النائب صقر لـ «الشرق الأوسط»: سفينتا كسر حصار غزة في مأزق.. وعلينا مساعدتهما لحفظ ماء الوجه

تراجعت إيران وسحب حزب الله الغطاء

TT

«منظمو رحلتي السفينتين (مريم) و(ناجي العلي) لكسر الحصار على غزة، باتوا محرجين بعد أن وقعوا في مأزق، وعلينا جميعا أن نتعاون لنخرجهم منه»، قال النائب عقاب صقر عضو تكتل لبنان أولا لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس. وأضاف: «قمت باتصالات معهم للتعاون على إيجاد حل مشرف لهم ولنا، يحفظ ماء الوجه المطلوب للجميع. ففي النهاية المسألة وطنية وكلنا نريد إيجاد الحل لتبحر هاتان السفينتان».

وقال صقر: «هم مربكون إلى حد كبير. لقد تسرعوا ووضعوا العربة أمام الحصان. تصوروا - ربما - حين أعلنوا عن رحلتهم أن الحكومة قد تمنعهم، أو تعطيهم إذنا للتوجه مباشرة إلى غزة. بينما هم الآن في مشكلة مع قبرص، التي أعطوا إذنا لبنانيا بالإبحار إليها لكنها لا تريد استقبالهم. وفي هذه الحالة توجههم مباشرة إلى غزة، قد يجعلهم مخالفين للقوانين الدولية». وأضاف: «قلت لهم، إن منحهم الإذن بالذهاب مباشرة إلى غزة يخالف القوانين اللبنانية وقد يعتبر تطبيعا حتى من قبلهم. أنا أطرح عليهم حلا من هنا ما دامت قبرص ترفض استقبالهم، بإمكانهم أن يطلقوا نداء إلى أي دولة أخرى متعاطفة مع القضية الفلسطينية تستطيع استقبالهم، وينطلقون منها، ويمكن أن تكون تركيا مثلا. هذا هو الحل المعقول اليوم».

وكانت حركة «فلسطين حرة» ومنظمة «صحافيون بلا قيود» وعدد من الناشطات اللبنانيات قد أعلنوا، بعد عملية الاعتداء على «أسطول الحرية»، عن الاستعداد للإبحار بسفينتين من لبنان لكسر الحصار على غزة، وهما «ناجي العلي» التي تحمل صحافيين، و«مريم» على متنها نساء من جنسيات مختلفة غالبيتهن لبنانيات وعربيات. لكن هذه الحملة بعد أن بدت جدية للغاية في أيامها الأولى، بدأت تتعثر وتثير الأسئلة، لا سيما أن سفينة «ناجي العلي» رست في ميناء طرابلس بينما سفينة «مريم» النسائية التي يتحدث الناشطون عن وصولها خلال ساعات منذ خمسة أيام، لم تبلغ الجهات الرسمية عن أي وجود لها بعد.

وشرح صقر: «تقديري أنه بعدما أوقفت إيران سفنها، ورفضت حماس مواكبة الحرس الثوري الإيراني لها، اصطدم منظمو السفينتين اللبنانيتين بوضع جديد. فجأة سحبت إيران كل شيء. وبدا أن بعض الدول حصلت على ما تريد، وقع المحظور، ووقع المجتمع الأهلي اللبناني، وهؤلاء المخلصون الراغبون في كسر الحصار على فلسطين ضحية حسابات لا علاقة لهم بها. وأضح أيضا أن حزب الله من خلال بيانه الذي أصدره، سحب الغطاء عن الرحلة». وكان «حزب الله أصدر بيانا في التاسع عشر من الشهر الحالي أعلن خلاله أن حزب الله، وإيمانا منه بأن نجاح التحرك وسلامته مرهونة بأن يكون هناك تحرك مدني وشعبي، لذلك قرر منذ البداية أن يبقى بعيدا عن هذا التحرك الإنساني سواء على مستوى التنسيق أو الدعم اللوجيستي أو المشاركة البشرية ليس بخلا وإنما حرصا وتفويتا على العدو فرصة اتخاذ أي ذريعة للاعتداء على المشاركين بهذا التحرك». وتابع صقر يقول: «ليكن ما حدث للحملة اللبنانية لكسر الحصار على غزة التي سلقت سلقا، درسا لنا جميعا كي لا يسبق لساننا تفكيرنا وتتحول مشاريعنا الوطنية إلى مناسبات رمزية وفنية، بعد أن ننجر وراء شعارات ودول كبرى لها مصالحها».

إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس أن السلطات الإيرانية عدلت عن إرسال سفينة تنقل مساعدات إلى قطاع غزة كان من المقرر أن تبحر غدا إلى القطاع. وقال حسين شيخ الإسلام الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في تصريح صحافي «هذه الرحلة لن تتم». وكان البرلمان الإيراني أنشأ هذه الهيئة لدعم الفلسطينيين. وأضاف المسؤول الإيراني أن هذه السفينة كان من المقرر أن تبحر في الأصل يوم الخميس «إلا أنه بسبب القيود التي وضعها النظام الصهيوني المحتل تقرر إرجاء إبحار السفينة إلى الأحد. لكن هذه الرحلة لن تتم في الوقت الحاضر». وأدلى شيخ الإسلام بتصريحاته هذه من مدينة رشت في شمال إيران، وحرص على تأكيد أن المساعدات سترسل إلى قطاع غزة بوسائل أخرى. وتابع المسؤول الإيراني «لقد جعل النظام الصهيوني من الحصار مسألة سياسية، ونحن لا نريد تسييس هذا النوع من المساعدات الإنسانية لأن المهم بالنسبة لنا هو كسر الحصار على غزة». وأضاف أن إرسال السفينة ألغي لأن إسرائيل «وجهت رسالة إلى الأمم المتحدة اعتبرت فيها أن وجود بواخر إيرانية ولبنانية في منطقة غزة سيعتبر إعلان حرب على هذا النظام العازم على مواجهة» هذا الأمر.