى في مجلس الأمن «لإصدار عقوبات جديدة على إيران، هي الأقوى في تاريخ إيران». وأضاف أوباما أنه تم الاتفاق على «توسيع نطاق تعاوننا في مكافحة الإرهاب». وفي الوقت نفسه قال أوباما: «ما زالت هناك نقاط لا نتفق عليها، منها الأوضاع في جورجيا». وأكد مسؤولون أميركيون أن أوباما أبلغ ميدفيديف قلق الولايات المتحدة من مواصلة احتلال قوات روسية لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

ومن جهته، قال ميدفيديف: «نريد أن نجعل علاقتنا أقوى.. وقد جعلنا العالم أكثر أمنا». وأضاف: «نحن نريد أن نوسع الإطار الاقتصادي والجانب الأكبر لحوارنا اليوم كان اقتصاديا»، موضحا: «إنني متأكد أن التعاون في مجال التكنولوجيا ممكن». وتابع: «نحن حريصان على إزالة العقبات السابقة للتجارة والتعاون الاقتصادي».

واستقبل أوباما ميدفيديف صباح أمس في البيت الأبيض، والتقيا على انفراد قبل عقد اجتماع موسع لكبار المسؤولين معهما. وبعد تناول الغداء سويا عقدا المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض، وهو شرف لا يتمتع به الكثير من القادة عند زيارتهم البيت الأبيض. وبحث أوباما مع ميدفيديف الأهداف الأميركية لقمة دول العشرين في تورنتو التي توجه الزعيمان لها اليوم، بالإضافة إلى ملفات عدة، منها الملف النووي الإيراني والأوضاع في أفغانستان. وقال أوباما: «يجب أن تكون علاقاتنا أوسع من النقاط الأمنية والسياسية البحتة.. وقررنا اليوم التعاون بشكل أكبر مستقبلا وأن نوسع التعاون الاقتصادي وتطوير التعاون في مجال الطاقة والطاقة النظيفة». وأعلن أوباما بيع 50 طائرة «بوينغ» أميركية إلى روسيا، بالإضافة إلى تصدير منتجات دواجن إلى روسيا لمساعدة الاقتصاد الأميركي، بينما عبر أوباما عن تأييده لانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. وكان هناك جانب اقتصادي مهم لزيارة ميدفيديف الذي حضر مع أوباما منتدى اقتصادي أميركي - روسي استضافته غرفة التجارة الأميركية عصر أمس. وكان من اللافت أن يحضر أوباما المنتدى الاقتصادي، إذ عادة ما يمثل الولايات المتحدة في مثل هذه المنتديات وزيرة الخارجية الأميركية أو أحد المسؤولين الآخرين.

وقبل لقائه بأوباما في واشنطن، زار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ولاية كاليفورنيا، حيث تجول في مكاتب أبرز الشركات التنقية الأميركية. وعبر المساعد الخاص للرئيس أوباما والمدير الأعلى لروسيا في البيت الأبيض مايك مكول عن أهمية بدء زيارة ميدفيديف في كاليفورنيا، قائلا «إنها دليل على إمكانية توسيع علاقاتنا في جوانب أخرى». ومن مكتب موقع «تويتر» الإلكتروني الرئيسي، انضم ميدفيديف إلى الملايين من القادة والعامة بالانضمام إلى «تويتر» بصفحة خاصة اسمها «كرملين روسيا». وقال ميدفيديف برسالته القصيرة الأولى: «مرحبا جميعا، أنا الآن على تويتر وهذه رسالتي الأولى». ورد المكتب الإعلامي للبيت الأبيض على ميدفيديف برسالة على الموقع نفسه، قائلا: «مرحبا بك يا رئيس ميدفيديف».

وحرصت الإدارة الأميركية على إضفاء جو إيجابي لزيارة ميدفيديف إلى واشنطن، وهي الأولى له منذ تولى أوباما الرئاسة، إذ شدد المسؤولون الأميركيون على أهمية التعاون بين البلدين. وقال نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن رودز: «عندما تولى الرئيس منصبه، كان رأيه ورأي الرئيس ميدفيديف، أن العلاقات الأميركية - الروسية قد تباعدت في السنوات الأخيرة وأننا لم نكن نتعاون على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكان ذلك يضر مصالحنا بصراحة». وأضاف في لقاء مع مجموعة من الصحافيين: «كان تقييم الرئيس بأننا عندما نرصد أولويات أميركا في مجال الأمن القومي - إذا كانت منع انتشار الأسلحة النووية أو إيران أو كوريا الشمالية أو الإرهاب أو أفغانستان - كان هناك الكثير الذي يمكن لنا أن نحصل عليه من التعاون مع روسيا».

وكان هناك جانب طريف لزيارة الرئيس الروسي عندما عزمه أوباما لتناول وجبة الغداء خارج البيت الأبيض. وبدلا من استضافته لتناول الغداء في قاعة الطعام الفخمة في البيت الأبيض، توجه أوباما وميدفيديف إلى مطعم «ريز هيل برغر» في منطقة آرلينغتون في ولاية فيرجينيا المجاورة إلى واشنطن حيث قضيا ما يقارب 40 دقيقة لتناول الغداء قبل العودة إلى البيت الأبيض لمواصلة مشاوراتهما وعقدا مؤتمرا صحافيا معا. وتناول أوباما وميدفيديف سندويتش هامبرغر بينما تشاركا في وجبة بطاطا مقلية واحدة. وأكد البيت الأبيض أن أوباما ضيّف ميدفيديف وتحمل تكلفة الوجبة السريعة. ولفت ميدفيديف إلى الوجبة السريعة في المؤتمر الصحافي، قائلا: «ربما لم تكن صحية ولكنها كانت شهية جدا». وحمل الطابع غير الرسمي للغداء دلائل على قرب أوباما من ميدفيديف وقوة علاقتهما الشخصية، بعد لقائهما السابع واتصالات هاتفية عدة. وكان الفرق واضحا بين قوة علاقة الرئيسين الشابين، الأمر الذي لم يكن يتمتع به الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مع الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين.